سياحة دبي تستهدف استعادة معدلات ما قبل كورونا في 2023
قال عصام كاظم، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري، إننا نستهدف الوصول بأعداد السياح الدوليين في دبي خلال العام المقبل إلى مستويات ما قبل الجائحة، مع التركيز على الأسواق الواعدة التي يمكن استقطاب أعداد زوار أكبر منها مع مستويات الإنفاق السياحي المناسبة.
وأضاف كاظم في تصريحات للصحفيين على هامش الدورة الأولى من “منتدى سكيفت العالمي”، خلال الفترة بين 13 إلى 15 ديسمبر الجاري في مدينة جميرا بدبي: مع تزايد أعداد السياح الدوليين إلى دبي، تشهد المدينة سياحة الأعمال وزوار المعارض والمؤتمرات بشكل متزايد أيضاً، وسيستمر القطاع في تعزيز مساهمته التي تبلغ ما يقارب 20 % من إجمالي زوار الإمارة.
وأشار إلى أنه في ظل تسهيلات تأشيرات السياحة والإقامة التي تم اعتمادها، تعمل دائرة الاقتصاد والسياحة مع الشركات العالمية الكبرى بما يشمل الشركات العائلية لاستقطاب مقارهم العالمية والإقليمية إلى دبي. وتهدف جهود التسويق واستراتيجية عمل الدائرة لتعزيز مكانة الإمارة ليس كوجهة للسياحة والاستثمار فحسب، بل للعيش أيضاً تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بأن تكون دبي المدينة الأفضل للحياة في العالم.
وقال كاظم إننا نركز على 4 محاور في استراتيجيتنا، وتشمل زيادة أعداد السياح وتمديد فترة إقامة السياح ورفع إنفاق الزوار، بالإضافة إلى تعزيز الزيارات المتكررة، حيث إن 25 % من زوار دبي يعودون إليها خلال 12 شهراً مقارنة بالمعدل العالمي الذي يمتد لـ 24 شهراً، مما يعكس جاذبية الإمارة من حيث جودة الخدمات والتجارب السياحية وكذلك من حيث الأسعار المناسبة.
ولفت إلى أن برنامج التأشيرة السياحية متعددة الدخول لفترة 5 سنوات سياهم أيضاً في تعزيز الإقبال على دبي.
حدث عالمي
وأضاف أن حدث “سكيفت” من أهم المؤتمرات العالمية المتخصصة والذي يبحث واقع وآفاق السياحة والسفر، وبعد نجاح دبي في استقطاب أول دورة تعقد في المنطقة لمؤتمر “سكيف” قررت دائرة الاقتصاد والسياحة عقد «City Briefing» على هامش المؤتمر.
وأوضح كاظم أن مؤشرات السياحة بما يشمل سياحة الأعمال والمؤتمرات تسجل نمواً متواصلاً من حيث أعداد الزوار، وخلال الفترة المقبلة ستواصل الدائرة التركيز بشكل أكبر على قطاع المعارض والفعاليات المتخصصة وسياحة الأعمال، حيث نجحت دبي خلال الفترة الماضية في استقطاب عدد من أكبر المؤتمرات العالمية، وفي هذا الإطار سيتم دعم المعارض والفعاليات المتخصصة التي تعقد في دبي بشكل دوري للتوسع من خلال استقطاب المزيد من الزوار والمشاركين من كافة دول العالم والترويج لها دولياً، بالتزامن مع جذب مؤتمرات ومعارض تواكب في تخصصاتها القطاعات الاستراتيجية التي تستهدفها دبي، بحيث تنعقد للمرة الأولى وتتوسع انطلاقاً من الإمارة، ومن جانب آخر نبحث فرص تنظيم معارض ومؤتمرات جديدة تواكب أهم التوجهات عالمياً بأسلوب نوعي والتركيز على التخصصات الحيوية على غرار مهرجان دبي للرياضات الرقمية الذي عقد مؤخراً بنجاح.
وعن التحديات الاقتصادية العالمية والإشارات السلبية حول الركود في بعض مناطق العالم، قال كاظم إن دبي لطالما وضعت في الحسبان حدوث تغيرات ومستجدات اقتصادية وجيوسياسية عالمية، ومن هذا المنطلق ومنذ إطلاق استراتيجية دبي السياحية عام 2013 تم التركيز على تنويع الأسواق الموردة للسياح بالتزامن مع التعاون الوثيق والاجتماعات الدورية مع الجهات الخاصة في القطاع السياحي والفندقي لإطلاعهم على خطط الدائرة وتوجهات الأسواق وضرورة التنويع، بحيث يتم وضع خطط متناسقة تصب في مصلحة القطاع ككل، ويتم الاعتماد على المرونة في التخطيط والتعامل مع المتغيرات ففي حال تم رصد أي احتمال لتراجع أعداد السياح من سوق معين لأي سبب كان يجري العمل على سبيل المثال على تمديد فترة إقامة الزوار من هذا السوق.
وأضاف: نحرص أن يقدم القطاع الفندقي في دبي للزوار أفضل قيمة مقابل المال دون التدخل بالأسعار من خلال التركيز على جودة التجارب السياحية المتميزة مع تشجيع الفنادق على المحافظة على المستويات السعرية الحالية وتقديم المزيد من العروض النوعية لتعزيز الحصة السوقية من الأسواق العالمية الواعدة خلال الفترة المقبلة، وشهدت أشهر الصيف من العام الجاري مستويات إشغال فندقي مرتفعة في ظل حملات العروض الترويجية التي تم إطلاقها لإنعاش الموسم السياحي الصيفي بالتزامن مع استراتيجية تعزيز حركة السياحة الداخلية.
وأكد كاظم أنه على الرغم من زيادة الطاقة الاستيعابية للقطاع الفندقي في دبي خلال العام الجاري مقارنة بفترة ما قبل الجائحة 2019 إلا أن متوسط الإشغال الفندقي استمر في نطاق مقارب لتلك المرحلة حيث بلغ 71 % خلال أول عشرة شهور من العام الجاري مقارنة بـ 73 % في عام 2019.
وتابع أن هناك توجهاً جديداً برز ما قبل الجائحة وتزايد بعدها ويتمثل في الرحلات التي تجمع بين العمل والسياحة في آن واحد، حيث قام العديد من زوار الأعمال بانتهاز فرصة تواجدهم في دبي لجلب عائلاتهم أثناء الزيارة أو تمديد فترة إقامتهم للاستمتاع بمزايا دبي السياحية. وتعمل الدائرة مع كبار الزوار من رجال الأعمال والمستثمرين الدوليين لتنظيم اجتماعات ثنائية مع الجهات الحكومية وأهم الشركات المحلية لبحث آفاق التعاون وبناء علاقات بناءة خلال زيارتهم لدبي لحضور المؤتمرات والفعاليات، وقد ساهمت هذه الجهود في جذب العديد من المستثمرين لتأسيس أعمال لهم في الإمارة.
وأشار إلى أن برنامج التقاعد في دبي يشهد إقبالاً عالمياً متزايداً بالتزامن مع تركيز مطورين عقاريين على توفير نمط حياة مناسب في مشاريعهم الجديدة للتركيز على الصحة البدنية وأنشطة اللياقة والمرافق الرياضية والترفيهية بما يناسب جميع الشرائح ومنهم المتقاعدون، وسيتم خلال الفترة المقبلة إطلاق حملات ترويجية خاصة بالبرنامج.
ولفت إلى أن برنامج العمل عن بعد من دبي يشهد إقبالاً عالمياً في ظل إتاحة العديد من الشركات الدولية أمام موظفيها فترات على مدار العام للعمل عن بعد، وتواصل دبي استقطاب العديد من هؤلاء الموظفين العاملين عن بعد وكذلك أصحاب المهن الحرة الذين اختاروا الإقامة في دبي للعمل في مشاريع مؤقتة على مستوى المنطقة، الأمر الذي ينعكس على توافر المواهب والكوادر المؤهلة في دبي.
ولفت إلى أن انضمام دبي إلى “دليل ميشلان” للمطاعم كأول مدينة في الشرق الأوسط يساهم في تعزيز شهرتها السياحية العالمية وسمعتها المرموقة كوجهة مثالية للعيش بأسلوب حياة عصري راق.
وأوضح أن نمو قطاع بيوت العطلات يساهم في تنويع خيارات الإقامة لزوار دبي وتلبية متطلبات كافة الشرائح.