[ الصفحة الأولى ]مال وأعمال

عملية تنصيف البيتكوين هل يؤثر على سعرها؟

 

ينشغل المتداولون والمهتمون بالعملات الرقمية المشفرة في جدل واسع حول “تنصيف” عملة “بيتكوين” الذي أصبح وشيكاً ومدى تأثير ذلك على سعرها، وعلى عمليات التعدين، وهو ما يبدو أنه السبب الرئيسي وراء الارتفاع الكبير في سعر العملة المشفرة التي تستهوي الكثير من المستثمرين.

ورصدت مواقع عربية جدلاً واسعاً في وسائل الإعلام الغربية بشأن عملية تنصيف البيتكوين المرتقبة والتي يتوقع أن تؤثر على سعر صرفها في السوق، وسط توقعات بأن تسجل قفزة في السعر خلال الفترة المقبلة، أسوة بما حصل لها في السابق.

 

وقالت تقارير غربية إن تنصيف عملة البيتكوين، والذي يحدث كل أربع سنوات تقريباً، يتضمن انخفاضاً في عدد عملات البيتكوين التي تتم مكافأتها للقائمين بالتعدين، مما يخلق ندرة ويحتمل أن يؤثر على سعر العملة المشفرة.

وارتفعت عملة البيتكوين بالفعل بأكثر من 45% منذ بداية العام، حيث يعتقد العديد من المحللين أن أزمة العرض الناجمة عن الانخفاض إلى النصف، جنباً إلى جنب مع زيادة الطلب من خلال الصناديق المتداولة في البورصة الفورية يمكن أن تزيد من ذلك، كما يمكن أن تدفع السعر إلى الارتفاع لأبعد من ذلك.

 

وفي تقرير بحثي صادر عن برنشتاين في شهر مارس الماضي أخذ مدير الأصول في الاعتبار تأثير التنصيف ورفع توقعاته لسعر بيتكوين في نهاية العام الحالي إلى 90 ألف دولار أميركي.

 

ويعمل تعدين البيتكوين على شبكة لا مركزية حيث يقوم المدققون بالتحقق من المعاملات ويتم مكافأتهم بعملات البيتكوين المسكوكة حديثاً.

 

وتقول التقارير الغربية في تفسير عملية “التنصيف” بأنه “مقابل كل 210 آلاف كتلة يتم إنشاؤها، وهو ما يستغرق أربع سنوات تقريباً، ينخفض عدد عملات البيتكوين التي تتم مكافأتها للقائمين بالتعدين إلى النصف، وتمت برمجة هذا التخفيض في مكافآت الكتل في الكود الأساسي لشبكة البيتكوين من قبل منشئها الذي يحمل الاسم المستعار، ساتوشي ناكاموتو، كوسيلة لخلق الندرة بمرور الوقت”.

ويقول الخبراء إن لهذا التخفيض آثار بعيدة المدى، حيث إنه يؤثر على الربحية المحتملة للتعدين ويؤثر على ديناميكيات العرض الإجمالية للبيتكوين.

كما أن أحد أكثر الجوانب التي تتم مراقبتها عن كثب فيما يتعلق بتخفيض عملة البيتكوين إلى النصف هو تأثيرها المحتمل على سعر العملة المشفرة. حيث يشير الخبراء الى أنه مع انخفاض المعروض من عملات البيتكوين المسكوكة حديثاً، في حين يظل الطلب ثابتاً أو حتى متزايداً، يمكن أن يرتفع سعر البيتكوين.

وكان التنصيف الأول لعملة بيتكوين في نوفمبر 2012 بمثابة بداية مسار تصاعدي مستدام لسعر البيتكوين، وبالمثل، حدث التنصيف في يوليو 2016 وتلاه موجة صعودية كبيرة في عام 2017، حيث وصلت عملة البيتكوين إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق بما يزيد عن 19 ألف دولار بحلول نهاية ذلك العام، وشهد التنصيف التالي في مايو 2020 أيضاً زيادة كبيرة في سعر البيتكوين خلال العام التالي.

 

ووفقاً لتقرير بحثي حديث صادر عن “دويتشه بنك” ونشرته العديد من وسائل الاعلام الغربية فبالنسبة للتنبؤات المتعلقة بمسار سعر الأصول الرقمية بعد التنصيف الحالي، يمكن الاستفادة مما حدث عند تنصيف بيتكوين كاش في أبريل الماضي، وهو نسخة معدلة من بيتكوين، حيث بعد إكمال عملية التنصف في 3 أبريل، ارتفعت عملة البيتكوين كاش بنسبة 12% خلال 24 ساعة.

 

وأضاف تقرير دويتشه بنك: “يمكن اعتبار بيتكوين كاش بمثابة وكيل لبيتكوين، وأداء سعرها الإيجابي بعد حدث التنصيف الخاص بها يبشر بالخير لشبكة بيتكوين الرئيسية”.

 

ولن تنتهي عملية التنصيف إلا عندما يصل عدد عملات البيتكوين المتداولة إلى الحد المبرمج وهو 21 مليوناً، والذي من المتوقع أن يحدث في عام 2140. وبعد هذه النقطة، لن يكسب القائمون بتعدين العملات المشفرة سوى أرباح من رسوم المعاملات، والتي يتم تحديدها حسب حجم العملة.

ويوجد حالياً في العالم 19.7 مليون عملة بيتكوين متداولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى