صفقة تاريخية.. ريان إير تطلب شراء 300 طائرة بوينج 737 ماكس
فازت شركة “بوينج” بطلبية قياسية من شركة “رايان إير هولدينغز” (Ryanair Holdings Plc)، وهي إحدى أبرز عملائها، التي وافقت على شراء 300 طائرة من كبريات الطائرات التي تصنعها الشركة الأمريكية من طراز “737 ماكس”، فيما يعد رهاناً على تعافي السفر بعد الجائحة.
قالت كلٌ من “بوينج” و”رايان إير” في بيان لهما يوم الثلاثاء إن قيمة الطلبية تبلغ 40 مليار دولار، على الرغم من أن العملاء عادة ما يحصلون على خصومات كبيرة على الصفقات الضخمة.
قفزت أسهم “بوينج” بنسبة 2.3% في تعاملات ما قبل السوق بالولايات المتحدة، فيما صعدت أسهم “ريان إير” 1.3% في دبلن.
تمثل صفقة الشراء الضخمة لأكبر طراز “737” من “بوينغ” شهادة مهمة من أحد العملاء الأكثر ولاءً للشركة المصنّعة الأميركية، إذ تسلط الضوء على مدى استعداد شركات الطيران للإنفاق بسخاء على تحديث أساطيلها مجدداً مع عودة الرحلات الجوية.
تعد “ريان إير” أكبر مشترٍ من “بوينج” في أوروبا، حيث بنت أسطولها من طائرات الرحلات القصيرة بالكامل من هذا الطراز القادر على أداء المهام الشاقة. وكان مايكل أوليري، الرئيس التنفيذي للشركة، قد صرح في أواخر مارس أن شركة الطيران استأنفت المحادثات مع “بوينج” لشراء ما يصل إلى 200 طائرة ضيقة البدن، مع احتمال تسليمها خلال الفترة بين 2027 و2031.
أدى إغلاق بعض شركات الطيران الأوروبية خلال فترة انتشار فيروس “كوفيد” وتقليص النشاط لدى شركات أخرى إلى إتاحة فرص أمام شركة “ريان إير”.
وأشار أوليري إلى فرص التوسع الكبيرة أمام “رايان إير” من النمو في إيطاليا، حيث أصبحت شركة “آي تي إيه” (ITA) الأصغر حجماً خليفة شركة “أليطاليا” (Alitalia)، وفي البرتغال حيث يجري حالياً عرض شركة “تاب” (TAP) الحكومية للبيع، وفي أيرلندا وإسبانيا، حيث تشهد شركات الطيران تباطؤاً في استعادة طاقتها.
تعد شركة الطيران منخفض التكلفة من بين الشركات التي توقعت زيادة في الحجوزات خلال موسم الصيف، لا سيما على المسارات ذات المسافات القصيرة إلى وجهات مشمسة مثل إسبانيا أو إيطاليا. في الأسبوع الماضي، رفعت شركة الخطوط الجوية البريطانية “آي إيه جي” (IAG SA) توقعاتها للعام الماضي.
تعد “ريان إير” من بين شركات الطيران التي تعمل على توسيع أساطيلها، بعد تعديل ميزانياتها العمومية وسداد القروض الحكومية.
قالت شركة “دويتشه لوفتهانزا” (Deutsche Lufthansa AG) في مارس الماضي إنها ستشتري 22 طائرة جديدة عريضة البدن من “إيرباص” و”بوينج” في صفقة تبلغ قيمتها 7.5 مليار دولار وفق السعر المعلن.
قبل ذلك بشهر، أعلنت شركة “إير إنديا” (.Air India Ltd) عن طلبية لشراء 470 طائرة من الشركتين المصنعتين في أكبر صفقة شراء في تاريخ الطيران التجاري حتى الآن.
كذلك، لم تفلت الطائرة من طراز “737 ماكس 10” هي الأخرى من العراقيل.
بعد فترة من التأخير الطويل، تتوقع “بوينج” الآن أن تبدأ إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية خطوات اعتماد الطائرة هذا العام، وأن يتم أول تسليم لها في عام 2024. كان المشرعون الأميركيون قد أقروا في ديسمبر الماضي صفقة لإعفاء الطرازين “ماكس 7″ و”ماكس 10” غير المعتمدين من الاشتراطات الجديدة بشأن قمرة القيادة التي كان من المقرر سريانها في بداية عام 2023 وكان من المحتمل أن تتسبب في مزيد من التأخير.
تشمل شركات الطيران التي التزمت بشراء “737 ماكس 10″، كلاً من “دلتا إيرلاينز” (.Delta Air Lines Inc) و”يونايتد إيرلاينز هولدينغز” (.United Airlines Holdings Inc)، و”آي إيه جي”. يعد هذا الطراز، الذي لا يزال بانتظار المُصادقة عليه، منافساً للطراز الأكثر مبيعاً “إيه 321 نيو” من “إيرباص”، في الوقت الذي تتحول فيه شركات الطيران بشكل متزايد إلى الطرز الأكبر حجماً من الطائرات ضيقة البدن الأكثر انتشاراً.
كانت “ريان إير” قد سبق لها أن عززت طلبيتها من الطراز “737 ماكس 8” من خلال تجهيزات خاصة عالية الكثافة، ليصل إجمالي الطلبية إلى 210 طائرات. تسلمت الشركة بالفعل حوالي 100 طائرة ركاب من هذا الطراز.
واستمرت شركة الطيران في طلبياتها من الطائرات الأكبر بهدف زيادة سعتها من المقاعد، بدءاً من الطائرة “737-800” بسعة 189 مقعداً، إلى الطراز “ماكس 200” بسعة 197 مقعداً، إلى طراز “ماكس 10” الذي سيضم 230 مقعداً.
كان أوليري قد زعم في يناير الماضي أنه من خلال زيادة السعة من المقاعد للطراز “737 ماكس 8″، الذي يُطلق عليه أيضاً “8200”، يصبح هناك فارق في التكلفة آخذ في الاتساع بين “ريان إير” وشركات الطيران الأوروبية الأخرى. والآن، فإن الطراز “ماكس 10” يمنحه قوة أكبر.
يعمل أوليري على توسيع أسطول شركته حيث يسعى إلى زيادة حركة الطيران لديها إلى 225 مليون مسافر خلال السنوات الأربع المقبلة.