“الجلد والأصالة” ثيمة رئيسية لـ”ملهمات” التشكيلى خالد سماحي
أشرف حاتم
عبر 30 بورتريه فنيًا متباين الأحجام تضمنهم معرض “ملهمات” للتشكيلى الدكتور خالد السماحى بمعرضه الأخير بجاليرى أكسيس، استطاع أن يبرز بعض السمات التى تميز المرأة المصرية المفعمة بالمشاعر والأحاسيس ومنها الجلد، القوة، الثبات، السكينة، الود وغيرها من الصفات الإنسانية التى تكتسى وجوهن لينقل جوهر الشخصية وليس مظهرها الخارجى.
فالمرأة إيقونة أساسية فى تجربة د. السماحى عبر مشروعه الفنى الذى تجاوز الثلاثة عقود، ومن ثم نجده وقد أحتفى بها حيث برع فى سبر أغوارها والتعبير عن شخصيتها بمختلف البيئات والمستويات الإجتماعية فنجد المرأة البسيطة أو المكافحة وكذلك الأرستقراطية عناصر أساسية بمعرضه دون الوقوع فى فخ التكرار والنمطية، كما نلحظ أن لوحات “ملهمات” تميزن بالمصرية الشديدة والفهم العميق لأبعاد الشخصية.
حول تجربته الفنية الأخيرة قال د. السماحى لـ”بوابة الأهرام” بأن كلمة “ملهمات” كعنوان يمكن الا تكون جملة ولكن ربما تأت كإلهام لمكان، لكن بالطبع المرأة هى الموضوع الرئيسى لأنتاج الفن فى العالم كله، ارى أنها كائن ملهم فى جميع مراحل عمرها سواء طفلة أو شابة أو سيدة فى منتصف العمر حتى او جدة وعجوز مسن.
وأضاف: من قامت بتربيتى فى طفولتى كانت جدتى وهى سيدة كبيرة وكانت بالنسبة لى عالم يحمل ثقافة عظيمة، حيث كانت تعيش فى عصر الملك فؤاد فحدثتنى عن هذا الزمن وما يحمله من اصالة وعادات وتقاليد وبالتالى أدين لها بفضل كبير.
كما تجولت ورأيت نساء كثيرات بمختلف بلدان العالم. ومن هنا أرى أن السيدة المصرية من أفضل النساء كما تتميز بالأصالة والجلد وتحمل المصاعب وتحويل الأمور السلبية إلى إيجابية. وهنا تكمن الفلسفة فى هذا المعرض. فالأداء ليس واقعى أو أكاديمى ولكن به نوع من التعبير والإحساس بالشخصية.
ويوضح: ما يهمنى هو إيصال الأحساس بالشخصية أكثر من التفاصيل سواء اتسمت الشخصية بالقوة أو بالإنسانية. كما أهتم بالعالم المحيط بالسيدة او الموديل الذى أقوم برسمه. بحيث لا ينفصل المكان عن المرأة بالتالى أرى أن هناك تعايش بين الشخصية والمكان عبر اللوحات الثلاثين بهذا المعرض.
ويكشف د. السماحى عن مدى عشقه لخامة الزيت والتى أستخدمها كخامة أساسية فى المعرض ويقول: عندما أقدم ورشة لطلاب أقوم بتعليمهم آلية التعامل مع هذه الخامة بشكل كبير، فالأكريليك من السهل تعلمه فى فترة قصيرة قد تصل لنصف ساعة بينما يتطلب الزيت فترة طويلة لتعلم تقنياته كخامة وشخصية ودراسة وحالة خاصة.
ويكشف د. السماحى عن أن معرض “ملهمات” يأتى بعد ممارسته الفنية لمدة 35 عامًا وبالتالى فهو يعُد حصيلة لتلك الخبرات المكتسبة عبر هذه السنوات، حتى إن إحدى قاعات المعرض قد تضمنت مراحل من تجربته الأولى لكنها فى الوقت ذاته لها علاقة متصلة بالملهمات كما تضمن المعرض اعمالاً تعرض لأول مرة.
وحول فن البورترية يقول: اعتقد إن أى مصور جيد فى العالم يستطيع أن يرسم البورترية، فإذا نظرنا لأى تجربة بيكاسو، خوان ميرو، موديليانى رامبرانت، فان جوخ، فرانسيس بيكون. أحمد صبرى، عبد العزيز درويش كل الفنانين المعاصريين نجد هذا الفن حاضرًا بقوة فى تجربتهم، بالتالى البورترية كان موجود بطريقته ولن يندثر لأنه طالما هناك بشر سيكون هناك بورترية. فضلاً عن أن فنان البورترية لا ينقل ما امامه بل يتفاعل معه ومن خلال إحساسة بالشخصية ينقل الحالة.