السيد الدمرداش يكتب: موتى تتحرك في الشوارع
الحياة رحلة طويلة من المتاعب والهموم العامة والشخصية، رحلة لا تنتهي ، لا تستطيع أن تنهي آلامك الشخصية مهما حاولت ومارست كافة مظاهر السعادة، ولا تستطيع أن تقضي على إهتماماتك طالما بداخلك هذا الصراع بين الماضي والحاضر وهذا القلق علي مستقبل غامض يرتبط بالمناخ الذي تعيشه، ملوثاً كان أو صحياً.
شخصياً تسعدني بعض الشيء غياهب الصحراء وسطوع الشمس في السماء بعد ظلام ليل حالك، تتفحص الناس في الشوارع المزدحمة، وفي المدن الملوثة تجد جثث تتحرك بدون وعي ولا إدراك، في الشوارع مرضي وفي المدن مجانين، تختلف الأهداف لكن الكل يتحرك.
تتعدد الأسباب لكن الكل ميت، لا تشعر بقيمتك وأنت تعيش في بيئة حاضنة للاستعمار النفسي من قبل الآفاق والمتسول والحرامي والكاذب، تشعر بالدونية وأنت تستمع الي عبارات الكذب تخرج من أفواه نخبة تتربع علي كراسي.
جثث وأموات تسير في الشوارع الضيقة لحياة مليئة بالإثارة في ظني أن الله لم يخلق أموات بل كانوا أحياء تدب فيهم الروح، قلقا بدأت أشعر به وأنا أنظر إلي سماء اليوم من نافذة سيارتي في طريق فجراً الي صحراء لا أعلم لماذا قررت هذا، غيوم مليئة بحبات صفراء ملوثة من المياه التي لوثناها في مشهد عبثي وكأن السماء تستعد لصب غضبها علينا بسبب خلل في سلوكنا وقيمنا وحياتنا.