النجوم السوداء في مهمة استعادة الثقة أمام الكوريين
يطمح منتخب النجوم السوداء، في تحقيق أول فوز له في المونديال، عندما يلتقي المنتخب الكوري الجنوبي، في الثالثة عصر اليوم، على ملعب المدينة التعليمية، في إطار مباريات المجموعة الجولة الثانية، لحساب المجموعة “الثامنة”، التي تضم أيضا منتخبي، البرتغال، والأوروجواي.
وواقعيا، تسعى كوريا الجنوبية وغانا، للذهاب بعيدا ومحاولة تكرار إنجاز 2002 بالنسبة للأولى، حين وصلت إلى نصف النهائي على أرضها، و2010 بالنسبة للثانية حين وصلت الى ربع النهائي.وستكون المواجهة بين غانا وكوريا الجنوبية الأولى على صعيد البطولات، لكنهما تواجهتا وديا في ثلاث مناسبات وفاز المنتخب الإفريقي في 3 منها، آخرها 4-0 عام 2014، بفضل ثلاثية للنجم الحالي أندريه أيو، مقابل هزيمة تعود الى صيف 2011 (2-1).
ويتذيل منتخب غانا، الذي يشارك في المونديال للمرة الرابعة، جدول ترتيب المجموعة بلا نقاط، عقب خسارته (3-2) أمام البرتغال في الجولة الأولى، يوم الخميس الماضي.
في المقابل، يتقاسم منتخب كوريا الجنوبية، الذي يلعب في كأس العالم للمرة الـ11 في تاريخه والعاشرة على التوالي، وصافة ترتيب المجموعة مع منتخب أوروجواي، برصيد نقطة واحدة لكل منهما، عقب تعادلهما بدون أهداف في مستهل مبارياتهما بالمسابقة.
وعلى الرغم من المواجهات العديدة التي جمعت بين غانا وكوريا الجنوبية، إلا أن هذا اللقاء (الأفرو آسيوي) سيكون الأول على الصعيد الرسمي بينهما.
ولا بديل أمام كلا المنتخبين سوى حصد النقاط الثلاث، إذا أرادا الحفاظ على حظوظهما في الصعود لدور الـ16 في البطولة الأهم والأقوى في عالم الساحرة المستديرة.
وكان المنتخب الغاني، الذي عاد للمشاركة في كأس العالم، عقب غيابه عنها في النسخة الماضية بروسيا عام 2018، ندا حقيقيا لمنتخب البرتغال، وكان قريبا من خطف نقطة التعادل، لولا نقص خبرة لاعبيه في مواجهة أحد عمالقة كرة القدم في العالم.
وخلال مواجهة البرتغال، برهن منتخب غانا، الذي يواجه أحد المنتخبات الآسيوية للمرة الأولى في كأس العالم، عن قدراته كأحد المنتخبات التي ستنافس بقوة على حصد إحدى بطاقتي الصعود لمرحلة خروج المغلوب عن تلك المجموعة، حيث يأمل في اجتياز مرحلة المجموعات للمرة الثالثة في تاريخه.
ويمتلك منتخب غانا في قائمته بالبطولة مزيجا من عنصري الخبرة، مثل أندريه أيو صاحب الهدف الأول في شباك البرتغال، والشباب مثل محمد قدوس، أليدو سيدو وعثمان بوكاري، الذي أحرز الهدف الثاني في المباراة الماضية.
ويأمل أوتو أدو، المدير الفني لمنتخب غانا، أن يتخلى سوء الحظ عن لاعبيه في مواجهة كوريا الجنوبية، حيث تعني الهزيمة وداع منتخب (النجوم السوداء) البطولة رسميا.
من جانبه، ستكون هذه هي المواجهة الرابعة لمنتخب كوريا الجنوبية، الذي سجل ظهوره الأول في كأس العالم عام 1954، أمام أحد المنتخبات الأفريقية في كأس العالم.
وخلال المواجهات الثلاث السابقة التي خاضها أمام منتخبات القارة السمراء في المونديال، حقق المنتخب الكوري الجنوبي انتصارا وحيدا، فيما تعادل في مباراة وخسر أخرى.
ويسعى منتخب كوريا الجنوبية لإنعاش حظوظه في اجتياز مرحلة المجموعات للمرة الثالثة في تاريخه بكأس العالم.
وتضع جماهير كوريا الجنوبية الكثير من الآمال على سون هيونج مين، نجم فريق توتنهام هوتسبيرز الإنجليزي، في صنع الفارق خلال المباراة، رغم استمرار معاناته من الإصابة بكسر في محجر العين.
وشارك سون، الذي فاز بجائزة هداف الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، في مواجهة أوروجواي كاملة، وهو يرتدي قناعا للوجه وظهر على استحياء في المباراة باهتة المستوى.ومن جانبه، أثنى البرتغالي باولو بينتو، المدير الفني لكوريا الجنوبية، على قدرات منافسه الغاني، قبل لقاء المنتخبين اليوم، في ثاني جولات المجموعة الثامنة بكأس العالم (قطر 2022).
وقال بينتو “نعلم أننا سنواجه منافسا قويا، لديه لاعبون ينشطون في الدوري الإنجليزي، ويملك دفاعا قويا، وقدم مباراة جيدة أمام البرتغال”.
وأضاف: “المنتخب الكوري لديه أيضا قوة هجومية يسعى لاستغلالها، خاصة بتواجد الجناح السريع هيونج مين سون، الذي سيخوض المباراة بقناع واقٍ للرأس”.
وزاد: “أمامنا تحدٍ كبير لاختراق دفاع غانا، وعلينا استغلال الفرص التي سنحصل عليها، لتحقيق الفوز”.
وأوضح أن المباراة صعبة للغاية، لكن المنتخب الكوري سيلعب بحماس وتماسك شديد، لحسم الفوز الأول بعد التعادل مع أوروجواي، مؤكدا أنه لا يشعر بأي ضغوط قبل هذه المواجهة.
وفي الوقت نفسه، أعلن مدرب كوريا غياب اللاعب هوانج هي تشان لعدم الجاهزية، بينما يخضع مين جاي كيم لاختبار طبي أخير، لحسم موقفه من المباراة.
وختم: “لا أعلم سر الإصابات العديدة التي ضربت صفوف لاعبي المنتخبات، حتى قبل بداية كأس العالم، وهب علامة استفهام.. لابد من التفكير في صحة اللاعبين مستقبلا وتوقع زيادة الإصابات في الفترة القادمة”.
فيما قال هوانج ان بيوم، لاعب منتخب كوريا، إنه وزملاءه لديهم الرغبة الكاملة في تحقيق الفوز على حساب غانا، وحصد أول انتصار بالمونديال.
وختم: “أعلم تماما قدرات لاعبي غانا، وآمل أن نحقق الفوز، وعلينا أن نثبت قدراتنا، ونعلم ما ينبغي علينا القيام به، وفرصنا كبيرة لحسم اللقاء”.
وفي المقابل، رفض أوتو أدو، المدير الفني لمنتخب غانا، الحديث عن خطط البلاك ستارز التكتيكية المتوقعة في مواجهة كوريا الجنوبية.
وقال أدو، “تعرضنا لظلم تحكيمي في لقاء البرتغال وتحديداً في لقطة ضربة جزاء كريستيانو رونالدو وعدم اللجوء لتقنية الفيديو، ولكن ذلك أصبح من الماضي والجميع يخطئ وعلينا أن نصب تركيزنا على مباراة كوريا”.
وأكد أنه يتمنى عدم معاقبته من جانب الاتحاد الدولي (فيفا)، موضحا أنه يعتذر عن مشاعره التي تحدث بها عقب لقاء البرتغال، وما كان يشعر به بعد الخسارة.
وأشاد مدرب غانا بالكوري الجنوبي هيونج مين سون، مؤكدا أنه “لاعب يملك شخصية رائعة وسبق أن تعاملت معه حين كنت مدربا لفريق الشباب بنادي هامبورج الألماني، وهو لاعب منضبط وملتزم، ورشحته وقتها للانضمام للمنتخب الكوري في وسائل الإعلام”.
وأضاف: “سعيد لأن سون تعافى ويستطيع أن يلعب مرة أخرى، وهو أمر جيد، وسنلعب بكل قوة ضده، فهو لاعب يجيد استغلال الثغرات”.
وأوضح أن المواجهة ستكون صعبة والمنتخب الكوري يلعب بسرعة فائقة في الجانب الهجومي، مؤكدا أن عليه الحذر من كل اللاعبين وليس لاعبا بعينه.
وتابع: “علينا أن نتعلم كيف نساعد بعضنا البعض لتحسين الأداء الدفاعي، وفي نهاية المطاف نحن خسرنا أمام البرتغال بالنسبة للجمهور، ولكن بالنسبة للمنتخب لم نخسر بل نتعلم ونتطور لاكتساب الخبرات”.
وعن الانتقادات التي واجهته بشأن اختياراته أمام البرتغال، علق: “عندما تختار تشكيلة جديدة تؤدي للفوز فأنت مدرب عبقري وعندما تخسر فينتقدك الجميع، المدرب يجب أن يهتم بكافة التفاصيل في النهاية، وأيضاً لا أستطيع أن أقول لوسائل الإعلام كيف تمارس عملها، ولكن أعلم جيدا أن التركيز على الانتقادات جزء من عمل الإعلام”.
وختم: “قارة إفريقيا تستحق تسليط الضوء عليها ورفع الظلم عنها، لأنها تضم 55 دولة يصعد منها 5 منتخبات فقط إلى كأس العالم، ولا يجب تقييم منتخبات القارة السمراء بالفشل في المونديال لأنه يجب زيادة عددها في البطولة”.