الفوضى وعدم ترتيب غرفة النوم.. علامات قد تدل على مخاطر نفسية
في بعض الأحيان، قد تكون الغرفة المبعثرة، خاصة إذا كنت عادة ما تكون منظما، علامة على شيء أعمق.
الخبراء يقولون إنه لا بأس بترك الأطباق المتسخة لمدة ساعة أو ساعتين أثناء مشاهدة التلفاز مثلا أو لأي سبب طارئ، ولكن ترك الأطباق تتراكم لعدة أيام يمكن أن يؤدي إلى شعور بالارتباك وربما يرتبط بحالات الصحة النفسية.
الأبحاث أظهرت وجود رابط بين الغرف الفوضوية والاكتئاب. وهذا الشعور قد يؤدي أيضا إلى فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كان الفرد يستمتع بها من قبل مثل التواصل الاجتماعي مع الأصدقاء والمشاركة في الهوايات.
بمعنى آخر، قد يرغب الشخص في الانخراط في بعض الأنشطة، ولكن ببساطة لا يمتلك الطاقة العاطفية أو الجسدية للقيام بها. لذلك، إذا كانت غرفتك فوضوية، فقد يكون ذلك أكثر من مجرد تأجيل للأعمال المنزلية.
وتشير الخبيرة الاجتماعية ليندا حمادة، خلال حوارها مع “الصباح” على سكاي نيوز عربية، إلى أن معظم المنازل تُعاني، بلا شك، من بعض الفوضى، وإنه كثيرا ما كان يطلب منا ترتيب الغرف، وكان ذلك يبدو لنا مهمة كبيرة ومزعجة.
يمكن للفوضى أن تتسبب في الاكتئاب، وأحياناً يكون الاكتئاب هو سبب الفوضى وبالتالي يجب علينا كسر هذه الدائرة في مرحلة ما.
من المهم التمييز بين حالتين: الأولى: انشغال بعض الأفراد بشكل مستمر مما يؤدي إلى فوضى. والثانية: أشخاص يعانون من عدم الرغبة في تحسين حياتهم نتيجة لتعب شديد وإرهاق إضافي وأزمات نفسية متراكمة.
تواجد لبعض الظروف المتزايدة التي تجعل من الشخص يميل إلى تأجيل المهام بسبب نقص الدافع لتحقيق السعادة أو الالتزام بجدول منتظم.
قد يُعتبر كسر الروتين اليومي حلاً مؤقتاً، إلا أنه قد يؤدي لاحقاً إلى تراكم المهام.
ضرورة إدارة المهام بفعالية لتجنب الشعور بالإرهاق والتوتر ومعالجة المهام بسرعة وعدم تركها تتراكم، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى صعوبة بدء المهام وإكمالها، فضلاً عن الشعور بالاكتئاب.
من خلال التعرف على علامات الضغط المتزايد واتخاذ خطوات استباقية لمعالجة المهام في الوقت المناسب، يمكن للأفراد منع الآثار النفسية السلبية والحفاظ على الشعور بالسيطرة.
تشير الدراسات إلى أن التأجيل والتسويف يمكن أن ينجم عن خمود المشاعر أو التعب النفسي، وفي بعض الأحيان قد يكون نتيجة للاكتئاب الحاد.
يضعف الشعور الداخلي قدرتنا على تجميع الطاقة اللازمة لإنجاز المهام في وقتها المناسب، ومع تكرار تأجيل الأمور، تتراكم الواجبات والمسؤوليات تدريجيًا.
من الضروري أن يتدخل أحدهم ليكسر هذه الحلقة المفرغة سواء كان ذلك من خلال شخص ما يساعدك على الخروج من حالة الاكتئاب، أو عن طريق المساعدة في ترتيب البيت وتنظيمه لتجاوز هذا الوضع.
وجود ترابط دائم بين العقل الباطن وطريقة العيش، وفقًا لبعض الآراء، يُعتبر الشخص الذي يعيش وسط الفوضى مُبتكرًا وذكيًّا جداً، نظراً لتداخل أفكاره وتعددها.
يمكن التغلب على تجربة الفشل العاطفي وتجاوزها من خلال تنظيم خزائنك وممتلكاتك.. يعود ذلك إلى ارتباط العقل الباطن بالروتين الخارجي، فعندما تبادر بترتيب أغراضك الشخصية وخزائن ملابسك، يشرع عقلك أيضاً في ترتيب وتنظيم الأفكار، مما يُسهم في إعادة ترتيب حياتك بشكل شامل.
بعض الأشخاص يعيشون في حالة من الفوضى، وقد تكون هذه الحالة اعتيادية بالنسبة لهم، لكن هناك فرق بين الفوضى البسيطة والفوضى التي لا تحتمل.
الفوضى الشديدة تتضمن أمورا مثل ترك الأطباق متكدسة لأربعة أو خمسة أيام، النوم في نفس المكان دون ترتيب الملابس والطعام الملقى على الأرض. هذا الوضع يعتبر خطرًا للغاية.
لا ينبغي التعامل مع هذا الموضوع باستخفاف أو الانخراط في جدال حول أنماط الحياة. يجب الإدراك بأن الشخص المعني قد يمر بأزمة اكتئاب حادة وعميقة، وهو بحاجة ماسة إلى دعم ومساعدة مناسبة.