ثقافة وفنون

اليوم ختام مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية

دنيا سلامة

تختتم مساء اليوم فعاليات الدورة الأولى لمهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية، حيث يشهد حفل الختام إعلان أسماء الفائزين بجوائز الدورة الأولى بعد مناقشات قامت بها لجنة التحكيم مساء أمس بدار الأوبرا بعد مشاهدة 23 فيلما ما بين روائي وتسجيلي طويل وقصير من 10 دول فرنكوفونية وهي مصر، فرنسا، كندا، السنغال، المغرب، تونس، الإمارات، لبنان، بوركينافاسو، انجلترا.

وأكد د.ياسر محب رئيس المهرجان أنه سيتم الإعلان عن الفائزين بجوائز الأفلام الطويلة من خلال لجنة التحكيم التي يرأسها المخرج الكبير هاني لاشين وتضم في عضويتها الفنانة إلهام شاهين ومدير التصوير د.محسن أحمد والناقدة والكاتبة الصحفية آمال عثمان والموسيقار أشرف محروس والسيناريست وسام سليمان والفنان والمنتج اللبنانى فادى اللوند، وتحمل جائزة الأفلام الطويلة اسم “اللوتس الذهبية” وهي الجائزة الرسمية وأرفع جوائز مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية، حيث يتم منحها من قِبل لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لأفضل فيلم، وترجع فكرة اختيار تصميم الجائزة إلى شهرة “زهرة اللوتس” وكونها تمثل رمزا في العديد من الحضارات والثقافات، وخاصةً الحضارة المصرية القديمة، وعدد من الحضارات الأخرى”، مشيرا إلى أن لجنة التحكيم ستهدي أيضا جائزة أفضل فيلم ناطق باللغة الفرنسية.

وأضاف : ترأس الفنانة سلوى محمد على لجنة تحكيم الأفلام القصيرة، وعضوية كل من الفنانة ناهد السباعى ومخرج الأفلام الوثائقية عز الدين سعيد والناقدة الجزائرية فاطمة بارود، وستعلن اللجنة عن جائزة أفضل فيلم وجائزة لجنة التحكيم، بالإضافة إلي جائزة الدكتور “بطرس بطرس غالي” ويتم منحها لأفضل سيناريو من بين أفلام مسابقتي المهرجان، ويقوم أحد أفراد أسرة الدكتور بطرس غالى بالصعود إلى خشبة المسرح لتسليمها إلى الفائز خلال مراسم إعلان وتسليم الجوائز”.

وعلي الجانب الآخر أقيم مساء أمس حوارا مع الفنان أحمد كمال بمركز الإبداع الفني، والتي رفعت شعار كامل العدد، وكان من بين الحضور عدد من الفنانين وصناع السينما منهم المخرج عماد البهات والمخرجة نيفين شلبي والفنانين الشباب تامر نبيل وجورج فوزي وأحمد خشبة ومحمد يوسف ومحمد صلاح آدم،  حيث قدّم كمال بعض النصائح للممثلين الجدد ووجه رسائل للمخرجين من أجل التعامل مع الفنانين، كما استعاد ذكرياته في أكثر من فيلم مثل “الكيت كات” و”مواطن ومخبر وحرامي”، مؤكدا انه عندما يقضي الممثل سنوات طويلة في العمل السينمائي يصبح لديه الخبرة في معرفة جودة أدائه بمجرد النظر إلى تعبير وجه المخرج دون الحاجة إلى سؤاله، وعندما يجب على المخرج أن ينتقي كلماته التي يوجهها للممثل لأنها تؤثر بشدة سواء بشكل سلبي أو إيجابي فالحذر الشديد في توجيهات المخرج للممثل مهم للغاية لأن مرآة الممثل هي المخرج.

كما أكد أنه لابد للمخرج أن يتعامل بحساسية مع الممثل وألا يتسبب في أن يفقد ثقته بنفسه وهذا الأمر يمكن أن يحدث للنجوم الكبار بل ويجد حلولا للأزمات التي يقع فيها الممثل أمام الكاميرا، يجب على الممثل أن يتحد مع المشهد وأن يشعر بكل تفاصيله من ديكور وحوار وأحاسيس دون التفكير في أي شيء آخر حدث أو سيحدث بل يتم التركيز على الأداء والصوت والمشهد ككل، وأشار ” أرفض جملة “الأداء الطبيعي” وأرى أنها مبالغ فيها لابد للفنان أن يقدم فنا جديدا ويستخدم جميع حواسه في المشهد”.

وعن فيلم الكيت كات قال “محمود عبد العزيز كان يرى أن الفيلم للمثقفين واليساريين وعند طرحه في دور العرض لن يستمر طويلا، وكان يضيف بعد الحركات واللزمات التي اشتهر بها في أفلامه، لكن داود عبد السيد طلب منه التوقف عن ذلك وقال له إن الضحك والإفيهات التي يضيفها لا تناسب شخصية الشيخ حسني”.

بينما تحدث عن فيلم “مواطن ومخبر وحرامي” قائلا ” الفيلم ينتمي إلى نوعية الكوميديا الكاريكاتورية الخيالية واختيار الراحل شعبان عبد الرحيم في دور الحرامي كان مناسبا للغاية، فعلي الرغم من أنه لم يكن يجيد القراءة فالبتالي لم يتمكن من حفظ السيناريو بل كانت تقال له جمل كل مشهد بالطريقة العامية ونجح في تجسيد الدور بشكل كبير، ولكن عندما جسدت دور الضابط في الفيلم كان دور غريبا بالنسبة لي فالشخصية ليست عادية بل سادية وأحيانا نازية الطباع”، وقام رئيس المهرجان بإهدائه درع تقدير وعرفانا.

كما أقيمت حلقة نقاشية بعنوان (مصر و50 عاما من الفرنكوفونية)، والتي تناقش العديد من المحاور الثقافية والفنية خاصة مع الاحتفال بمرور 50 عاما من الفرنكوفونية على تأسيس المنظمة الدولية، وأكد الدكتور ياسر محب رئيس المهرجان أن الدائرة المستديرة تناقش كل من دور مصر والفرنكوفونية منذ نشأتها، والعلاقة بين السينما المصرية والفرنسية، بالإضافة إلي سينما الدول الفرنكوفونية وحجم النشاط الثقافي والسينمائي المتعلق بالفرنكوفونية في مصر، كما سيتم من خلالها إلقاء الضوء علي موقع مصر سينمائيا وثقافيا علي خريطة الفرنكوفونية، وعلاقة السينما المصرية بأسواق التوزيع السينمائي بدول تلك المنطقة.

وشارك في الحلقة مؤسس ورئيس المهرجان دكتور ياسر محب، والسفير خالد عارف الوزير المفوض مدير شئون الفرانكوفونية بوزارة الخارجية، والدكتورة مروة الصحن مدير مركز الأنشطة الفرنكوفونية بمكتبة الإسكندرية، والناقد صلاح هاشم، والمنتجة ماريان خوري، وأكدوا أن أقصي طموحات الفرنكوفونية حين تصبح مسمي من المسميات هي أن تشير بتلك التسمية فرنكوفوني الي ثقافة وحضارة بلد الحرية والتنوير فرنسا بلد الثورة الفرنسية والشعارات التي رفعتها، واكد محب علي دور مصر ودعهما في الفرنكوفونية، فهي تعتبر من الدول الأساسية والمحورية النَشِطَة في المنظمة، وهذا ما تؤكد عليه القيادة السياسية دائما، بضرورة دعم وتفعيل دور مصر في منظمة الفرنكوفونية، والذي طالما كا ن ولا يزال دورا مؤثرا ومحوريا، يتماشى مع قدر مصر وشديد حرصها واهتمامها بالتعاون مع الدول الأعضاء فى المنظمة، فمصر مثلها كمثل الثقافة الفرنكوفونية فهي تدافع عن الحرية المسئولة بجميع أشكالها، كحرية الفكر، والتعبير، والإبداع، عن طريق الفن السابع، أقوي الفنون الإنسانية وأكثرها تأثيرا، وذلك وسط سوق سينمائية فرنكفونية مزدهرة، تمتد من أفريقيا إلي الأمريكيتين، مرورا بمنطقة البحر الكاريبي والعالم العربي وأوروبا وآسيا، سوق تضم 88 دولة وحكومة يبلغ مجموع سكانها 1.5 مليار شخص، أي مايمثل 16% من سكان العالم، ينفتح المهرجان علي سينما غنية بالتجارب والمدارس والرؤي المختلفة التي تخدم تطوير وترويج السينما المصرية والفرنكوفونية بمختلف جوانبها الفنية والثقافية” .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى