تحوّل كبير تعيشه صناعة الرقائق في أمريكا مع زيادة الدعم الحكومي

تعيش صناعة الرقائق في الولايات المتحدة تحوّلا كبيرا، مع توالي تقديم حزم الدعم الحكومية لبناء المصانع، بموجب قانون الرقائق Chips Act الذي أقر في 2022.
وكان القانون جزءاً أساسياً من أجندة بايدن الاقتصادية، ويساهم في توفير حزمة دعم بـ 52.7 مليار دولار لصناعة الرقائق، من ضمنها 39 مليار دولار لتشجيع الشركات الأميركية والعالمية لبناء مصانع للرقائق في الولايات المتحدة، والباقي لدعم أنشطة البحث والتطوير، ودعم القوة العاملة في الصناعة.
حصة أميركا من صناعة الرقائق
وتهدف أميركا من وراء هذا القانون إلى استعادة السيطرة على صناعة الرقائق عالمياً، بعد أن انخفضت حصتها من عمليات التصنيع من 37% عام 1990 إلى 12% فقط في 2020، لتخفيف اعتماد سلاسل الإمداد على دول أخرى.
وهناك أنواع عديدة من الرقائق: الـ CPUs التي نعرفها جميعناً في الكمبيوترات والأجهزة الإلكترونية الأخرى، وهذه تهيمن “إنتل” على تصميمها عالمياً.
وهناك الـ “GPUs” التي تقوم بالعمليات الأكثر تعقيداً في مجال الذكاء الاصطناعي. وهذه تسيطر على تصميمها “إنفيديا”، بالإضافة إلى رقائق الـ”HBM” التي تستخدم أيضاً في الذكاء الاصطناعي ومن أشهر الشركات التي تصنعها “SK Hynix”
الكورية المنافسة لـ”سامسونغ“.
وينصب التركيز الأكبر للولايات المتحدة على الرقائق التي تستخدم في الذكاء الاصطناعي، أو ما يسمى “Logic chips”، حيث تهدف واشنطن إلى رفع حصتها في صناعتها إلى 20% بحلول 2030، ارتفاعاً من صفر حالياً.
هيمنة أميركية على التصميم وليس التصنيع
لا بد من التمييز بين تصنيع الرقائق وتصميمها. فالشركات الأميركية ما زالت مهيمنة على تصميم الرقائق، وبالذات إنفيديا التي تهيمن على 80% من تصميم الـ GPUs المستخدمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، لكنها لا تصنعها بنفسها بل إن النسبة الساحقة من تصنيع هذا النوع من الرقائق تتم لدى الشركة التايوانية TSMC.
وتحظى شركة TSMC على اهتمام أميركي استثنائي، ولذلك تلقت دعماً كبيراً بـ 6.6 مليار دولار لبناء مصنع في أريزونا، وقد شجعتها “إنفيديا” على ذلك، لسبب واضح، وهو أنها تسعى لتخفيف المخاطر الجيوسياسية، بما أن تايوان مهددة دائماً بهجوم من الصين، ما قد يؤثر على سلاسل إمداد الصناعات الأميركية.
وحتى الآن، وزعت الحكومة الأميركية نحو 27 مليار دولار من حزمة الـ 39 مليار دولار، ومن أبرز الشركات التي حصلت على الدعم: (إنتل وسامسونغ، وTSMC).
وهذه الشركات الثلاث تقود السباق عالمياً في صناعة أشباه الموصلات التي تستخدم في الذكاء الاصطناعي والصناعات العسكرية.
12.3 مليار دولار متبقية من حزمة الدعم
ويبقى من أموال حزمة الدعم نحو 12.3 مليار دولار فقط، فيما أن الطلبات التي تتلقاها الحكومة الأميركية أكبر بكثير من هذه الأرقام.
وهناك 600 طلب من الشركات، بإجمالي طلبات قيمتها إلى 70 مليار دولار، أي ما يقارب ضعف حزمة الدعم التي يوفرها قانون الـ Chips Act، وهذه الطلبات تشمل قطاعات عديدة، من الطائرات العسكرية إلى السيارات والهواتف الذكية وغيرها.