الحسن بن طلال: التراث الثقافي ملك للجميع

رعى الحسن بن طلال، رئيس المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، في الجامعة الهاشمية انطلاق أعمال “المؤتمر الدولي الثالث في الإدارة السياحية والحفاظ على التراث “، الذي تنظمه كلية الملكة رانيا للسياحة والتراث.
ودعا في كلمته الافتتاحية للمؤتمر، بحضور دانا فراس، ورئيس الوزراء الأسبق الدكتور عبد الرؤوف الروابدة، ووزير السياحة والآثار مكرم القيسي، ووزراء سابقين وأكاديميين ومتخصصين، إلى ضرورة إنشاء مبادرة تراثية أردنية للعمل على صون التراث الحضاري والإنساني.
التراث الثقافي لا يخص أحداً بعينه
وأعتبر أن التاريخ والتراث ركيزة لبناء حاضرة من الازدهار والتميز والابداع، لافتا إلى أن الدفاع عن التراث هو دفاع عن النفس والكيان والهوية والشخصية الحضارية، مؤكدا أن التراث الثقافي لا يخص أحداً بعينه، وإنما هو ملك للجميع كما أنه موضوع يسمو فوق السياسة والأزمات، وله أهمية وأصالة ، وتاريخنا الثقافي يمثل نتاج حضارات عريقة متصلة، ما يتطلب حمايته وصونه من أي عبث وتعدٍ.
وأشار إلى أن “دراسة التاريخ والآثار تذكرنا بأصالتنا والمشتركات فيما بيننا، حيث أن هنالك حضارة واحدة وثقافات متعددة ذات مكنونات متنوعة”، مشددا على أهمية تطوير فهم أفضل مع الآخرين من خلال الإدارة السياحية والتركيز على القواسم المشتركة واحترام الاختلاف وقبول التنوع والتعددية، وبناء قدرات المؤسسات لحماية المواقع الدينية والأثرية ذات القيمة الروحية والمعنوية.
التراث يمثل القيم والمبادئ والذكريات
من جانبها قالت دانا فراس رئيسة جمعية المجلس العالمي للمعالم والمواقع (ايكوموس الأردن)، إن المجلس يعمل لنشر الوعي عن أهمية التراث الثقافي والمحافظة عليه ودعم الأبحاث والدراسات والنشاطات المشتركة وإشراك الشباب والشابات بالعمل في سبيل توثيق ودراسة وديمومة التراث الثقافي، مؤكدة أن التراث يمثل القيم والمبادئ والذكريات، التي تتشارك فيها الإنسانية وتعتبر حجر الأساس في بناء الهوية الجامعة والحاضنة للجميع.
التراث مرتبط بأهداف التنمية المستدامة
ولفتت إلى أن التراث يتقاطع مع التنمية، فالتراث مرتبط بأهداف التنمية المستدامة بشكل مباشر، إذ أن النمو والتشغيل والاقتصاد المستدام مرتبط بالإنسان وقيمه، منوهة إلى دور التراث في بناء أنظمة اجتماعية متماسكة وتعزيز التكافل الاجتماعي، الذي يحمي من هم أكثر عرضة للتأثر بالتحديات المتعلقة بتغير المناخ وعوامل التصحر والارتفاع في درجات الحرارة والفيضانات والعواصف.
إدراج 6 مواقع على لائحة التراث العالمي
بدوره، بين وزير السياحة والآثار مكرم القيسي أنه تم إدراج 6 مواقع على لائحة التراث العالمي وهي: البترا ، قصير عمرة ، أم الرصاص ، وادي رم ، المغطس، مدينة السلط، حيث تتمتع جميعها بقيم عالمية استثنائية، خصوصا في تعبيرها عن عظمة تسامح الثقافة العربية والإسلامية عبر العصور.
وأضاف أن المغطس يعد موقعًا استثنائيًا عالميًا ليس لاتباع الدين المسيحي فحسب بل للبشرية جمعاء كونه المكان الذي انبثق منه ميلاد المسيحية للعالم أجمع، مشيرا إلى جهود الوزارة في تطوير 6 متاحف قائمة تشمل: متحف جرش ومتحفي دار السرايا ومتحف أم قيس في مدينة اربد، ومتحف الحياة الشعبية ومتحف الحلي والأزياء في المدرج الروماني إلى جانب افتتاح متحف اللاهون قرب أم الرصاص.
السياحة والتراث في الأردن من مصادر الإحساس بالهوية
وقال رئيس الجامعة الهاشمية الدكتور فواز الزبون إن السياحة والتراث تشكل في الأردن مصدراً من مصادر الإحساس بالهوية وتنقل قصة الإنسان منذ البدء، إذ أن المؤتمرات العلمية يتم فيها الاطلاع على تجارب وخبرات ومعارف جديدة، وهي إحدى مصادر تكوين المعرفة لدى العاملين والباحثين.
وأوضح عميد كلية الملكة رانيا للسياحة والتراث الدكتور فراس علاونة، أن عدد المشاركين في المؤتمر يزيد على 85 عالمًا وباحثًا وأكاديميًا عالميًا وعربياً، مشيرًا إلى أن المؤتمر يعتبر فرصة للمؤسسات الوطنية والخارجية وللخبراء والباحثين المشاركين كما هو للطلبة الحاضرين للاطلاع على أهم الإبداعات العلمية في مجال السياحة والآثار والذي يعد ركيزة اقتصادية وسياسية واجتماعية تساهم في بناء الوطن ورفعته.
وناقش المشاركون في المؤتمر، على مدى يومين، عشرة محاور تتناول القضايا المعاصرة في السياحة والتراث، والوجهات السياحية ضمن سياقات جديدة، وتقنيات توثيق التراث الرقمية، وصيانة المواقع التراثية والأثرية وتقديم نماذج وطنية من الأردن والعالم، وعرض موضوعات حول السياحة العالمية، وعرض لقصص نجاح في حماية التراث والمجتمعات السياحية والمتاحف، والمواقع الأثرية، إضافة إلى التقنيات المتطورة والمسوحات، ودراسات سلوك السياح وأخلاقيات السياحة والمجتمعات المضيفة، وتكامل علم الآثار والعلوم الأخرى.