السيد الدمرداش يكتب: الوزير أحمد أبو حسين وفقه الجيوسياسية

كتب الأستاذ الدكتور جهاد عوده عن الدوافع الجيوسياسية للتدفقات السياحية، سلسلة من المقالات في موقع مجلة أخبار السياحة، الذي أشرف برئاسة تحريره ، قبل وفاته كان الله يرحمه مشغولاً بهذا الملف.
رجلاً وطنياً وعظيماً وكانت تشغله قضايا الوطن، تنبأ بزيادة عدم الاستقرار السياسي العالمي، وشرح الآثار المترتبة علي السياحة جراء فوضي ينتجها المجتمع الدولي لخلق دويلات لا تستطيع شعوبها ممارسة حقها في قضاء إجازة، وأفاض في شرحه قائلا: إن تفتت البلدان وغاب الاستقرار السياسي في بعض مناطق العالم سيكون له تأثير سلبي علي التدفقات السياحية لأسباب منها المخاوف الأمنية، والاجراءات السياسية التي تحد من إصدار التأشيرات، وإغلاق الحدود، انخفاض الأموال المتاحة للانفاق السياحي، وعبر عن قلقه من نقص البنية التحتية في بعض الدول في شبكة المعلومات الدولية والتكنولوجيا وهذا يمثل تهديداً كبيراً للتدفقات السياحية، ويعتبر بمثابة تحدياً أمام التنافسية في قطاع السياحة والسفر العالمي”.
وفي ظني أن هناك فرق بين ” فقه ” الدكتور جهاد عوده أستاذ العلوم السياسية وبين ” فقه ” الوزير أبوحسين الجيوسياسي، ربما التقارب واضح في اللفظ والمعني، لكنه يختلف في القصد والنية، عندما تعيد إنتاج إنجازات لا يجب أن تتطرق للتدفقات السياحية المرتقبة في ظل التحديات الراهنة، ربما تستطيع التحدث إعلامياً عن ماتم إنجازه مستبعداً ضحايا الإرهاب واللجوء السياسي ومطاريد الظروف القهرية.
ليست هكذا السياحة التي هي في المقام الأوحد “صناعة المتعة”، وليس هروباً اضطرارياً من الجحيم، الأرقام المنشورة بها مغالطات جيوسياسية ولابد أن نعي الفرق بين قضاء الوقت والفرار من وطن ، سألت الدكتور جهاد عوده عن مذاهب جيوسياسيه والفرق بينهم فاوضح لي قبل مماته أن المنصب به جاذبيه تفوق أي ” فقه ” وهذا يجعلنا نبحث عن مفاهيم جديده لخلق نظريات تعزز من سيناريو البقاء الجيوسياسي.