مواجهة أوروبية شرسة بين إنجلترا وفرنسا
مواجهة شرسة وصعبة ومن العيار الثقيل، وهي التي ستجمع بين المنتخبين الإنجليزي والفرنسي، في ربع نهائي، مونديال قطر، 2022، في اللقاء الذي سيجمع بين المنتخبين، في التاسعة مساء اليوم، على استاد “البيت”.
عمليا، قدم المنتخبان “الإنجليزي والفرنسي” أوراق اعتمادهما كمنافسين بارزين على لقب المونديال، بعد تحقيق الصدارة في دور المجموعات، قبل حجز التأهل إلى دور الثمانية عن جدارة واستحقاق.
وحافظ منتخب فرنسا على تواجده بدور الثمانية للنسخة الثالثة على التوالي، بعدما سبق أن صعد للدور ذاته في نسختي 2014 و2018، وهو الأمر الذي يحدث للمرة الأولى مع فريق المدرب ديشامب.
وانفرد جيرو بقمة قائمة الهدافين التاريخيين لمنتخب فرنسا، بعدما وصل لهدفه الدولي رقم 52، كما أصبح مبابي أول لاعب يسجل 9 أهداف طوال مسيرته بكأس العالم قبل أن يبلغ عامه 24، متفوقا على بيليه الذي أحرز 7 أهداف في ذات السن.
ونجح مدرب فرنسا ديدييه ديشامب في رفع كل الضغوط عن الفريق وتمكن من التعامل مع الإصابات التي لحقت بالفريق.
وتعتبر فرنسا 2022 أصغر سنا وعديمة الخبرة في الثلثين الخلفيين، لكنها تتمتع بقدر كبير من القوة في الهجوم مما يجعلها مرشحة للفوز أمام أي خصم.
ولم تلعب الديوك بشكل مبهر في قطر، حيث واجهت ضغطا في كل المباريات، لكنها تعاملت معه بصبر وحكمة وبمبابي الذي لم يشارك أساسيا في مواجهة تونس ضمن الجولة الأخيرة من دور المجموعات.
وخاضت فرنسا مباراة نسور قرطاج بفريق أغلبه من البدلاء، بعدما كانت قد ضمنت بالفعل التأهل لثمن النهائي، لكنها تعرضت لأول هزيمة منذ 2014 لتنتهي سلسلة من 8 انتصارات متتالية للفريق في بطولات كأس العالم.
مع مبابي لم تخسر فرنسا قط في أدوار إقصائية سواء في كأس اليورو أو كأس العالم ومعه فيهما لم تعرف سوى الفوز مع تعادل وحيد.
وفي مواجهة إنجلترا سيسعى مبابي صاحب الـ23 عاما لتسجيل هدف العاشر في بطولات كأس العالم لمواصلة التألق.
وواقعيا، لم تكن القرعة رحيمة بالمنتخبين الإنجليزي والفرنسي بعدما أوقعتهما في مواجهة مبكرة بدور الثمانية، رغم كونهما ضمن أبرز المرشحين للتتويج.
ويأمل مبابي في مواصلة هوايته في هز الشباك من أجل تعزيز صدارته لقائمة هدافي النسخة الحالية للمونديال، حيث سجل 5 أهداف حتى الآن، علما بأنه أصبح ثاني فرنسي يصل لهذا العدد من الأهداف في نسخة واحدة بعد جوست فونتين، الذي أحرز 13 هدفا في مونديال 1958.
وسيكون كايل ووكر، الظهير الأيمن في منتخب إنجلترا، المكلف بالتصدي لمبابي الذي يميل للعب في مركز الجناح الأيسر، لكن يعتمد هذا على خطة مدرب إنجلترا جاريث ساوثجيت الذي قد يغير من أسلوبه من أجل تضييق الخناق على مهاجم باريس سان جيرمان، وهو الأمر الذي لم ينجح فيه أي من خصوم فرنسا حتى الآن.
ويمتلك منتخب إنجلترا، ترسانة هجومية لا يستهان بها، حيث أحرز 12 هدفا خلال المباريات الأربع التي خاضها في النسخة الحالية، ليتقاسم صدارة أكثر منتخبات دور الثمانية إحرازا للأهداف مع البرتغال.
ويتواجد في قائمة هدافي البطولة، ماركوس راشفورد وبوكايو ساكا، اللذين يتقاسمان المركز الثاني في قائمة الهدافين مع 7 لاعبين آخرين، برصيد 3 أهداف لكل منهم.
وقد يصبح ساوثجيت (52 عاما) أول مدرب يقود إنجلترا في نصف نهائي المونديال، لذا يحتاج إلى تحقيق الانتصار الثالث على التوالي له في مونديال، وهو ما لم يحققه أحد منذ عام 1990.
واستطاع ساوثجيت أن يعيد إنجلترا إلى منتخبات الصفوة وفي قطر رفع من مستوى الفريق بشكل أكبر، لا سيما وأنه سجل 12 هدفا، وهو نفس عدد أهداف الفريق في مشاركته بروسيا قبل 4 سنوات، مما يجعله المنتخب الأكثر تسجيلا للأهداف في البطولة بالتساوي مع البرتغال.
وفي الوقت نفسه، طالب جاريث ساوثجيت المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، لاعبي فريقه بإثبات معدنهم الحقيقي أمام فرنسا، وكتابة التاريخ في مونديال قطر.
وقال ساوثجيت، الذي قاد منتخب إنجلترا لبلوغ المربع الذهبي في المونديال الماضي “لقد صنعنا التاريخ في آخر 4 أو 5 أعوام”.
وأضاف “اكتسبنا خبرات كثيرة من مشاركاتنا السابقة، واللاعبون يعرفون أنه يتعين عليهم الفوز بالمباريات بطرق مختلفة، لقد عادوا بعد تأخرهم خلال مباريات كبيرة”.
ويأمل منتخب إنجلترا في مواصلة تفوقه على نظيره الفرنسي في لقائهما الثالث الذي يقام بكأس العالم، بعدما سبق لمنتخب الأسود الثلاثة الفوز في مواجهتي المنتخبين السابقتين بالمونديال.
وفاز المنتخب الإنجليزي 2-0 على فرنسا في لقائهما الأول بكأس العالم، الذي جرى بنسخة 1966، قبل أن يتغلب مرة أخرى على منافسه الأوروبي اللدود، حينما فاز عليه 3-1 بنسخة 1982.
وبصفة عامة، التقى المنتخبان العريقان في 31 مباراة على الصعيدين الرسمي والودي، حيث بدأت تلك المواجهات منذ ما يقرب من 100 عام، بعدما لعبا ضد بعضهما البعض للمرة الأولى وديا في 10 مايو 1923.
وتميل الكفة بشكل كبير لمنتخب إنجلترا في لقاءات المنتخبين السابقة، حيث حقق المنتخب الإنجليزي 17 فوزا مقابل 9 انتصارات لفرنسا، فيما خيم التعادل على 5 لقاءات.
وستكون هذه المباراة هي الأولى بين إنجلترا وفرنسا منذ الودية الأخيرة في 13 يونيو 2017، والتي انتهت بفوز فرنسا 3-2 على ملعبه.
التشكيل المتوقع للفريقين:
إنجلترا: بيكفورد، ووكر، ستونز، ماجواير، شو، هندرسون، بيلينجهام، رايس، ساكا، كين وفودين.
فرنسا: لوريس، كوندي، فاران، أوباميكانو، تيو هرنانديز، تشواميني، رابيو، جريزمان، ديمبيلي، جيرو ومبابي.