[ الصفحة الأولى ]سفر وطيران

هشام زعزوع: السيد المسيح أول سائح في التاريخ جاء مصر

استضاف اليوم الثلاثاء المعهد العالي للدراسات النوعية بمصر الجديدة ندوة للدكتور هشام زعزوع وزير السياحة الأسبق، وذلك بعنوان: “تعالوا معنا نتعرف على المقاصد السياحية بالجمهورية الجديدة مصر”، وتحت رعاية هيئة تنشيط السياحة.

أدار الندوة  الدكتور سامح فؤاد حبيب رئيس مجلس إدارة المعهد، والدكتورة سوزان أبوالعنين عميد المعهد، والدكتورة شروق عاشور وكيل المعهد، وبحضور الدكتورة داليا هلال اخصائى الهيئة المصرية لتنشيط السياحة.

ومن جانبها استعرضت الدكتورة داليا هلال المقومات السياحية الفريدة لمحافظة المنيا والتي تعد ثاني أكبر محطة في مسار العائلة المقدسة المنتج الذي تنفرد بها مصر ويتم الترويج له عالميا، مؤكدة أن مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة يتكون من ٢٥ نقطة في ٨ محافظات هى شمال سيناء والشرقية والغربية وكفر الشيخ والبحيرة والقاهرة والمنيا وأسيوط، وتضم محافظة المنيا دير العذراء بجبل الطير بسمالوط أحد أبرز هذه النقاط.

وأشارت هلال انه في عام ٣٢٨ جاءت الملكة هيلانة ام الملك قسطنطين الاول الى جبل الطير وعلمت بالزيارة المباركة فأمرت بنحت وتفريغ الصخرة المحيطة بالمغارة على نظام الكنيسة الاروثوذكسية، واطلقت عليها اسم كنيسة العذراء وهى عبارة عن صخرة واحدة تم تفريغها الى أربعة حوائط صخرية وبالصحن١٠ اعمدة صخرية، وفي عام ١٩٣٨ تم تجديد وبناء الطابق الثاني والثالث بالكنيسة.


وأكدت هلال أن الدولة المصرية طورت مسار العائلة المقدسة بمنطقة جبل الطير بمركز سمالوط شمال المنيا لأنه يعد من أهم المشروعات التراثية والحضارية والدينية والثقافية التي تضاف إلى رصيد الإنجازات التي حققتها مصر لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز زيارة مصر كوجهة سياحية كبرى من خلال ما تملكه من موارد ومقومات سياحية لافتة الى ان المانيا استقبلت نحو ١٠٠ ألف سائح في عام ٢٠١٩ من جنسيات ألمانية وفرنسية وامريكية.

وفي بداية كلمته بالندوة، وجه الدكتور هشام زعزوع الشكر للقائمين على تنظيم الندوة التعريفية، مؤكدا على أهمية إثراء الشغف العلمي لدى الطلاب والذي يخلق الاهتمام ومن ثم النجاح في المجال العملي، مشيرا إلى أن صناعة السياحة يمكنها حل أزمات اقتصادية عديدة وخاصة نقص العملة الأجنبية، وقد حبا الله مصر بالعديد من المميزات السياحية الفريدة التي لا يوجد لها مثيل في اغلب دول العالم، كما تمتلك نحو 240 ألف غرفة فندقية بجانب المطارات والموانئ.


وأضاف زعزوع، أن الدولة المصرية بدأت تهتم بصناعة السياحة بشدة، ودائما ما نقول أن أول سائح عظيم في التاريخ جاء لمصر وكان السيد المسيح مع والدته السيدة العذراء، لذا فقد كانت دولة سياحية منذ آلاف السنين، غير أن صناعة السياحة بمعناها المتكامل هي صناعة حديثة ظهرت عام 1840 مع أبو السياحة في العالم توماس كوك، والذي نظم أول رحلات داخل بريطانيا نفسها مع تطور صناعة القطارات، ونمت رحلاته لتمتد إلى عواصم أوروبا مع مد خطوط القطارات إليها.


وتابع: “وبالنسبة لمصر، فإن أول رحلة سياحية جاءت لمصر كانت عام 1869 مع افتتاح قناة السويس ونظمها أيضا البريطاني توماس كوك، بهدف حضور حفل الافتتاح، وبعدها تتالت الرحلات وكانت قاصرة على اصحاب الدخل المرتفع في الخارج، ولكن بعد اختراع الطائرات وفي 1950 عقب الحرب العالمية الثانية بدأت حركة السياحة العالمية، وتم رصدها كحركة اجتماعية تطورت الى ظاهرة اقتصادية، شملت 25 مليون سائح دولي حول العالم، وتم تعريف السائح بأنه الشخص الذي ينتقل لمكان اخر لفترة بين ليلة الى عام وليس بغرض العمل، وذلك بخلاف الزائر الذي يصل ويغادر في نفس اليوم”.

وقال زعزوع، إن تطور قطاع الطيران أنعش حركة السياحة وحولها لصناعة، وبات هناك منافسة بين الدول لجذب السائحين، حتى عام 2012 الذي احتفل فيه العالم بالوصول لمليار سائح لأول مرة، ثم في 2019 وصل العالم الى مليار ونصف المليار سائح، منوها لأهمية هذا القطاع الذي يدر تريليونات من الدولارات للدول، وهناك واحدا من كل 10 أشخاص حول العالم يعمل بالسياحة بشكل مباشر وغير مباشر، وكل ذلك حدث في غضون 70 عاما فقط.

ولفت لأهمية التكنولوجيا الحديثة التي غيرت قوى السوق السياحي في العالم، مثلما أحدث الطيران تغييرا كبيرا في الصناعة، فاليوم نشهد نفس الثورة عن طريق التكنولوجيا، التي سيطرت على الصناعة عالميا وبات من الأهمية بمكان أن تتطور شركات السياحة المصرية وتتداخل بشكل أكبر في التكنولوجيا الحديثة حتى لا تتلاشى الشركات، فلم يعد شرطا الآن وجود وكيلا سياحيا للسفر، بل يمكن للسائح استخدام شبكة الإنترنت فقط لإجراء كافة حجوزاته، والإعداد لرحلته، وقد بدأ نظمو الرحلات الدوليين في اللجوء للتكنولوجيا الحديثة في الترويج لبرامجهم واجراء الحجوزات والتواصل مع السائحين مباشرة، بينما لا يزال البعض في مصر يعمل بالآليات القديمة التي لا تتناسب مع العصر.


وأكد أن ثقافة السفر للسياحة والإجازات باتت أمرا ضروريا ضمن أولويات الأسر في أغلب دول العالم وخاصة في الصين واليابان بجانب أوروبا التي تبنت هذه الثقافة منذ سنوات طويلة، كما ظهرت تخصصات جديدة لم تكن موجودة من قبل، مثل مواقع إلكترونية مخصصة لعرض وتأجير الشقق والغرف الخاصة للسائحين بديلا عن الفنادق، ولديها تقييمات ومتابعة تمكن السائح من الحصول على أفضل خدمة، وخلف ذلك بالطبع مجموعة من الخبراء لتمكين هذه الثورة التكنولوجية وسط منافسة شرسة عالميا على كعكة السائحين الدوليين.

ودعا وزير السياحة الأسبق، الطلاب، لثقل مهاراتهم والتدريب العملي المستمر مع النجاح في استيعاب مفاهيم المواد الدراسية السياحية، حتى يستطيع الطالب إيجاد فرصة العمل المناسبة، خاصة وأن أغلب دول العالم تحتاج الآن لعمالة سياحية ماهرة، وقد هجر العاملون بها القطاع في خضم أزمة كورونا.


وأشار إلى تطور قطاع السياحة في مصر بشكل كبير، حيث استقبلت مصر في 1952 نحو 76 ألف سائح، ومع حلول عام 2000 عرفت مصر استقبال الملايين من السائحين، وصولا لعام الذروة السياحية في 2010 عندما استقبلت ما يقرب من 15 مليون سائح، بعائد 12.5 مليار دولار وقت أن كان دخل قناة السويس 4.5 مليار دولار، غير أن ظروفنا السياسية في 2011 وما تلاها عرقلت مصر كثيرا عن استمرار النمو السياحي، حيث تتأثر السياحة بأي خبر سلبي فورا، وتتراجع خطوات للوراء، غير أن توافر الاستقرار الأمني الآن أدى لاستقبال 15 مليون سائح في 2023، بعائد نحو 13.6 مليار دولار.

وأوضح: “في عام 2010، كانت مصر ضمن أفضل 20 مقصد سياحي في العالمي، وفي عام 2023 وصلنا إلى المركز 51 عالميا، وهذا ليس لأننا تراجعنا بل لأن الأخرين أرقامهم زادت، فقد استقبلت تركيا العام الماضي نحو 51 مليون سائح، بينما مصر استقبلت 15 مليونا، وهنا علينا بحث ودراسة الأسباب التي تعرقل حدوث هذه الطفرة في مصر، خاصة وأنهم قالوا إن 80% من قوتهم السياحية تتمثل في وجود وتوافر الطيران، وتم تحرير شركة الخطوط الجوية التركية من أي قيود غير اقتصادية، لتصبح ضمن أفضل 5 خطوط طيران في العالم، وتصل لكافة النقاط الهامة في القارات المختلفة، ما جعل اسطنبول مركزا لرحلات طيران عديدة وبالتالي انتعشت السياحة، وللعلم نحن لا نقل عن أحد بل لدينا الإمكانيات الأفضل والخبرات غير أن هناك بعض المشكلات التي يجب حلها أولا”.

وتابع: “سعدت كثيرا لتوجه أحمد عيسى وزير السياحة والآثار، ببحث زيادة عدد الليالي السياحية في القاهرة الكبرى، حيث يعد منتج السياحة التاريخية والأثرية هو الأول في مصر والمتفرد عالميا، لذا يجب العمل على استغلاله بشكل جيد وتنمية المقاصد التاريخية في مصر، وتسهيل وصول السائحين وتحسين تجربتهم، ويوجد هنا 3 عناصر هامة هي الطيران والترويج وحسن معاملة السائح.. بالنظر إلى دولة مثل إسبانيا التي تستقبل 71 مليون سائح، فنجد أن أغلبهم متكرر الزيارة الذي لاقى معاملة جيدة وحرية وسهولة وصول فاعتاد على زيارة المقصد نفسه سنويا لقضاء إجازته”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى