“لوفتهانزا” الألمانية تعيد المشروبات المجانية للدرجة الاقتصادية
كشفت شركة الطيران الألمانية لوفتهانزا أنها ستقدم مرة أخرى مشروبات مجانية على حسب الدرجة الاقتصادية للمسافرين عبر رحلاتها.
وذلك بالنسبة للرحلات القصيرة والمتوسطة المدى هذا الصيف، على أساس تجريبي، حسبما أعلنت شركة الطيران، أمس الاثنين. ويأتي هذا القرار بعد 3 سنوات من إلغاء شركة الطيران المشروبات المجانية في الدرجة الاقتصادية على جميع الرحلات الجوية القصيرة تقريبًا، تماشيًا مع ما مرت به من أزمة مالية في السنوات الماضية.
وكان ينس ريتر، الرئيس التنفيذي لشركة لوفتهانزا، قد أعلن سابقًا عن التفعيل التجريبي لتقديم المشروبات في عدة مناسبات سابقة، على أمل أن تؤدي خدمة المشروبات المجانية إلى زيادة رضا العملاء.
وقالت شركة الطيران يوم الاثنين، إن مشروبات مختارة مثل الشاي أو القهوة ستكون متاحة، وأنه يجب تسجيل ردود فعل العملاء كجزء من التحليلات المستمرة لدرجة الرضاء عن الخدمة.
وأنهت لوفتهانزا الخدمة المجانية في الدرجة الاقتصادية، صيف 2021، واستبدلتها بالعروض المدفوعة.
ولا يزال الركاب يحصلون على زجاجة مياه وقطعة من الشوكولاتة دون أن يدفعوا مقابلا لذلك، غير أن المشروبات الساخنة كانت تتكلف على متن الطائرة ما بين 3 يورو و3.50 يورو (3.25 إلى 3.80 دولار)، بينما تتكلف العصائر الطازجة، منها عصير الطماطم 3.20 يورو، بحسب ما ذكر موقع “ياهوو نيوز”.
وفي عام 2021، كانت قد بدأت أزمة شركة لوفتهانزا المالية بالإنفراج، بعد مرورها بفترة عصيبة بسبب أزمة تفشي وباء كورونا عام 2020.
وسددت شركة ” لوفتهانزا” آخر دفعة من خطة إنقاذها التي بلغت 9 مليارات يورو (10.3 مليار دولار) قبل الموعد المحدد في 2021.
في ذلك الوقت أعلنت “لوفتهانزا” في بيان أن القروض المتبقية، والتي تقدر بمليار يورو، تم سدادها في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، كما ألغت الجزء غير المستخدم من حزمة المساعدات.
ووفقاً للبيان، هذا السداد كان بداية سعي الحكومة الألمانية في بيع حصتها البالغة 14% في شركة الطيران بعد ستة أشهر، والخروج الكامل في غضون عامين.
واتخذت الشركة منذ ذلك الوقت خطوات جديدة، كان أحدثها إعادة المشروبات المجانية، نحو العودة إلى وضعها الطبيعي بعد أن تسببت جائحة “كورونا” في تعطيل جزء كبير من أسطولها ودفعها إلى حافة الإفلاس في عام 2020.
وعملت مجموعة الخطوط الجوية على أمل استعادة 70% من طاقتها التشغيلية قبل الجائحة خلال الفترة بين 2021 و2022، بعد انحسار الأزمة وإعادة فتح الوجهات العابرة للقارات.
وفي الوقت الذي سددت فيه “لوفتهانزا” الديون الحكومية، لجأت الشركة إلى اقتراض مكثف من الدائنين في القطاع الخاص لاستبدال تلك المساعدات.
وقد واجهت خطتها لتخفيض رواتب الطيارين معارضة قوية من اتحاد الطيارين الذي يُعرف في ألمانيا باتحاد “قمرة القيادة”.
وقامت الشركة بتقليص أسطولها وقررت الاستثمار بشكل أقل في الطائرات الجديدة، وهي خطوات جعلتها عرضة للضغوط من شركات الطيران الاقتصادية الكبرى المنافسة لها مثل “رايان إير هولدينغز” و”ويز إير هولدينغز”.
وصرح الرئيس التنفيذي كارستن سبوهر في بيان في ظل الأزمة، قائلاً: “لا تزال هناك تحديات كثيرة، نحن نسعى لتعزيز مكانتنا بين مجموعات شركات الطيران الرائدة عالمياً، ومن أجل ذلك سنواصل إعادة الهيكلة والتحول باستمرار”.
وأوضحت “لوفتهانزا” أن خطة الإنقاذ ساعدتها في إنقاذ أكثر من 100 ألف وظيفة، كما أن الدين المضمون في الأسواق المالية يأتي بفائدة أقل مقارنة بالقروض الحكومية، التي كان من المتوقع أن ترتفع بشكل حاد، مع مرافقة رقابة الدولة قيود صارمة على نشاطات الاندماج والاستحواذ وأجور الرؤساء التنفيذيين.