بعد دعمهم للقضية الفلسطينية..مواقف لفنانين مصريين تاريخيا
لم يكن أهل الفن عبر التاريخ ببعيد عن الدور الوطني تجاه بلدهم الغالية مصر، فهناك العديد من النجوم المصريين عبر التاريخ الذين تسابقوا في تقديم الدعم، وكل ما يملكون فداء وطنهم، وقاموا بدور كبير خلال الأزمات والمواقف العصيبة التي تمر بها الأمة.
وفي السطور التالية نستعرض معكم أبرز الفنانين المصريين الذين كان لهم دور وطني مشرف عبر التاريخ.
أم كلثوم:
تعد الفنانة أم كلثوم من أبرز الفنانات التي لهم مواقف وطنية عديدة، منذ قيامها في 1956 بالتبرع من أجل إعمار مدارس بورسعيد بمبلغ 1000 جنيه، وكان وقتها يوازي أكثر من مليون جنيه الآن، كما رفعت أم كلثوم عقب نكسة 1967 شعار الفن من أجل المجهود الحربي، وقالت حينها: “لن يغفل لي جفن وشعب مصر يشعر بالهزيمة”، وقررت أن تحيي حفلين شهرياً تخصص إيراداتهما لدعم تسليح الجيش.
وتعددت حفلات أم كلثوم من أجل مصر لتخصص إيراداتها في عواصم أوروبا والدول العربية لدعم الجيش، ثم قامت بنفسها بحملة لجمع التبرعات من المشاهير والشخصيات العامة فطافت مكاتبهم ومقراتهم للحصول على تبرعات من أجل البلد، كما قامت بإحياء حفلات للجنود علي جبهات القتال.
ولا تقتصر الأعمال الخيرية للست أم كلثوم على دعمها للجيش بعد النكسة بل إنها تبرعت ببطاطين و120 قطعة قماش شتوي في حملة مشروع معونة الشتاء وقبل الأمطار إلى ثورة 23 يوليو، والتي تهدف إلى تقديم المساعدات للفقراء من خلال جمع التبرعات من المواطنين في الصيف، وصرفها لمستحقيها في الشتاء، من خلال توزيع البطاطين والأغذية، والمساعدات المالية للفقراء.
وكانت أم كلثوم سببا في انتشار فكرة التبرع بأجر الحفلات للأعمال الخيرية، الأمر الذي حتى الآن يسير بعض الفنانين على نهجه.
سيد درويش:
استطاع الفنان سيد درويش تقديم الكثير من الأغاني الوطنية التي ألهبت حماس الأمة المصرية في ثورتها الشعبية في 1919، في أعقاب الحرب العالمية الأولى.
وكانت قد اندلعت شرارة الثورة المصرية في أعقاب اعتقال سعد زغلول وثلاثة من زملائه، ونفيهم إلى جزيرة مالطا في الثامن من مارس 1919.
وكانت أغاني الفنان سيد درويش بمثابة اللهيب الذي أشعل روح الوطنية لدى الشعب الثائر، وقام بتغذية روح المقاومة مستعينا بأغنيات وطنية استلهم منها الشعب حماسته لمواصلة الثورة، والمطالبة بعودة زعيمه سعد زغلول ورفاقه من المنفى.
تحية كاريوكا:
بدأت نشاطها السياسى منذ عام 1948، أثناء مساعدتها للفدائيين لدرجة أنها كانت تنقل السلاح لهم في سيارتها الخاصة دون خوف، وكان بداخلها إيمان قوى بدورها تجاه بلدها.
كما شاركت في المقاومة خلال العدوان السياسي عام 1956م، وتم إلقاء القبض عليها أكثر من مرة.
وكان للفنانة الراحلة دور كبير مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات، حيث قدمت له المساعدة من أجل الهروب من الاحتلال الإنجليزي، عام 1948، عندما أخذته إلى الإسماعيلية حتى يختبئ عند شقيقتها لمدة عام كامل، وهناك امتهن العديد من المهن وهو متنكر.
عبد الحليم حافظ:
مع نهاية العهد الملكي، وتحول مصر إلى جمهورية، ساهم ذلك التغيير في صعود عبد الحليم حافظ، ليكون صوت الوطنية بعد ذلك، بأدائه لأغنيات عبرت عن لحظات تاريخية، ولدت من رحم فكرة «القومية العربية» فجميعنا يتذكر له أغنيات: الوطن الأكبر وعدى النهار وحكاية شعب.
ويعد عبدالحليم الممثل لمبادئ الثورة وللحلم المصري في أغانيه الوطنية حتى أنه قيل أن أغاني عبدالحليم حافظ هي ثورة 23 يوليو على شكل أغانيٍ وألحان، وكان أيضا يسمى بمطرب الثورة.
نادية لطفي:
كانت الفنانة “نادية لطفي” صاحبة مواقف وطنية وسياسية تؤكد صدق انتمائها إلى مصر بصفة خاصة والعروبة بصفة عامة، وذلك من خلال العديد من المواقف تكشف عن معدنها الأصيل وحسها السياسي الذي لايقل عن موهبتها في الأداء التمثيلي، ومن أبرز مواقفها المشرفة كانت من بداية العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956، حيث استغلت “نادية لطفي” حبها للتصوير وسجلت 40 ساعة تصوير في القري والنجوع المصرية لتجمع شهادات الأسري في حربي 1956 و1967.
كما قامت بعمل فيلم بعنوان “جيوش الشمس” حول جرائم الكيان الصهيوني المحتل، سجلت من خلاله شهادة الجنود المصابين والجرحى عن الحرب داخل مستشفى القصر العينى مع المخرج الكبير شادى عبد السلام.
وكانت نادية مسئولة اللجنة الفنية خلال فترة حرب الاستنزاف، وبحكم هذا الموقع قامت بمبادرات عديدة لدعم قواتنا المسلحة، حيث قامت بتنظم زيارات على الجبهة لرفع الروح المعنوية لدى الجنود، وفي أثناء حرب أكتوبر تطوعت فى التمريض، وبالفعل تخلت عن أية ارتباطات فنية وتفرغت للعمل التطوعي، ونقلت مقر إقامتها إلى مستشفى القصر العيني أثناء فترة الحرب بين الجرحى لرعايتهم وشد أزرهم ورفع روحهم المعنوية.
سميرة أحمد:
قررت الفنانة سميرة أحمد التبرع بملابسها من خلال مزاد علنى خصص عائده لصالح صندوق “تحيا مصر”، واعتبرتها سميرة أحمد خطوة بسيطة منها على المساهمة بأى شىء وتكون حافزا وقدوة للآخرين للوقوف بجانب وطنهم أيضا.
وأوضحت سميرة أحمد أن الفكر جاءت لها أثناء جلوسها بمفردها ليلا، ففكرت فى التبرع بالملابس التى ظهرت بها فى الأفلام والمسلسلات لصالح الوطن، فاتصلت بابنتها لعرض الفكرة وبالفعل رحبت بها وشجعتها على تنفيذها.
واستغرق تجميع للملابس ما يقرب من شهرين ووضعها بمعرض وتجهيز قائمة من الأغانى الوطنية لتشغيلها أثناء إقامة المعرض.