السيد الدمرداش يكتب: إنها مصر يا سادة
الحياة في مصر لا تخضع لأي معايير مجتمعية ولا معايير دينية ولا لقيم مهنية، في مصر قد تجلس بجوار مواطن مهموم ، كسرته قسوة الحياة، ووصل به الحال من ضيق إلي حد بعيد وعندما تتحدث عن قسوة الحياه في مصر ويتطرق بك الحال الي أن تهاجم مصر.
تجد هذا المواطن يقف منتفضاً مدافعاً عنها وكأنك وخزته بسكين في صدره، في مصر تسير في شارع لا تستطيع أن تفرق بين المسيحي والمسلم ولا بين الكافر والمؤمن والملحد في مصر رغم تعدد الطبقات لا تشعر بفقرك ولا غناك في شوارع مصر.
ليلا المقاهي تجمع الأثرياء والفقراء سواسيه وفي المساجد والمطاعم والميادين لا تستطيع تميز بين الطبقات الإجتماعية في الجامعات والمعاهد، في مصر شعب أجمع علي حب الوطن رغم الفقر والجهل أحيانا.
في مصر شعب كله جيش وشرطة وأجهزة أمنية عند اللزوم يتحول للدفاع عن الأرض والعرض والكرامة، ربما يشتكي من غلاء المعيشة لكنه يظل يتعايش ويعيش بدون إدراك لمفهوم الغلاء الذي يفقده السيطرة على الامور، نعم نشتكي من قسوة الحياه لكنه يتعامل معها بدون خوف ولا قلق.
في شوارع مصر العراقي والليبي واللبناني والسوري والسوداني وجنسيات لا نعرف عنها شيء ولا أحد يفرق بين أحد ، في مصر المساجد مليئة بالمصليين والمقاهي بالرواد والكنائس والشوارع، في مصر الحياه تعرف الإختلاف لكنها لا تعرف الخلاف الفقهي حول قضايا الوطن.
في مصر المثقف والجاهل يتعايش كل منهما علي مذهبه بدون إزعاج، إنها مصر ياسادة وشعبها في رباط الي يوم الدين، في أكتوبر ١٩٧٣ وحدت الانتصارات الحربيه النساء والرجال والشباب والأطفال وسارت الحياه هكذا حتي يومنا هذا بدون إدراك لأي خلاف حول ولا ء المصريين للوطن.
نعم نحن نعشق مصر ولا نختلف جميعاً علي حبه هذا البلد الذكي العظيم.