[ الصفحة الأولى ]أخبار

حصاد يوم رئاسي في قمة شرم الشيخ

نسرين حسن

يوم استثنائي في قمة المناخ المنعقدة بشرم الشيخ يؤسس لمناقشات بقية أيامها المقبلة، ففي هذا التجمع الدولي الفريد نجحت مصر اليوم بقيادة الرئيس السيسي في وضع قضية المناخ فى صدارة الأولويات بالنسبة للعالم، وحددت ما يمكن وصفه بخارطة طريق جديدة ترفع شعار التنفيذ للالتزامات الخاصة بالتغيرات المناخية والحد من الانبعاثات الضارة.

وجاءت كلمة الرئيس السيسي في افتتاح اجتماعات الشق الرئاسي بالقمة لتؤكد عدة حقائق في مقدمتها أن العالم ليس أمامه خيار سوى العمل على وقف تدهور المناخ والتحرك الفوري نحو إيجاد التمويل اللازم لمشروعات العمل المناخي لإنقاذ الكوكب من مصير يهدد الكون بأكمله، كما جاءت دعوة الرئيس ونداؤه لوقف الحرب بين أوكرانيا وروسيا لتؤكد أيضًا حرص مصر على إقرار السلام باعتباره أساس التنمية والاستقرار في العالم.

وقد وجدت كلمة الرئيس السيسي، وما حملته من رسائل واضحة لحماية المناخ وخفض الانبعاثات صدى واسعًا في أروقة القمة، وهو ما بدا واضحًا في كلمات الرؤساء وفي مقدمتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والملك عبدالله الثاني عاهل الأردن والرئيس الإماراتي محمد بن زايد والرئيس الجيبوتي وولي عهد الكويت وولي عهد البحرين والأمين العام للأمم المتحدة وغيرهم، ممن تحدثوا على مدار اليوم، وجميعهم أجمع على ما جاء في كلمة الرئيس، وأكدوا أن العالم لا بد أن يتحرك بكل سرعة لإنجاز ملفات المناخ والعمل على خفض الانبعاثات والتحول للبيئة الصديقة.

وبالتوازي جاءت تحركات مصر على المستوي الحكومي بمشاركة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء بمائدة التمويل المبتكر للمناخ والتنمية التى ترأسها الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون. وألقى كلمة تناولت رؤية مصر في هذا المجال، كما قام بافتتاح جناح المياه، الذى تنظمه وزارة الموارد المائية والري، بالمنطقة الزرقاء، خلال الفترة من 8 إلى 18 نوفمبر الجاري، ضمن فعاليات الدورة الـ27 لمؤتمر الدول الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP27 بمدينة شرم الشيخ.

وحضر الافتتاح إمام على رحمان، رئيس جمهورية طاجيكستان، ومارك روتة، رئيس وزراء هولندا، والدكتور هانى سويلم، وزير الموارد المائية والري، بالإضافة إلى عدد من وزراء المياه والمناخ بعدد من الدول والمنظمات الدولية.

ورحب رئيس الوزراء بالحضور فى مستهل كلمته، مؤكدًا أن المياه كانت منذ بداية الكون الركيزة الأساسية لتطور الحضارات، فمصر “هبة النيل”، كما قال هيرودوت، موضحًا أن الضغط المتزايد على الموارد المائية المتاحة، أدى إلى وصول الجنس البشرى إلى مرحلة حرجة، تواجه فيها العديد من الدول تحديات ضخمة لتوفير الاحتياجات المائية الأساسية، مضيفًا أن تغير المناخ أدى بدوره إلى تفاقم التحديات الحالية، لا سيما فى البلدان التى تعانى من ندرة المياه، بصورة أصبحت تؤثر بشكل سلبى خطير على السلم والأمن على المستويين الإقليمى والدولي.

وعلى الجانب الآخر من القمة، حيث توجد المنطقة الخضراء التي أقامتها مصر كنموذج للمناطق الخضراء، جرت العديد من الفعاليات التي عكست نجاح مصر في إبراز قضية المناخ، حيث نظم تحالف القوى المدنية من أجل حماية المناخ تظاهرة، طالب المتظاهرون الدول المتقدمة التى تلحق الضرر بعالمنا، وخاصة الأفارقة، بالوفاء بالتزاماتها السابقة تجاه كوكب الأرض، خاصة تمويل وتعويض الدول الإفريقية المتضررة من التغيرات المناخية.

ومن حصيلة فعاليات اليوم من هذه القمة الاستثنائية التي يشارك فيها أكثر من ٤١ ألفًا يتأكد أن مصر نجحت في طرح قضية التغيرات المناخية ووضعها في إطارها الصحيح، وهو ما بدا واضحًا في إدراج قضية الخسائر والإضرار كبند رئيسي أمام القمة وذلك لأول مرة منذ ٣٠ عامًا وذلك بعد مفاوضات شاقة وناجحة قادتها مصر خلال الأيام الماضية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى