التاريخ والطبيعة يجتمعان في مواقع الغوص عند حطام السفن بجنوب شرق آسيا
يعج جنوب شرق آسيا الاستوائي بأشياء كثيرة يمكن أن يفعلها السياح أو أماكن يزورنها من التسوق في سنغافورة، والنظر من أعلى برجي التوأم في كوالالمبور، والاستمتاع بالمعابد القديمة الضخمة في أنجكور وات في كمبوديا ومعبد بوروبودر في جاوة.
غير أن بعض أفضل عوامل الجذب في المنطقة ليس في البر ولا حتى فوق مستوى سطح البحر. فالغوص هو سبب آخر لشهرة جنوب شرق آسيا لدى السياح. وتعد تيمور الشرقية وراجا أمبات في إندونيسيا وجزر سيميلان بتايلاند وسيبادان بالقرب من جزيرة بورنيو في ماليزيا بين أفضل المواقع في العالم.
ولكن يقال إن المنطقة بها إمكانات غير مستغلة للغواصين أو على الأقل من لا يمانعون وجود حطام السفن بجوار الشعاب المرجانية الملونة وأسراب السمك في الأعماق.
وإقرارا بالقيمة التراثية المحتملة لحطام السفن تلك، أنشأت الحكومة الإندونيسية في 2018 منطقة محمية حول بيرث وهي سفينة حربية أسترالية غرقت خلال معركة مضيق سوندا في الحرب العالمية الثانية والآن تقع على عمق نحو 40 مترا تحت سطح البحر الذي يفصل جاوة وسومطرة.
وفي مقال لصالح مجلة “هيستوري توداي” مؤخرا، قالت ناتالي بيرسون من جامعة سيدني إن السفن الغارقة في المنطقة “يتم تجاهلها بسهولة في المشهد التراثي للحرب العالمية الثانية، سيما عندما تقارن بالحطام من نفس الفترة في المياه الأوروبية.
وفي جنوب شرق آسيا هناك حطام ألفي سفينة على الأقل ترجع للحرب العالمية الثانية، والكثير منها لم يستكشف.
ومن بين حطام السفن الأكثر شهرة بالمنطقة بين الغواصين، السفينة “يو إس إيه تي ليبرتي” الواقعة على عمق نحو 30 مترا قبالة ساحل بالي، بينما تحمل منطقة كورون باي في الفلبين ما تبقى من 12 سفينة يابانية من الحرب العالمية الثانية.
وأحدث إضافة للقائمة هي “إم إس كينج كروزر” وهي عبارة سيارات غرقت في 1997 بين جزيرتي بوكيت وبي بي، وهما مقصدان شهيران في تايلاند.
وجرى إنقاذ كل الركاب وكان عددهم 561 شخصا بعدما تهشم بدن السفينة جراء الصخور الواقعة تحت المياه. ومن حينها أصبح الحطام نقطة جذب شهيرة للغواصين الذين يزرون جنوب تايلاند.