كنيسة الملاك ميخائيل بالشرقية.. قبلة السياحة الدينية

تتزين كنيسة الملاك ميخائيل بكفر الدير في مدينة منيا القمح، بمحافظة الشرقية، لأستقبال أول أحداثها فى العام، وهو تعامد أشعة الشمس على المذبح والذبيحة أثناء قداس عيد مارجرجس.
وتعد كنيسة الملاك ميخائيل الكائنة فى قرية كفر الدير، من أقدم الكنائس المصرية، يرجع موقعها إلى القرن الرابع الميلادى، وهى كنيسـة أثرية مشيدة على النظام البيزنطى الشرقى، بالطــوب والحجارة فقط، ومادة تشبه الطين ولكنها صلبة يقال عنـها “قُصر ملى”، وتتكون من الرمل والجير و”الحمرة”.
سقف الكنيسة عبارة عن قباب مرتفعة جدا على شكل صـليب متساوى الأضلاع، وتوجد المعمودية فى الجانب القبلى الغربى، ويرجع تاريخها لأكثر من 500 عام، وكذلك اللقان الأثرى تقام به صلوات اللقان فى أيام (خميس العهد، وعيد الرسل، وليلة عيد الغطاس)، وعلى المذبح حجاب مصنوع من خشب السنط المطعم بالعاج وسن الفيل، كما يوجد حصن بين القبتين، كان الآباء الرهبان قديما يحتمون فيه، ويحتمى به الكاهن بالذبيحة المقدسة فى أثناء عصور الاضطهاد، وهذا الحصن له مدخل عبارة عن شباك فى الحائط من مذبح الشهيد مارجرجس، وهذا الحصن يسع من 20 لـ30 فردا.
المهندس مجدي غبريال مؤسس فريق الترميم بالكنيسة يروى تفاصيل كيف تم اكتشاف ظاهرة تعامد الشمس، 3 مرات على الكنيسة فى العام، وكيف تمت عملية ترميم الدير ليعود إلى الحياة مرة آخرى، ويكون قبلة للسياحة الدينية، والتراث الإنساني، قائلا: “فريق العمل استطاع المزج بين فن العمارة وعلم الفلك، بتجسيد واحدة من الظواهر الكونية التى تعود إلى عهد الفراعنة، ففى أول مايو من كل عام تتعامد الشمس على مذبح الشهيد مار جرجس، وفى 19 يونيو تتعامد على مذبح رئيس الملائكة، وفى 23 أغسطس تتعامد على مذبح القديسة العذراء”، موضحاً: “منذ عام 2012 يتم تنظيم احتفالية سنوية لرصد الظاهرة التى تستمر لمدة ساعة وربع الساعة، ويحرص على الحضور العديد من القساوسة، ووفد من وزارة الآثار، ومعهد البحوث الفلكية، وأعداد كبيرة من المسيحيين الذين يحرصون على التبرك بالكنيسة، والتشفع برئيس الملائكة ميخائيل والقديسة العذراء.
اكتشاف ظاهرة تعامد الشمس على مذابح الكنيسة
وعن كيفية اكتشاف ظاهرة تعامد الشمس على مذابح الكنيسة، أكد المهندس مجدي غبريال: “أثناء العمل على ترميم الكنيسة فى عام 2012، اكتشف المسئولون عن ترميمها الظاهرة بالتزامن مع عيد الملاك ميخائيل، حيث تم اكتشاف 3 فتحات فى الأسقف، تطل كل منها على المذابح الثلاث الخاصة بالقديسة العذراء، والشهيد مار جرجس، ورئيس الملائكة ميخائيل، حيث تشكل الأشعة الساقطة على المذابح الثلاثة صليباً”.