تاريخ وحضارة

قصر الصفا التاريخى “جوهرة” تزين ساحل بحر الإسكندرية

السيد عبدالرازق

” حكاياتك يا زيزينيا حواديت وناس ودنيا “، .. جزء من أغنية شهيرة غناها الفنان محمد الحلو لتكون تتر للمسلسل الشهير زيزينيا والذي يؤرخ لجزء من تاريخ الإسكندرية، والحى الارستقراطى الشهير الذى أسسه الكونت زيزينيا قبل نحو 100 عام .. فالحى الذى كان خلده الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة في رائعته ” زيزينيا ” من بطولة الفنان يحيى الفخرانى ..  كان مركزا ومقصدا للصفوة وعلية القوم والذين تنافسوا في تأسيس قصورهم وسراياهم فيه،خاصة فى زمن الأسرة العلوية .

وعلى مدار سنوات تهدمت الكثير من قصور الحى الذي كان يضم عدد امن قصور لأفراد من الأسرة العلوية وأثرياء القوم فى النصف الأول من القرن العشرين ، ولكن بقى قصر الصفا، جوهرة تزين الحى وكورنيش البحر ، ويتبع حاليا القصور الرئاسية، ومعد لإستقبال ضيوف الرئاسة وكبار الوزراء ورجال الدولة أثناء وجودهم فى المدينة .

تقول منة محب باحثة في التاريخ، إن القصر شيده الكونت اليونانى إستيفان زيزينيا، بمنطقة رمل الإسكندرية في نهاية القرن 19، حيث جاء إليها وكانت صحراء جرداء يقطنها عدد من الأعراب فاشترى مساحات شاسعة من أرضها لتعميرها وبناء قصره قبل أن تسمى في النهاية على اسمه .

وأشارت الباحثة إلى أن ” الكونت ” كان يعمل بتجارة القطن بجانب كونه قنصل بلجيكا بمصر، وكان مغرما جدا بالمنطقة التى تحولت فيما بعد لسكن راق لأثرياء القوم ولأفراد العائلة المالكة .

وتابعت : ” تحول القصر إلى فندق عقب وفاة الكونت ، لسنوات حتى اشتراه الأمير محمد على ، وأعاد بناءه عام 1927 وأطلق عليه اسم قصر الصفا، وهو الإسم الحالى له ، ثم دخل لاحقاً ضمن القصور الرئاسية .

وعن سبب إطلاق هذا الاسم عليه قالت أن الأمير محمد على ، رأى أن يختار لقصره اسم ” الصفا ” ، تيمنا بجبل ” الصفا ” ، الذى ورد ذكره في القرآن الكريم بوصفه منسك من مناسك الحج .

وأشارت إلى أن الأمير محمد على كان يهتم بالفن الإسلامى لذلك كتب على القصر من الخارج آيات من القرآن الكريم، ومنها ما كُتب على مدخل القصر ” فادخلوها بسلام آمنين ” ، وأيضا أسماء الله الحسنى المموهة بالذهب الخالص فى قاعة الطعام.

ولفتت إلى أن القصر لم يشيد مرة واحدة على هيئته الحالية .. حيث كان الأمير محمد على ، يطلب من المهندسين إضافة أجنحة جديدة لقصره أوإدخال تعديلات مناسبة على البناء حتى صار بصورته الحالية وأصبح أحد معالم المدينة .

وتضم حديقة القصر طائفة من النباتات النادرة وكان يعتنى بها الأمير محمد على عناية فائقة ، كما يضم القصر ثروة فنية متمثلة فى أجمل لوحات التصوير في العالم علقت لتزيين حوائطه الداخلية .

وأشارت إلى أن للكونت زيزينيا دور كبير في تعمير المنطقة وبناء قصره الشهير، شجع الأميرة فاطمة الزهراء، حفيدة محمد على باشا ، على بناء قصر فخم لها هناك، وهو الآن متحف المجوهرات الملكية ، والذي ساهم في ظهور حركة السياحة بالحي، وشيده المعمارى الإيطالي ” أنطونيو لاشياك ” ، مع المهندس المصرى على فهمى ، على مساحة ‏4185‏ مترا مربعا‏ .

قصر الصفا
قصر الصفا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى