انطلاق معرض CPHI لتعزيز مستقبل الصناعات الدوائية
انطلق اليوم معرض CPHI الشرق الأوسط، الفعالية الأشمل في قطاع الصناعات الدوائية على مستوى المنطقة، في مركز واجهة الرياض للمعارض والمؤتمرات بمدينة الرياض. ويأتي المعرض برعاية وزارة الصحة السعودية، ليؤكد على الدور الرائد للمملكة العربية السعودية في قطاع الأدوية العالمي وسريع التطور مع الكشف عن سلسلة من الشراكات بقيمة تزيد عن 3 مليارات ريال سعودي من شأنها تعزيز قطاع الأدوية في المملكة، الذي يُعدّ أسرع الأسواق نمواً من نوعها على مستوى العالم.
ويستمرّ المعرض المنعقد للمرة الأولى في المنطقة حتى يوم الخميس، ليستقبل الآلاف من صناع السياسات والرواد في القطاع مع نخبة من الأخصائيين والجهات المعنية من جميع أنحاء العالم، بما يسلّط الضوء على التزام المملكة العربية السعودية بمساعي الابتكار والتميز في مجال الرعاية الصحية وتطوير الأدوية الحيوية، ويبرهن على إمكانياتها القوية في تلبية متطلبات الرعاية الصحية لأكثر من 400 مليون شخص في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وافتتح المعرض نائب وزير الصحة المهندس عبدالعزيز بن حمد الرميح، حيث أشار في كلمته الافتتاحية إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة لإرساء منظومة قوية في الصناعات الدوائية، فضلاً عن الأسس التي تم وضعها للنهوض بالقطاعين العام والخاص لدفع عجلة الابتكار والتحول في قطاعات الرعاية الصحية والأدوية. وجاء فيها: “تشهد المملكة أكبر تحول في مجال الرعاية الصحية في العالم، ويشكل قطاع الأدوية المزدهر ركيزة أساسية لهذا التحول ويلعب دوراً محورياً في الصحة والأمن الصحي، ويعزز قوتنا الاقتصادية ومكانتنا العالمية”.
وأضاف أن قطاع الأدوية في المملكة العربية السعودية يقدّم فرصاً مجزية ويرسخ مكانة المملكة العربية السعودية كوجهة رائدة للاستثمارات والشراكات في صناعات الأدوية والتقنية الحيوية، موضحاً أنّه مع وصول قيمة سوق الأدوية الإقليمي إلى 32 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2027، تمثل المملكة العربية السعودية حوالي 50% منها.
كما أشاد بجهود الحكومة لإنشاء منظومةٍ مزدهرة للتقنيات الحيوية والأدوية من خلال جذب مصانع الأدوية والأجهزة الطبية الإقليمية والعالمية ومراكز البحث والتطوير الرائدة عالمياً، بالقول: “تعد المملكة العربية السعودية أسرع سوق أدوية نمواً في مجموعة العشرين، وذلك بمعدل نمو سنوي مركب متوقع يبلغ 9.3%، إذ تضمّ المملكة اليوم أكثر من 200 مصنع بإجمالي استثمارات تزيد عن 2.6 مليون دولار أمريكي لتكون بوابة لأكثر من 400 مليون شخص في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تمنح الشركات الفرصة المثالية لتوسيع نطاق أعمالها وتحقيق أقصى قدر من التأثير”.
وأخيراً، كشف الرميح أنّ المملكة تعمل على تطوير 10 مراكز وطنية جديدة للتجارب السريرية، بما في ذلك التجارب السريرية الافتراضية، ممّا يدفع بالمملكة العربية السعودية إلى صدارة القطاع في تطوير الأدوية وطرح التقنيات الرائدة.
وعقب الكلمة الافتتاحية، شهدت منصة المستقبل الكشف عن سلسلة من الإعلانات التي تجسّد التزام القطاعين العام والخاص بقيادة مستقبل الصناعات الدوائية في المملكة. واشتمل الإعلان الأول على شراكة بقيمة مليار ريال سعودي بين وزارة الصحة السعودية ووزارة الاستثمار ووزارة الصناعة والثروة المعدنية وفيرتكس، لإعطاء الأولوية للبحث والتطوير وتوطين التصنيع لاستخدامه في علاجات مرض فقر الدم المنجلي والثلاسيميا.
تبع ذلك شراكة بين تمر، وهي شركة رائدة في مجال الخدمات اللوجستية للرعاية الصحية، وسجا للأدوية، بقيمة مليار ريال سعودي لتطوير أكبر مجمّع لوجستي في الرياض مع أتمتة متطورة ونظام طاقة شمسية ومنشأة تصنيع في جدة.
وأعلنت شركة جلفار للصناعات الدوائية عن التزامها بتخصيص 300 مليون ريال سعودي لبناء منشأة للصناعات الدوائية الحيوية المتطورة في المملكة العربية السعودية بهدف إيجاد 300 فرصة عمل، في حين أعلنت شركتا تبوك وتيرا عن شراكة بقيمة 100 مليون ريال سعودي لتوسيع نطاق الوصول إلى أمراض المناعة الذاتية وغيرها من المجالات الرئيسية للبحث والتطوير في مجال الأدوية.
تلا ذلك إعلان شركة سعودي ڤاكس للصناعات الدوائية واللقاحات وشركة هنليوس الصينية عن شراكة استراتيجية بقيمة 426 مليون ريال سعودي لتأسيس شركة فوسون هنليوس الشرق الأوسط، مع الالتزام بتعزيز قطاع الصناعات الدوائية، بينما كشفت شركة زيتا جلف عن التزام بقيمة 200 مليون ريال سعودي لإنشاء منشأة دوائية في المملكة.
كما افتتح المهندس نزار بن يوسف الحريري، مستشار وزير الصناعة والثروة المعدنية، منصة التقنية الحيوية بكلمةٍ تطرّق خلالها إلى استراتيجية المملكة لاستثمار 11 مليار ريال سعودي في صحة الجيل القادم بهدف توليد 13 ألف وظيفة متميزة بأجور عالية.
وشهدت منصة الاكتشاف في اليوم الأول جلسة حول كيفية استعداد قطاع العلوم الحيوية في الشرق الأوسط للازدهار، إذ ألقى رؤوف محمد، نائب رئيس منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لشركة آيكيوفيا، كلمة رئيسية حول قدرة التطورات في التكنولوجيا الصحية على تعزيز فرص الاستثمار في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وخاصة في جنوب أفريقيا والمملكة العربية السعودية، ما يثبت أهمية الخبرات المحلية.
وتحدّث محمد عن التحديات التي تواجهها المنتجات المنتجة في الأسواق العالمية عندما لا تكون قابلة للتكيف بسهولة في أسواق أخرى بسبب التعقيدات المحلية والتنظيمية، في حين تمكنت المملكة العربية السعودية من التغلب عليها مع سوقٍ قوية تعد إحدى أكبر 15 مساهماً في اقتصاد المملكة العربية السعودية، مدفوعة بالتنظيم الفعال والتركيز على التوطين.
وبالنظر إلى المستقبل، أشار متحدث آيكيوفيا إلى الفرص المتاحة في مجال الأورام والسمنة لمعالجة الاتجاهات العالمية الملحّى، حيث من المتوقع أن يعاني 20% من سكان العالم من السمنة بحلول عام 2035، وهو رقم من المقرر أن يكون أعلى بشكل غير متناسب في البلدان ذات الدخل المنخفض. ووفقاً للسيد محمد، تظل الرعاية الصحية أولوية في الشرق الأوسط، مع أهمية التمويل وإصلاح السياسات المرتبطة بها، مشيراً إلى أنّ المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تخصصان اليوم 5% من التمويل المحلي لهذا القطاع.
من جانبه، قال منذر الحكيم، مدير معرض CPHI الشرق الأوسط: “يتمتع معرض CPHI الشرق الأوسط بإرث عالمي يمتد لـ 35 عاماً، لذا كنا على ثقة من أنه سيحدث تأثيراً في المنطقة، ومع ذلك فإن اليوم الافتتاحي للمعرض تجاوز توقعاتنا. ويعد الدعم الاستثنائي من رواد القطاع وصناع القرار شهادة على فرص القطاع الواعدة في المنطقة والثقة في التزام المملكة العربية السعودية بإنشاء منظومة مزدهرة للأدوية والرعاية الصحية. وتمهدّ هذه الفعالية الرائدة الطريق لمزيدٍ من التعاون والابتكارات المتميزة، ويسعدنا أن نكون في طليعة صناع مستقبل الصناعات الدوائية على مستوى المنطقة”.