انطلاق فعاليات قمة الإبداع الإعلامي للشباب العربي في مدينة العلمين الجديدة
هويدا محمود

انطلقت اليوم الثلاثاء، فعاليات النسخة الثانية من قمة الإبداع الإعلامي للشباب العربي في مدينة العلمين الجديدة، والتي تستمر على مدار عدة أيام تحت شعار “إعلام مبتكر.. أعمال رائدة”.
حضر الافتتاح كلٌّ من الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، واللواء الدكتور خالد مبارك محافظ جنوب سيناء، والمستشارة أمل عمار رئيسة المجلس القومي للمرأة، والدكتور إسماعيل عبدالغفار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، والدكتور محمد الشناوي رئيس جامعة الجلالة، والدكتور باسل رحمي رئيس جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، والوزير المفوض رائد الجبوري رئيس إدارة المنظمات والاتحادات العربية بجامعة الدول العربية، وطارق سعدة نقيب الإعلاميين، والدكتور عمرو الليثي رئيس اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي، وأحمد إبراهيم رئيس جهاز مدينة العلمين الجديدة، وعدد من السفراء والخبراء والمتخصصين وممثلي وسائل الإعلام المصرية والعربية.
تتضمن القمة مجموعة من الجلسات النقاشية وورش العمل على مدار 3 أيام، تتناول موضوعات متنوعة مثل دور الإعلام في دعم السياحة، وتأثير الإعلام العربي، بالإضافة إلى التحديات التي تواجه صناعة الإعلان، ودور الإعلام الطبي. وستستعرض القمة الفرص التي يقدمها الذكاء الاصطناعي للشباب العربي.
بدأت فعاليات القمة بالسلام الوطني لجمهورية مصر العربية، كما تضمنت عرضًا تقديميًا لعدد من طلاب الإعلام في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، أكدوا خلاله أهمية استغلال الطاقات الشبابية الكامنة في الإبداع لخدمة الشعوب العربية.
كما عُرض فيلم تسجيلي عن أعمال النسخة الأولى من القمة، وفيلم آخر عن أعمال التطوير والتحديث في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، ومن بينها فرع الأكاديمية بمدينة العلمين الجديدة التي تستضيف هذه النسخة. وأشار الفيلم إلى أن الأكاديمية احتلت المركز الأول على مستوى الجامعات المصرية، وفق تصنيف “التايمز” البريطاني، والمركز الثامن عربيًا ضمن قوائم أفضل الجامعات في المنطقة العربية.
ورحّب الدكتور إسماعيل عبدالغفار، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، بالحضور، مؤكدًا أهمية القمة في دعم الشباب العربي وتعزيز قدراتهم الإعلامية والإبداعية. كما طالب الدكتور خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، بعقد النسخة المقبلة من القمة في نطاق المحافظة، وهو ما لاقى ترحيبًا.
وأكد الدكتور إسماعيل عبدالغفار أن الحضور المتميز من الشباب ووسائل الإعلام العربية والخبراء والمتخصصين هو رسالة تؤكد إيمان الجميع بقدرات الشباب المصري وإمكانياته، معربًا عن فخره بما وصلت إليه الدولة المصرية من إمكانيات تكنولوجية في مختلف المجالات، ومنها مدينة العلمين الجديدة. وأشار إلى أن قرابة 5500 طالب وطالبة يدرسون مجالات الذكاء الاصطناعي والطب البشري وطب الأسنان والصيدلة وغيرها في فرع الأكاديمية طوال العام، معلنًا عن بدء تدريس تخصص العلاج الطبيعي في فرع الأكاديمية بالعلمين الجديدة هذا العام.
وأوضح أن نحو 600 مريض يتلقون الرعاية الطبية الكاملة في مستشفى الأكاديمية بمدينة العلمين الجديدة، ما يؤكد أن المدينة لم تعد مصيفًا فقط، بل أصبحت مدينة مستدامة على مدار العام.
وشدد على أن شباب العرب يؤمن بوطنه، ولديه قدرات وإمكانيات تؤهله لتبني قضايا الأمة، مؤكدًا ضرورة دعم هذه القدرات ليتولى الشباب الصدارة في المرحلة المقبلة.
وتوجه رئيس الأكاديمية بالشكر والتقدير لكل من الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والأمين العام لجامعة الدول العربية، على رعايتهما الكاملة وإيمانهما بقدرات الشباب العربي، ورعايتهما لفعاليات هذه النسخة. كما شكر الدكتورة سالي جاد، نائب رئيس القمة، والدكتورة يمنى إبراهيم، الرئيس التنفيذي لشركة أسيست كوميونيكشن المنفذة للقمة، على جهودهما في تنظيم هذا الحدث بمستوى حظي بإشادة الجميع. وأوضح أنه سيتم تخريج الدفعة الثانية من فرع الأكاديمية بإجمالي 400 شاب وشابة بعد دراسة استمرت 5 سنوات في المدينة الجديدة.
وأكد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، أن الشباب العربي والمصري يمتلك القدرة على الإبداع والتطوير وتبني مبادرات ومشاريع تستحق الفخر، فالإعلام لم يعد ترفًا بل ضرورة لتعزيز استقرار الدول العربية والتعاون فيما بينها، ونشر الإنجازات العربية للعالم أجمع. ولفت إلى أن وزارة الثقافة ستواصل دعم المبادرات المجتمعية المختلفة، ومنها مبادرات دعم الإعلام المصري والعربي في كافة المجالات.
وأعربت الدكتورة أمل عمار، رئيسة المجلس القومي للمرأة، عن سعادتها بجمع القمة نخبة من شباب الإعلاميين والخبراء والمتخصصين في مدينة العلمين الجديدة، بصفتها رمزًا للجمهورية الجديدة، ورؤية الدولة لبناء مدن الجيل الرابع، بما تحمله من رسالة أمل لشباب مصر بأن المستقبل يحمل فرصًا واعدة للأجيال القادمة. وأشارت إلى وجود إرادة قومية لدى الدولة المصرية لتكون مظلة تجمع شباب العرب ومبدعيهم، مشددة على أهمية دور الإعلام في صناعة الرأي العام وتوجيه الطاقات نحو البناء والتنمية. وأكدت إيمان القيادة السياسية المصرية برعاية ودعم المبدعين على كافة المستويات، فضلًا عن صناعة المحتوى الإبداعي وترسيخ القيم الإيجابية.
وأعرب الدكتور طارق سعدة، نقيب الإعلاميين، عن سعادته بهذا التجمع الكبير من المسؤولين والسفراء والخبراء والشباب في مدينة العلمين الجديدة، التي أصبحت العاصمة الصيفية للحكومة المصرية ورقعة عالمية تجذب العالم إلى أرض مصر الخلابة والساحرة. ولفت إلى دعم القيادة السياسية والحكومة المصرية لمبادرات دعم الإبداع والابتكار وريادة الأعمال، وهو ما يجب استغلاله لدعم العمل الإعلامي، مشيرًا إلى أهمية استغلال الإعلام الرقمي ليكون سندًا للإعلام التقليدي في الترويج والتأثير بالمحتوى الإعلامي بما يحقق مصالح الشعوب العربية ويمنح رسالتها انتشارًا أوسع.
وأكد خالد البلشي، نقيب الصحفيين، أهمية دعم الابتكار واستغلال الإمكانيات الحديثة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي في دعم المحتويات الإعلامية، داعيًا الشباب إلى التفكير والإبداع والسعي للتقدم، والحلم بمستقبل أفضل رغم كل التحديات.
ووجه خلال كلمته رسالة دعم للأشقاء في فلسطين، مؤكدًا أن مصر تواجه دعاية زائفة في ملف دعم الدولة المصرية للأشقاء، واصفًا تلك الممارسات بـ”غير المهنية” والتي لا أساس لها على أرض الواقع. وأشار إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تمكن المتخصصين من اكتشاف المحتويات الإعلامية غير الصحيحة، وليس فقط صناعتها، مؤكدًا أهمية تنظيم الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتعظيم فوائده ودرء مخاطره.
وأشاد الدكتور عمرو الليثي، رئيس اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي، بتجمع هذه النخبة من المسؤولين والخبراء والمتخصصين في القمة، تحت رعاية جامعة الدول العربية ورئاسة مجلس الوزراء، مؤكدًا أهمية دعم الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري للإبداع والابتكار. وأكد أن الاتحاد يعمل على التعاون مع مختلف الجهات الأكاديمية والعلمية الناجحة لدعم الإبداع والابتكار في المجال الإعلامي. وأعلن عن استعداد الاتحاد لإطلاق مبادرات لدعم الشباب وقدراتهم في المجال الإعلامي خلال الفترة المقبلة.
وجدد الدكتور رائد الجابوري، مدير إدارة الاتحادات والمنظمات العربية بجامعة الدول العربية، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية، دعم وتأييد الأمانة العامة للجامعة للأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، مثمنًا إسهامات الأكاديمية في المجالات العلمية والعملية ودعم قدرات الشباب العربي في كل المجالات.
ولفت إلى أن جامعة الدول العربية تتابع باهتمام كبير فعاليات القمة في نسختيها الأولى والثانية، وموضوعاتها الثرية في دعم النشاط والإبداع الإعلامي والرقمي، وخاصة ملفات الذكاء الاصطناعي وتأثير التقنيات الناشئة على قضايا الإعلام. وأوضح أن الإعلام بمثابة جسر يربط بين الثقافات، ما يستوجب دعمه على كافة الأصعدة، بدءًا من بناء قدرات العاملين به لمواكبة كل ما هو جديد.
وأشار الدكتور باسل رحمي، رئيس جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، إلى أن الجهاز منفتح على دعم الأفكار الإعلامية والإبداعية للشباب المصري، وتحويل الأفكار إلى مشاريع ملموسة بعد دراستها بشكل جيد، وذلك في إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بدعم الشباب المصري.
وأشاد بانعقاد القمة في نسختها الثانية، مؤكدًا أنها بمثابة منصة للأفكار البناءة والمبتكرة، ونقاش ثري بين شباب الإعلاميين ونخبة من المسؤولين والخبراء والمتخصصين.
ولفت الدكتور خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، إلى أن المحافظة تستهدف التعاون مع مختلف وسائل الإعلام الوطنية والإقليمية والدولية لتكون من المقاصد السياحية العالمية، مشيرًا إلى أن اختيار جنوب سيناء ضمن أفضل 15 وجهة آمنة عالميًا لم يكن وليد صدفة، بل نتيجة استراتيجيات مدروسة عملت عليها الدولة المصرية لدعم السياحة في المحافظة.
وأعرب عن سعادته لاستضافة جنوب سيناء للنسخة المقبلة من القمة. وأشار إلى تبني المحافظة استراتيجية شاملة لتطوير وسائل التواصل الفعال داخلها بهدف دمج وتوعية المواطنين بكل المستجدات والخدمات المتاحة لهم، وتعريف السائحين بالتجارب الفريدة التي يمكن الاستمتاع بها في أرض السلام والجمال، فضلًا عن تعريف المستثمرين بالإمكانيات والقدرات المتاحة في المحافظة.
وأشار أحمد إبراهيم، رئيس جهاز مدينة العلمين الجديدة، إلى إيمان القيادة السياسية بأهمية دعم قدرات الإبداع لدى جميع فئات الشعب المصري، ومنهم الشباب موضوع القمة، وذلك من خلال تنفيذ بنية تحتية على أعلى مستوى، وتنفيذ مشاريع وتوفير إمكانيات الدولة، لتتحول مدينة العلمين الجديدة على سبيل المثال إلى نقطة إبداع عالمية، بما تمتلكه من إمكانيات طبيعية خلابة ومنشآت وبنية تحتية حديثة.
وأكدت الدكتورة سالي جاد، نائب رئيس القمة، أهمية دور الإعلام في العصر الحديث، مشددة على أن الشباب العربي اليوم يمتلك القدرة على التأثير بشكل ملحوظ في صناعة الإعلام، وأن مستجدات العصر تتطلب من الصحفيين والإعلاميين الابتكار والإبداع، مع التركيز على استخدام التكنولوجيا الحديثة لتوسيع نطاق تأثيرهم. وشددت على ضرورة تعزيز التعاون بين الدول العربية في مجال الإعلام لتبادل الخبرات والمعلومات، بما يخدم تطلعات الشباب العربي ويعزز من مكانة الإعلام العربي على الساحة الدولية. وأشارت إلى أن وسائل الإعلام الحديثة أصبحت تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل الرأي العام، وأن هناك فرصًا كبيرة للإعلام العربي للتوسع والابتكار في مجالات جديدة مثل الصحافة الرقمية والإعلام المتخصص، مؤكدة أن المستقبل يتطلب من الإعلاميين التفكير بشكل مبتكر لمواكبة التطورات السريعة في هذا المجال.