معهد التخطيط القومي يناقش نظرة المجتمع للمرض النفسي
نور أحمد
عقد معهد التخطيط القومي أولى حلقات الصالون الثقافي تحت عنوان “الصحة النفسية: ثقافة مجتمع وشجاعة مريض”، ضمن الفعاليات العلمية للمعهد للعام الأكاديمي 2023/ 2024، وذلك بحضور السفيرة نبيلة مكرم مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة فاهم للدعم النفسي، ووزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج سابقًا، والدكتور عبد الناصر عمر أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، ورئيس مجلس إدارة مستشفى المشفى، وعضو مجلس أمناء مؤسسة فاهم للدعم النفسي.
وفي هذا الإطار أوضح د.أشرف العربي أن هذه الحلقة من صالون معهد التخطيط القومي تستهدف تسليط الضوء على الأهمية الكبيرة للصحة النفسية كحق أساسي من حقوق الإنسان لا يقل أهمية عن الصحة البدنية، ولتحقيق هذه الغاية، يتعين علينا أن نشرع في مهمة ذات شقين هما رفع مستوى الوعي وتفكيك الوصمة المتأصلة المرتبطة بالمرض النفسي.
وأضاف العربي أن تحقيق ذلك يستلزم تحولًا ثقافيًا يعترف بأن الصحة النفسية لا يمكن فصلها عن السلامة البدنية، بما يعزز من ثقافة القبول والدعم والرعاية، ومن خلال هذا التحول الثقافي والالتزام بتوفير الرعاية النفسية وإعادة التأهيل، يتم تمكين الأفراد الذين يعانون من ظروف نفسية وإعادة دمجهم في المجتمع كعناصر فاعلة.
ومن جانبها أعربت السفيرة نبيلة مكرم عن سعادتها بالتواجد داخل مؤسسة عريقة مثل معهد التخطيط القومي ووجهت الشكر للقائمين على تنظيم هذه الحلقة من الصالون، مؤكدةً على ضرورة تغيير ثقافة المجتمع تجاه المرض النفسي وأنه ليس وصمة عار بل ألم يجب احتوائه والتعامل معه.
وأضافت أن مؤسسة فاهم تسعى إلى تقديم الوعي النفسي ونشر ثقافة الصحة النفسية باستخدام مختلف الوسائل الإعلامية والإعلانية وعقد ندوات وورش عمل حول أهمية التوعية بخطورة الأمراض النفسية والتواصل مع المرضى النفسيين وأسرهم وتقديم النصح لهم بمخاطبة المختصين في مجال الطب النفسي والتوعية بأضرار السكوت عنه وعدم متابعة الحالة، إضافة إلى زيادة الوعي المجتمعي للأسر وذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى النفسيين ومناهضة التمييز والتنمر ضد المريض النفسي.
وفي السياق ذاته أشار د.عبد الناصر عمر إلى الدور الذي يلعبه المجتمع لمساندة وتخفيف الآلام وتوفير البيئة المحيطة التي تتفهم معاناة أصحاب المرض النفسي، وإيجاد حل لمشكلاته.
وأضاف عمر أن العلاج النفسي رحلة طويلة تحتاج لصبر، وتكاتف من جميع أفراد الأسرة الذين تقع على عاتقهم مسئولية كبيرة، مؤكداً على ضرورة توفير سبل معالجة المرضى النفسيين عن طريق أطباء ومعالجين متخصصين في المجالات ذات الصلة وتوفير خدمات تأهيل المريض النفسي وتعزيز دمجه في المجتمع.