حمدى حماده يكتب: المآسى ومافيا الحج السياحى
غريبه أوضاع الحج السياحى، وكان من سنوات على هامش الحج المصرى عموماً ولم يكن له الشنة أو الرنة ولو بالضجيج ! وبقدرة قادر تبين لنا أن القمقم خرج منه غيلان إنتسبوا زوراً لقطاع السياحة ومنهم من كان موظفاً على “أد” حاله أو سمساراً أو مخلصاتي أو أرزقي لزوم أكل العيش.
وسبحان مغير ومبدل الأحوال فبين يوم وليلة أصبح الغالبية من أصحاب الشركات السياحية، وظهرت النعمة عليهم بعد العيشه “الكحيتى ” والبؤس الذى كان يغمر حياتهم فأصبح هؤلاء يرفلون في النعيم وارتدوا أفخر الثياب واقتنوا السيارات والفيلات فى الكاوبندات والمناطق الراقية ؛ وبعد أن كانوا يقطنون فى حارات المناطق الشعبية.
أصبحوا من سكان المناطق الراقية فى الزمالك ومصر الجديدة وجاردن سيتى والمعادي ويا ما جارى فى الدنيا يا ما جارى وعنداً فى الأعادي وخلي الناس تلالى !.
تلك النماذج ولزوماً للوجاه السياحية هداهم تفكيرهم بأن يكونوا أعضاء بمجالس إدارات غرفة شركات السياحة ولو تم دخول محراب إتحاد الغرف السياحية ليكونوا فى الصورة وتماماً كما كان يرغب الريس “بيره” أو الفنان والممثل “كمبوره” ! وفى خلال العشرين سنة الأخيرة تلاحظ تنطيط وإرتفاع أسعار الحج السياحى وبسرعة البرق وليه بقا ؟ لأن بهوات غرفة شركات السياحة كانت ترسل وفوداً للإلتقاء ومقابلة بل الإجتماع مع أباطرة الطوافة من السعوديين وكانوا يقبلون الأيادي وكأنهم “العبيد” وينحنون لأباطرة وغيلان “الطوافة” لينالوا الرضا السامى وعلى حساب الآلاف من حجاج الحج السياحى ماداموا يتقاضون العمولات والسمسرة من تحت لتحت !.
وهكذا أصبح الحج السياحى بين مطرقة سماسرة الحج السياحى فى مصر وسندان أباطرة “الطوافة” من السعوديين والذين تناسوا فضل وكرم مصر عليهم ومنذ عهود مضت وكانت “التكيات” المصرية شاهدة على ذلك والتي تم محوها وإزالتها حتى لا يتذكروا أيام الحوجة والتسول وحسنة لله يامصريين !.
ولن تصدقوا بأن الحج السياحى أصبح شطارة بل وتجارة ولم يعد شعار الحج هو الشرف وتحول الشرف الى “القرف” ! وتصورا بأن شركة من شركات الحج السياحى وهى لا تقبل إلا الحجاج من الصفوة قد قارب السعر الذى حددته هذا العام لمن يسافر من خلالها بما يقارب من الـ مليون جنيه أو أقل قليلاً لو كانت حجرة إقامته مزدوجة ! وهذا الحج الفاخر ابتدعته سيدة منذ ما يقرب من ٤٠ عاما وهى الحاجة “روح” رحمة الله عليها وكانت شركتها هى الرائدة وتلاها آخرون من أصحاب الشركات فادمنوا تحديد الأسعار العالية وتماماً كما كانت تفعل الست الغالية !.
وللأسف الشديد كل برغوت على “أد” دمه وإللى مش عاجبه أسعارنا يورينا “عرض” أكتافه واللى بعده ويفتح الله وإحنا أحرار، وهنخللى أسعارنا نااااار ! والمضحك أن تجد من يظهر ويستضاف على شاشات الفضائيات ليتكلم ويتحدث ويقول ببجاحة أن الحج السياحى المصرى أرخص حج ! رياء وكذب وتدليس وتنفيس وتهييس بل وتهجيص !.
وللأسف سارت الدولة على ذات مسار سماسرة الحج وأصبحت الأخرى تغالى فى سعر حج “القرعة” وحج “الجمعيات” وتلك وذات من الصدمات ! وللأسف أيضاً أن تجد دولاً إسلامية تسير الحج لحجاجها وبأسعار تتناسب حتى مع من هم أقل من محدودى الدخل وتقدم لهم ذات خدمات حج القرعة أو السياحى المصرى ولكن بأسعار أقل بكثيييييير وبدون سرقة أو لهف ونهب أو إستغلال !