سفر وطيران

بعد 30 يونيو.. خطوط سكك حديدية بطول 9570 كم تخدم 23 محافظة

سامي السيد

مصر بعد 30 يونيو.. شهد قطاع السكك الحديدية في مصر بعد ثورة 30 يونيو طفرة غير مسبوقة وضعت هذا المرفق الحيوى على طريق التحديث بعد عقود من الإهمال الذى تسبب فى كثرة الحوادث، وخلال الأعوام الـ 10 الماضية شهدت السكة الحديد تطورا هائلا، تمثل في تحديث أسطول الجرارات والعربات بمختلف درجاتها، وصيانة وإعادة تأهيل القطارات وخطوط السكة القديمة.

وتعد سكك حديد مصر أول خطوط السكك الحديد التى تم إنشاؤها في إفريقيا والشرق الأوسط، والثانية على مستوى العالم بعد المملكة المتحدة، حيث بدأ إنشاؤها عام 1834 إذ مدت قضبان خطوط السكة الحديد فعلا وقتها بخط السويس/ الإسكندرية، ورغم أن مصر كانت رائدة في مجال النقل السككي لكن يد الإهمال طالت هذا المرفق الحيوي لعدة عقود حتى وصل إلى حالة حرجة وأصبح عبئا على الدولة.

 

وتبنت ثورة 30 يونيو إستراتيجية للتطوير السككي تستهدف التكامل الإقليمى والقاري في سبيل تيسير حركة البضائع والخدمات والأفراد ويوفر بيئة مواتية لتحقيق مستويات أعلى من التكامل الإنتاجي والاقتصادي كركيزة أساسية لتحقيق التنمية المنشودة فى إفريقيا، والتي تعاني عجزا هائلا فى هذا المجال، ولا تتوفر بها سوى 5% فقط من إجمالى الخطوط السككية بالعالم؛ ما يتسبب في خسائر اقتصادية تؤثر سلبًا على تنافسيتها في الاقتصاد العالمى؛ خاصةً مع حاجة القارة العاجلة إلى تنفيذ حوالى 18000كم من الخطوط السككية بحلول عام 2040، والتي تحتاج إلى استثمارات ضخمة.

 

مشروعات سكة حديد بتكلفة إجمالية 225 مليار جنيه

وبلغ عدد المشروعات التي تم تنفيذها والجاري والمخطط تنفيذها بمشاركة القطاع 90 مشروعًا بتكلفة إجمالية 225 مليار جنيه، ومشاركة 88 شركة قطاع خاص وحجم عمالة 50 ألف عامل، ومنها توريد 260 جرارًا وإعادة تأهيل 172 جرارًا، وتوريد 1350 عربة سكة حديد، وتوريد 7 قطارات نوم، و6 قطارات ركاب مع شركة “تالجو”، وتطوير نظم الإشارات والبنية الأساسية على خطوط الشبكة الرئيسية بإجمالي أطوال 1900 كم كمرحلة أولى وباقي الشبكة كمرحلة ثانية وإنشاء خطوط سكة حديد جديدة، وهي (خط المناشي / 6 أكتوبر بطول 70 كم – خط الروبيكي / العاشر / بلبيس بطول 50 كم)، بالإضافة إلى تطوير ورش السكك الحديدية بالشراكة مع الشركات العالمية المتخصصة، وإنشاء محطة قطارات سكك حديد مصر بمنطقة بشتيل بالجيزة وازدواج وتطوير خطوط سكة حديد هي (خط طنطا / المنصورة / دمياط – خط قليوب / منوف / طنطا – خط قليوب / شبين القناطر / الزقازيق – خط طنطا / زفتي / ميت غمر / الزقازيق – خط شربين / كفر الشيخ / قلين / دسوق / دمنهور).

 

وتمتلك هيئة السكك الحديد تمتلك خطوط حديدية بطول 9570 كم وتخدم 23 محافظة وتنقل ما يقرب من 420 مليون راكب سنويا، المحطات بها 705 محطات ويوجد عدد 1332 مزلقانا و3040 عربة ركاب منها 850 عربة مكيفة و8553 عربة بضائع و793 جرارا، 826 كوبرى و100 نفق، 6 مناطق، 9 قطاعات، 8 شركات تابعة، 191 مليون متر مربع أراضى الهيئة صالحة للاستثمار بالإضافة إلى 11 مليار جنيه تمثل الخطة الاستثمارية للهيئة لعام 2019/2020، وتقوم سكك حديد مصر بدور فعال في خدمة نقل الركاب وتداول البضائع بين مختلف أنحاء الجمهورية حيث تربط السكك الحديدية جميع الموانئ الرئيسية بوصلات حديدية.

 

إنشاء شبكة مصر للقطارات السريعة

ويمتد هذا التطوير إلى كامل قطاع السكك الحديدية عبر إنشاء شبكة مصر للقطارات السريعة بإجمالي أطوال نحو 2000 كم وتطوير الشبكة الحالية، بما تضمنه نظم الإشارات على 4 خطوط رئيسية بإجمالي 1900 كم وتطوير أسطول الوحدات المتحركة.

 

مشروعات تطوير السكك الحديدية

وتضمنت مشروعات الوزارة إعادة تأهيل ورفع كفاءة 172 جرارًا بمشاركة عدد من الشركات العالمية، وإعادة تأهيل ورفع كفاءة 1385 عربة عادية بمشاركة عدد كبير من شركات القطاع الخاص، وإنشاء ورشة جديدة لصيانة جرارات (GE) الجديدة، وإنشاء ورشة جديدة لصيانة وعمرة العربات الروسي الجديدة، والتعاقد مع شركة سيماف المصرية على تصنيع ألف عربة بضائع أنواع.

 

وبعد الاهتمام البالغ والدعم التى توليه القيادة السياسية لمرفق السكة الحديد، حيث قامت الهيئة بتنفيذ خطة تسيير بشكل متواز لتطوير المرفق تطويراً شاملاً، من حيث تطوير المحطات وبناء الأسوار على جانبى السكة لحماية ممتلاكات الهيئة وكذلك تحديث نظم الإشارات بمعظم الخطوط والتى تشمل تحديث السكة وتطوير المزلقانات.

 

وكان للوحدات المتحركة بالهيئة خلال الآونة الأخيرة النصيب الأكبر حيث التعاقد على شراء جرارات وعربات جديدة يتم توريدها على مراحل والتى ستحدث نقلة جذرية فى أسطول الجر والعربات بالهيئة والتى لم تحدث من قبل، حيث تم مراعاة توافر المزيد من وسائل السلامة والأمان والراحة بها والتى ستساهم فى تحسين مستوى الخدمات المقدمة لجمهور الركاب بهدف قضاء رحلة سعيدة بقطارات سكك حديد مصر.

 

وتعد محطة قطار مصر بالقاهرة، أولى محطات القطارات في الشرق الأوسط وإفريقيا وثاني أقدم خطوط سكك حديدية في العالم أنشئت عام 1854، لتعاصر تحول استخدامات الطاقة الكربونية والأحفورية، حتى بلغت محطتها الجديدة بالطاقة النظيفة والخضراء في 2023.

 

وأصبحت محطة القطار تقدم كافة الخدمات الإلكترونية التي تضاهي محطات القطارات بعواصم الدول الأوروبية، بما تضمه من بوابات إلكترونية وحجز التذاكر عن بعد، بالإضافة إلى التنوع في الخدمات وخطوط القطارات التي تنطلق من وإلى القاهرة العاصمة لتربط ربوع مصر بدرجات تلبي احتياجات مختلف الجمهور نفاذًا لحرية التنقل.

 

مشروعات الجر الكهربائي

حققت مصر نقلة نوعية فى مشروعات النقل الأخضر والطاقة النظيفة، وذلك لمواجهة التغيرات المناخية من خلال استراتيجية للتحول إلى تشغيل نظم النقل الجماعي الأخضر صديق البيئة، والتوسع في تنفيذ مشروعات وسائل النقل الجماعي ذات الجر الكهربي المتطورة والحضرية وصديقة البيئة، وعلى رأسها مشروع القطار الكهربائي الخفيف “LRT”، والمونوريل بخطي شرق وغرب النيل.

 

وينضم إلى رفع كفاءة وتطوير الشبكات القائمة، مترو الأنفاق من خلال الخط الثالث (عدلي منصور – إمبابة – جامعة القاهرة) بطول 41.2 كيلومتر، ومشروع إنشاء الخط الرابع (6 أكتوبر – القاهرة الجديدة ) بطول 42 كيلومترا، ومشروع إنشاء الخط السادس لمترو الأنفاق (الخصوص- المعادي الجديدة) بطول 35 كم.

 

وأيضًا مشروع الأتوبيس الترددي (BRT) على الطريق الدائري بطول 110 كيلومترات لمنع توقف الميكروباص أعلى الطريق الدائري، وتشجيع المواطنين على تقليل استخدام السيارات الخاصة من خلال استخدام وسيلة نقل ركاب متميزة وصديقة للبيئة.

 

مشروع تطوير مترو الإسكندرية

وفي الإسكندرية.. مشروع تطوير مترو الإسكندرية (أبو قير – محطة مصر)، ومشروع تطوير وإعادة تأهيل ترام الرمل بطول 14 كيلومترا.

 

وكذلك شبكة مصر للقطارات الكهربية السريعة بطول ألفي كيلومتر، وتشمل 3 خطوط: الخط الأول (السخنة – مطروح – الفيوم) بطول 660 كيلومترا، والخط الثاني (6 أكتوبر – الفيوم / بني سويف – الأقصر – أسوان – أبو سمبل) بطول 1100 كيلومتر، والخط الثالث (قنا – الغردقة – سفاجا) بطول 225كم، والتي تستهدف خلق محور لوجيستى يربط بين البحرين الأحمر والمتوسط، وربط المناطق الصناعية بالموانئ البحرية، وربط مناطق التنمية الزراعية الحديثة بمناطق الاستهلاك وموانئ التصدير، فضلًا عن الربط بين المناطق السياحية المختلفة ما يتيح تنوع البرامج السياحية للسائح فى الرحلة الواحدة، وكذلك التكامل مع المطارات والموانئ البحرية والطرق البرية لتحقيق مفهوم النقل متعدد الوسائط، والربط بين الموانئ البحرية والموانئ الجافة والمناطق اللوجيستية، في سبيل خدمة أهداف التنمية العمرانية المستدامة وإعادة توزيع السكان وخلق محاور تنموية جديدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى