المؤرخ أحمد كمالي يكتب: سعد باشا ولعب الورق
كثيراً ما يكتب الناس عن سعد باشا زغلول ولعبه للقمار والموضوع يستحق أن نقف عنده ونناقشه كيف عرفنا بهذا الأمر الواقع إننا عرفنا من سعد باشا نفسه فهو كتب تفصيلاً عن هذا السر فى مذكراته الشخصية.
وكتب عن الظروف المالية الصعبة التى كان يمر بها فى أعقاب خساراته المتتالية ومشاكله مع زوجته صفية هانم الاتى كانت تستنكر سلوكه فى إقباله على لعب الورق، وكل يصيبها الحزن على خسائره، وبالتالى هو قال الحقيقة كاملة يلعب ويخسر ويندم ويدخل فى مشاكل عائلية، والواقع أن مذكراته قدمت خدمة چليلة للتاريخ المصرى حيث كشفت عن اسماء اللاعبين معه على ترابيزة القمار، وإتضح أن منهم رئيس وزراء مصر وقتها حسين باشا رشدى، ووزراء وهى كارثة وطنية بكل المقاييس أن رئيس الوزراء يلعب قمار، ويخسر مبالغ طائلة وبالتأكيد كان الإنجليز الذين يحتلون مصر يراقبون تلك السهرات والقمار ويكتبون تقارير ليتحكموا فى الوطن اكتر عن طريق رئيس الوزراء المقامر.
وربما كانوا يرسلون عملاء لهم يشاركون فى اللعب وأحياناً يكسبون وأحياناً يخسرون بحسب خطتهم فى التعامل مع حسين باشا رشدى، وقد يكون المتجسسين على اللاعبين كل المتحاربين فى الحرب العالمية الأولى كالدولة العثمانية التى كانت صاحبة السيادة على مصر.
وبالتأكيد الأمر يستحق التفتيش عنه فى الأرشيف البريطانى وبالنسبة لسعد باشا فقد لعب القمار فى فترة فراغه السياسى حيث لم يكن يتولى أى منصب وزارى أما حين إنخرط فى الحركة الوطنية، وثورة 19 وتم نفيه خارج البلاد فقد نسى تماماً تلك الألعاب وإن بقيت ذكراها وأحداثها فى مذكراته التى تركها للتاريخ ولم يقدم على تمزيقها وإعدامها فقد قدم وثيقة لأهل بلده الطيبين.