افتتح الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، واللواء الدكتور خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، “المسرح الصيفي” بمدينة الطور، التابع للهيئة العامة لقصور الثقافة، بعد الانتهاء من أعمال التطوير ورفع الكفاءة، بحضور الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، واللواء إيهاب السيد -ممثل جهاز مشروعات الخدمة الوطنية-، وعدد من شيوخ القبائل والقيادات الشعبية والتنفيذية بالمحافظة.
وقال وزير الثقافة: “أبناء مدينة الطور الغالية، يشرفني أن أكون معكم اليوم في هذا الحدث المميز، الذي نشهد فيه افتتاح منارة ثقافية جديدة على أرض هذه المدينة المباركة التي كرمها الله، والتي تُمثل رمزًا لتاريخ أصيل وثقافة عريقة وطبيعة خلابة ونقطة لالتقاء الثقافات”.
وتابع الدكتور أحمد فؤاد هنو، “إن مسرح الطور، بحالته الجديدة، يمثل إضافة حقيقية لمنظومة العمل الثقافي في مصر، فمن خلال هذا الصرح المتكامل الذي يضم: قاعة كبرى للمؤتمرات، قاعة للمحاضرات، قاعات للفنون الشعبية والتشكيلية، مكتبتين للأطفال والكبار، ونوادي التكنولوجيا، إلى جانب المسرح المكشوف، السينما، ونادي الأدب، نجد أنفسنا أمام مركز إشعاع ثقافي شامل قادر على تقديم تجربة غنية ومتميزة لكل فئات المجتمع”.
وأضاف وزير الثقافة: “لقد حرصنا على أن يكون هذا المشروع نموذجاً يحتذى به في تعزيز دور الثقافة كقوة ناعمة تسهم في بناء الوعي وتطوير الإنسان، لأن الثقافة هي أساس التقدم والتنمية، وهي وسيلتنا لصياغة مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة، ولتعميق روح الانتماء والاعتزاز بهويتنا الوطنية”.
وأشاد وزير الثقافة، بدور العاملين والجهات المنفذة لهذا المشروع، الذين بذلوا كل الجهود ليخرج بهذا الشكل المميز، ووجه الشكر إلى اللواء الدكتور خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، لكل الدعم الذي يقدمه لكافة للفعاليات الثقافية على أرض المحافظة، وكذلك لأهال مدينة الطور على دعمهم وإيمانهم بدور الثقافة في بناء المجتمع.
واختتم وزير الثقافة كلمته قائلا: “نحن اليوم نطلق منصة للإبداع والإلهام والتفاعل المجتمعي، ندعو الجميع إلى المشاركة الفاعلة في الأنشطة والفعاليات التي سيحتضنها هذا الصرح، ليصبح بحق بيتاً للفكر والثقافة والفن”، وأكد أن وزارة الثقافة ستظل دائماً داعمة لنشر الفن والثقافة في كل ربوع الوطن، إيماناً منها بأن مصر تستحق منا دائماً الأفضل.
من جانبه، قال اللواء الدكتور خالد مبارك: ” سعادتي اليوم لاتوصف، حيث أتشارك مع الدكتور أحمد فؤاد هنو، وهذا الجمع من مثقفي مصر، وجنوب سيناء افتتاح “مسرح طور سيناء”، في هذا العرس الثقافي الفريد ذي المغزى الثقافي الاستراتيجي والأهمية المجتمعية القصوى لأبناء ومواطني جنوب سيناء، وخاصة مدينة طور سيناء التاريخية المقدسة”.
وأكد محافظ جنوب سيناء، أن افتتاح “مسرح طور سيناء”، وبهذا المستوى الرفيع من الإنشاء والتجديد وبما يحتويه ويتضمنه من مكونات ثقافية متكاملة، يؤكد اهتمام الدولة المصرية والقيادة السياسية بترسيخ وتأصيل الوعي، وبما يغرس روح الولاء والانتماء للمصريين تجاه وطنهم الحبيب مصر، عبر تدعيم أحد روافد القوى الناعمة للدولة المصرية من خلال الثقافة، لزيادة ورفع مستوى الوعي الجمعي للمواطن وخاصة السيناوي، ومن خلال الفنون الراقية والهادفة والتي تشكل ضمير الأمة ومُثل وقيم الشعب العليا، وبطبيعة الحال فإن أحد أهم المنصات لتقديم مثل ذلك الفن الراقي الهادف يكون عبر المسرح باعتباره المحراب لتشكيل الوعي الوطني.
وأوضح محافظ جنوب سيناء، أننا نعول كثيراً على دور “مسرح طور سيناء” في تدعيم رسالة الفن في اكتشاف وبناء وتنمية الإبداع الثقافي، وتشكيل وجدان أبناء جنوب سيناء، بدعم كامل من القيادة السياسية والدولة المصرية، بخاصة من خلال وزارة الثقافة التي تعي تماماً دورها ودور الثقافة والفن والمسرح، والتي تشكل في مجموعها أحد أهم مقدرات وقوى الدولة الشاملة، وخاصة في محافظة جنوب سيناء، باعتبارها إحدى أهم ركائز ودعائم الأمن القومى المصرى .
وفي ختام كلمته، أكد محافظ جنوب سيناء، ضرورة الحفاظ عليه كصرح وقلعة ثقافية، وأن يتم تفعيل دوره على مدار العام، مؤكدًا أنه سيتابع عن كثب تحقيق أفضل عائد استثمار ثقافي في أبنائنا من جنوب سيناء، من خلال “مسرح طور سيناء”، والذي لم تدخر الدولة المصرية جهدًا لتوفير الدعم اللازم لتطويره.
وقال الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف: “إن هذا يوم للفرح والإنجاز الذي شارك فيه الجميع منذ وقت بعيد حتى وصلنا إلى هذه اللحظة الغالية، يوم الافتتاح الذي انتظرناه طويلًا، فكل التحية للدولة المصرية، التي تضع سيناء شمالها وجنوبها في عينيها، فمسرح الطور أحد المشاريع الثقافية العملاقة في مصر درة تشع ثقافة وفنًا”.
وتبلغ المساحة الكلية للموقع 11 ألف متر مربع، وشملت أعمال التطوير خشبة المسرح، وصيانة كراسيه، حيث يسع 2000 مشاهد، إلى جانب إضافة مبنى الغرف الإدارية بجوار خشبة المسرح، ومبان وقاعات خدمية منها: قاعة للفنون التشكيلية وأخرى للفنون الشعبية، ومبنى إداري للعاملين، ومبنى لكبار الزوار، ومبنى قاعة الندوات والمحاضرات، ونادي للأدب، وآخر للمرأة، ومبان أنشطة الطفل، ومنفذ دائم لبيع إصدارات هيئة قصور الثقافة، ومبنى لخدمات الجمهور، والخدمات التشغيلية للموقع، بالإضافة لأعمال المعالجات والتدعيم الإنشائي وتطوير المباني القائمة بالموقع وغيرها.
كان الافتتاح قد تضمن تفقد محتويات المسرح، إضافة إلى حفل فني أحياه الفنان أحمد إبراهيم، قدم خلالها باقة من أجمل الأغاني الوطنية والتراثية، كما شارك به الفرقة المصرية للموسيقى والغناء، بقيادة المايسترو د. ياسر دراز، بالإضافة إلى عروض فنية لفرقتي الطور التلقائية والفنون الشعبية أطفال.