ختام الموسم الأول من مبادرة “طبلية مصر” بالمتحف القومي
نجوى سليم
شهد المسرح الكبير بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط ، أمس حفل ختام الموسم الأول “فبراير ، يونيو” لمبادرة “طبلية مصر” ، لإحياء الأطباق الشعبية المصرية ، و ذلك وسط إقبال كبير من الطلاب والباحثين. وأساتذة الجامعات ومحبي التراث المصري والمهتمين به.
و قال الدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذي للمتحف القومي للحضارة المصرية ، إن المتحف أطلق هذه المبادرة في 19 فبراير بهدف حماية التراث الشعبي من المأكولات المصرية ، والاحتفاء بإرث الأطعمة الشعبية وإحيائها ، كأحد أنواع التراث غير المادي الواجب حمايته. من الانقراض ، من خلال مجموعة من الورش الفنية ومنصات لعرض الأطعمة المصرية التراثية المختلفة
وأضاف أن المتحف يولي اهتماما كبيرا لحماية التراث الحضاري والثقافي لمصر ، مشيرا إلى أن هذه المبادرة جاءت لتسليط الضوء بشكل خاص على الموروثات المصرية الغنية بالعديد من الأطعمة و الأطباق التقليدية الموروثة منذ آلاف السنين ، بالإضافة إلى الترويج الي سياحة الغذائية و الترويج للأطعمة المصرية ،والتي تعد من أهم الأنماط السياحية الحديثة ، و التي تجذب السياح من مختلف دول العالم للسفر والتعرف على أغذية وطعام الدول المختلفة.
وشدد على ضرورة توعية المجتمع وجيل الشباب بكيفية اختيار نظامهم الغذائي بطريقة صحية ، وكيفية إيجاد بدائل صحية للأطعمة التراثية.
كما حرص الرئيس التنفيذي لهيئة المتاحف على شكر جميع المؤسسات والهيئات التراثية والأكاديمية والإعلامية التي تعاونت مع المتحف في تسليط الضوء على هذه المبادرة والقائمين عليها ،و كذلك تكريم المشاركين فيها من الأساتذة والمحاضرين لما بذلوه لإنجاح المبادرة والعمل على توثيق الأكلات التراثية المصرية.
من جانبها بدأت الدكتورة ميسرة عبد الله نائب رئيس المتحف لشؤون الآثار كلمته خلال الحفل بالترحيب بالضيوف مؤكدة حرص المتحف على احتضان مثل هذه المبادرات التي تسلط الضوء على التراث الغذائي كجزء من الحضارة المصرية التي تعمل على نشر الوعي الثقافي و الأثري بين جميع أفراد المجتمع بمختلف فئاته العمرية
وأشارت إلى أن الحضارة المصرية لديها تراث غني معروف بتنوع طعامها ، وقد اهتم المصري القديم عبر العصور بتنوع المائدة و الأطعمة الصحية عليها ، كونها تراثا حضاريا ، لافته أن الحضارة المصرية القديمة تميزت الي جانب احتوائها علي الفنون والعمارة ، بالعديد من الأطعمة التراثية التي ابتكرها المصري القديم و التي مازالت على الطاولة المصرية الي الآن
و أضافت عبد الله، أن المتحف يسعى لتجهيز أرشيف المأكولات التراثية المصرية ، وذلك يأتي من منطلق حرص المتحف على الحفاظ على الهوية المصرية.
و في السياق متصل اكدت الدكتورة سحر عبدالرحمن، مسئول المبادرة ومدير مكتبة المتحف أن أنشطة مبادرة طبلية مصر خلال الموسم الأول شملت علي مجموعة ندوات وورش توعوية وثقافية ألقاها عدد من علماء وأساتذه أكاديميين في جميع التخصصات التي تخدم أهداف المبادرة.
و أوضحت أنه تم التعاون مع أكاديمية البحث العلمي لتوثيق بعض الأطباق التي تم اختيارها ، في حين تم تقديم وجبات من الأطباق الشعبية من خلال أشهر المطاعم المتخصصة ، وكذلك تنفيذ مجموعة من ورش العمل للأطفال منها الشيف الصغير لتحضير وصنع كعكات.
و كشفت عن نتائج المبادرة في الموسم الأول من زيادة الوعي والاهتمام بمفاهيم المبادرة ونشرها بين الناس بمختلف الوسائل ، وتوثيق الطعام المصري من خلال المؤشر الجغرافي.
هذا وقد شملت الاحتفال عددا من المحاضرات التي ألقاها مجموعة من المتخصصين وأساتذة الجامعات. حيث ألقت هبة واصف ، المديرة السابقة لمنظمة الصحة العالمية بجنيف و الخبيرة الدولية في الصحة والتغذية وسياسات التنمية المستدامة ، محاضرة بعنوان “التحديات والفرص التي تواجه تحقيق رسالتها في الحفاظ على التراث الغذائي لمصر”. وكذلك محاضرة للدكتور تامر زهدي المحامي والباحث بالمعهد الوطني للملكية الفكرية بعنوان “تحديات الأمن الغذائي وتشريعات الملكية الفكرية”، كما قدمت السيدة جينيفر سمولاك ، ممثلة المكتب الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ، محاضرة بعنوان “الحد من فقد الأغذية و الهدر في الغذاء من أجل استهلاك مستدام للغذاء.”.