المراهنات تضرب نجوم إيطاليا

لا صوت يعلو فى إيطاليا على صوت أزمة المراهنات، التى ضربت العديد من نجوم كرة القدم الإيطالية، والتى أعادت للأذهان الفضائح القديمة للدورى الإيطالي، فى الوقت الذى تتعافى فيه وتظهر بشكل جيد جدًا فى الفترة الماضية.

الأزمة بدأت عندما تحدث فابريزيو كورونا الصحفى الإيطالى الشهير عن وجود على الأقل 10 لاعبين متورطين، بالإضافة إلى خمسة أو ستة وكلاء لاعبين أيضًا.
قال كورونا: “يوفنتوس علم بأمر فاجيولى منذ الأول من أغسطس، وعندما ظهرت الأخبار لم يستدعه النادى لمعاقبته، ورفضوا الإبلاغ عنه.. إنها جريمة تستحق الهبوط بسببها.. أقوم بإجراء تحقيق نظيف مثل القضاء عن هذه القصة، لو تعرضت للقتل فسأكون سعيدًا تجاه هذه النهاية السيئة لتلك القصة.. فاجيولى كان فى ورطة لأنه ظل يراهن لفترة طويلة، وكان عليه ديون ثقيلة للغاية.. أليجرى مدرب يوفنتوس طرده من الفريق، والنادى كان يعرف أن لاعبه يدمن المراهنات، ولم يبلغ عنه، لذلك هناك مسؤولية قانونية واقعة على يوفنتوس”.

الصحافة المنتمية ليوفنتوس شكّكت فى نوايا كورونا، حيث تم الحكم عليه بالحبس لمدة خمس سنوات بتهمة ابتزاز المشاهير بصور مسيئة، وسبق له الهروب قبل الاستسلام للشرطة بالقرب من مدينة لشبونة البرتغالية فى 23 يناير 2013، وبالتالى هو لا يمتلك سيرة حسنة فى إيطاليا.

على الفور بعد هذا الحديث تم الكشف عن أن نيكولو فاجيولى لاعب وسط يوفنتوس الإيطالى يخضع للتحقيق حاليًا بسبب تحقيق جنائى يستهدف مستخدمى منصات المراهنة غير القانونية عبر الإنترنت، إلى جانب مشتبه بهم آخرين لم تكشف عن هويتهم.. وتمنع السلطات الإيطالية اللاعبين من المراهنة على مباريات كرة القدم، ولكن ليس على أنواع أخرى من المقامرة، ويواجه أى لاعب تثبت إدانته بالمراهنة على مباريات كرة القدم خطر الإيقاف لثلاث سنوات على الأقل، وغرامة لا تقل عن 25 ألف يورو بموجب قواعد الاتحاد الإيطالي.

الصادم فى الأمر أنه فى حال اعترف فاجيولى على نفسه بتلك الواقعة فإن هناك ما لا يقل عن ٣٠ شخصية متورطة مباشرة بشركة وهمية بشمال روما، حيث كانت تسير المراهنات عبر منصات افتراضية غير شرعية وتحول الأموال إلى خارج إيطاليا، وإن تم تأكيد تورط إداريين قد نرى حتى هبوط أندية مثلما حدث فى 1980 وانتهى الأمر بالنهاية بهبوط الميلان.

فى الوقت نفسه فقد أصدر نادى يوفنتوس بيانًا رسميًا للتعليق على اتهام نيكولو فاجيولى لاعب الفريق الإيطالى بالرهان عبر مواقع غير قانونية، جاء فيه: “فيما يتعلق بما أبلغت عنه بعض الوسائل، يبلغ نادى يوفنتوس بأنه قام على الفور بالتواصل مع مكتب المدعى العام للاتحاد الدولى لكرة القدم بمجرد تلقيه أنباء عن احتمال تورط لاعبه نيكولو فاجيولى فى موضوع المراهنات”.

فور تسريب الأخبار تعرضت جماهير النادى لصدمة قوية، خصوصًا أن اللاعب مهم جدًا داخل الفريق، حيث شارك فى ست من أصل ثمانى مباريات ليوفنتوس فى الدورى الإيطالى هذا الموسم، وتتمنى الجماهير أن ينتهى الأمر بدون عقوبات، خصوصًا بعدما أبدى اللاعب موافقته على مراقبة حساباته البنكية من أجل اكتشاف أى نشاط يتعلق بمكاتب المراهنات، وهذا معناه أنه يثق فى عدم ارتكابه أى شيء مخالف للقانون.

كواليس مهمة

الأمر لم يتوقف فقط عند فاجيولى نجم يوفنتوس بل امتّد للعديد من النجوم والقطاعات المهمة داخل الدورى الإيطالي، مما جعل الخبراء يعتقدون أن توابعه ستكون عنيفة للغاية، وأهم تلك التبعات هي:

– فتحت الشرطة الإيطالية تحقيقًا مع ثنائى منتخب إيطاليا ساندرو تونالى ونيكولو زانيولو لاعبى نيوكاسل وأستون فيلا بشأن نفس القضية.
– تحدث لاعبا نيوكاسل وأستون فيلا إلى شرطة تورينو برفقة رئيس وفد المنتخب الإيطالى جيانلويجى بوفون، وكلاهما الآن قيد التحقيق من قِبل مكتب المدعى العام فى تورينو.

– الاتحاد الإيطالى أرسل إلى مكتب المدعى العام فى تورينو وثائق التحقيق للاعبين ساندرو تونالى ونيكولو زانيولو، حيث غاب الثنائى عن مباراتى مالطا وإنجلترا المقررتين، خصوصًا أن اللاعبين فى هذه الحالة ليسا فى الحالة اللازمة لمواجهة الالتزامات المقررة، حيث قرر الاتحاد أيضًا حمايتهما والسماح لهما بالعودة إلى نادييهما.

– الصحف الإيطالية ذكرت أن تونالى أدرك أنه ارتكب خطأ بالتورط فى عمليات المراهنات، وبدأ التواصل مع طبيب نفسى للتعافى من إدمانه على المقامرة والمراهنات، حيث بكى متأثرًا وشارك مشاعره مع المقربين منه، وأدرك الخطأ الذى ارتكبه، ولديه النية للاستماع لنصائح المقربين منه واتباع طريق تعافى مع محترفين للتعافى من المقامرة.

– بعد تونالى وزانيولو انضم البولندى نيكولا زاليفسكى لاعب روما لقائمة التحقيقات بسبب المراهنات، التحقيقات بدأت مع زاليفسكى بسبب الدخول فى المراهنات، وأمر المدعى العام بالتحفظ على هواتف اللاعب لمراقبتها والبحث فى الرسائل الخاصة باللاعب، ويواجه الظهير الأيسر خطر الإيقاف لثلاثة أعوام وغرامة مالية، إذا ثبُت شروعه فى إجراء مراهنات، فى المقابل فإن زاليفسكى دافع عن نفسه، وقال إنه كان يتواجد فى مجموعة محادثة على أحد برامج التواصل الاجتماعي، حيث يتحدث لاعبون آخرون حول المراهنات والقانون لا يضعه تحت طائلة الاتهام بسبب وجوده دون خوض أى نشاط أو فعل تجاه المراهنات.