مال وأعمال

القمة العالمية لطاقة المستقبل 2025 تسلط الضوء على ريادة الشرق الأوسط في مجال المدن المستدامة

كتب: مصطفي الدمرداش

تحظى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمكانة رائدة في تبني مفهوم المدن المستدامة، مدفوعةً بمبادرات طموحة، خصوصاً في دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية. وفي ضوء تزايد عدد السكان في المنطقة والتوقعات بتوجه 60% منهم نحو العيش في المناطق الحضرية بحلول عام 2030، تسعى دول المنطقة إلى مواكبة هذه التوجهات من خلال الاستثمارات الطموحة في التنمية الحضرية الذكية والمستدامة.

وتقود دولة الإمارات هذا التوجه من خلال مجموعة من المشاريع التقدمية، مثل مدينة مصدر، وهي مركزٌ للتقنيات النظيفة والتصميم المستدام؛ ومطار زايد الدولي، الذي يقوم على بنية تحتية ذكية تعمل على تعزيز الكفاءة. كما ترتقي المشاريع الضخمة في السعودية بالمشهد الحضري من خلال الابتكارات الذكية والصديقة للبيئة.

قال محمد البريكي، المدير التنفيذي للتنمية المستدامة في مدينة مصدر:”تتمتع مدينة مصدر بمكانة رائدة في مجال التنمية الحضرية المستدامة منذ أكثر من 15 عاماً، مما يعكس التزام دولة الإمارات ببناء مستقبل خالٍ من الانبعاثات الكربونية. ويتجلى التزامنا الراسخ بالابتكار والاستدامة من خلال مجموعة من مشاريع الطاقة الخالية من الكربون وتلك المبتكرة مثل مجمّع مدينة مصدر وذا لينك. وتوفر المنطقة الحرة في مدينة مصدر بيئة سلسة لمختلف أنشطة الأعمال، وتعزز التجمعات الصناعية عالية التأثير التعاون والابتكار على صعيد القطاعات الرئيسية، مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة وعلوم الحياة والتكنولوجيا الزراعية وتكنولوجيا الفضاء والتنقل الذكي. ونفخر بقدرتنا على تمكين الشركات والمبتكرين لرسم ملامح مستقبل المدن المستدامة، وتحويل الأفكار الجريئة إلى حلول فعالة على أرض الواقع”.

وتبرز هذه التطورات على رأس برنامج القمة العالمية لطاقة المستقبل 2025 التي تستضيفها شركة مصدر في مركز أبوظبي الوطني للمعارض بين 14 و16 يناير، وذلك في إطار أسبوع أبوظبي للاستدامة 2025. وخلال مؤتمرها ومعرضها المخصصين للمدن المستدامة، تسلّط القمة الضوء على إمكانات المدن الذكية والتقدم الذي أحرزته المنطقة في مجال التنمية الحضرية.

ويُعقد المؤتمر بالتزامن مع الاستثمارات الإقليمية النوعية في مجال المدن الذكية. وأفادت مؤسسة الأبحاث فروست آند سوليفان بأن دولة الإمارات والسعودية تعتزمان استثمار 50 مليار دولار أمريكي في مشاريع المدن الذكية بحلول عام 2025، إذ تبحث المنطقة بصورة مستمرة عن حلول مبتكرة لإدارة موارد الطاقة بشكلٍ أفضل.

ومن جانبها، قالت لين السباعي، المديرة العامة لشركة آر إكس الشرق الأوسط ورئيسة القمة العالمية لطاقة المستقبل: “ينصبّ تركيز مؤتمر المدن المستدامة على استعراض أوجه التقدم المُحرز، بالتوازي مع تعزيز الابتكار وإرساء الشراكات اللازمة لإنشاء بيئات حضرية مصممة لمواجهة تحديات المستقبل. كما سيُجرى بحث مفصل يتناول الازدياد المستمر في استخدام التقنيات الذكية، سواء على الصعيد الإقليمي أو العالمي، في مجالات مثل رفع كفاءة استهلاك الطاقة، وإدارة النفايات على نحوٍ فعال، ووضع التصاميم المقاوِمة لتغيرات المناخ”.

ويجمع المؤتمر قادة الحكومات، وخبراء تخطيط المدن، والمبتكرين في مجال التكنولوجيا، وخبراء الاستدامة، ورواد التنقل، والمبتكرين في القطاع الخاص لمناقشة سبل تحويل المدن من خلال الممارسات والتقنيات الذكية والمستدامة، وبحث دور الشراكات بين القطاعين العام والخاص في تحقيق هذه الأهداف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى