[ الصفحة الأولى ]سفر وطيران

السياحة العلاجية فرصة لزيادة النقد الأجنبي بـ2 مليار دولار

تنتشر مواقع السياحة العلاجية والاستشفاء البيئي في أنحاء مصر، ورغم ما تنفرد به من مقومات طبيعية تضيف إلى ميزتها التنافسية، بوجود أماكن للسياحة العلاجية، تحظى بدراسات وأبحاث وثقت ونشرت نتائجها فى المحافل والهيئات العلمية والطبية الدولية، لكنها كنوز غير مستغلة ولا يوجد اهتمام بها.

ومن جانبه قال أحمد صبري الرئيس التنفيذي لإحدى القرى السياحية الخاصة بالاستشفاء البيئي بمدينة سفاجا، إن مصر حباها الله بموقع جغرافي فريد، فهي تطل على البحرين، الأحمر والأبيض المتوسط، ومن أبرز الأماكن التي تهتم بالسياحة العلاجية، منطقة سفاجا بمحافظة البحر الأحمر، ومدينة سيوة بمحافظة مطروح

سياحة الاستشفاء البيئي

ويبدأ موسم سياحة الاستشفاء البيئي مع أول شهر مايو ويستمر حتى نهاية شهر سبتمبر، حيث تشتهر مدينة سفاجا بعلاج الصدفية، والروماتويد بالرمال السوداء

وأضاف صبري، أن السياحة العلاجية في منطقة سيوة تعتمد على الحرارة والدفن في الرمال، وفي منطقة سفاجا تعتمد على الشاطئ والجو، ودرجة ملوحة مياه البحر

                                                                                                  أحمد صبري

 

وبالرغم من الميزة التنافسية التي تتمتع بها مصر في السياحة العلاجية والاستشفاء البيئي، بجانب السياحة الثقافية وسياحة الترفيه والشواطئ، لكنها كنز غير مستغل وأرقام السائحين القادمين للعلاج هزيلة، وفقًا لصبري، حيث بلغ إجمالي عدد القادمين بغرض السياحة العلاجية حوالي 3800 سائح في عام 2022، وهذا الرقم لا يتناسب مع الإمكانيات التي تتمتع بها مصر، مشيرًا إلى أنه إذا تم الاهتمام بالسياحة العلاجية والترويج لها بشكل جيد يمكننا الوصول إلى 3 ملايين سائح خلال 3 سنوات وتحقيق دخل من السياحة العلاجية حوالي 2 مليار دولار

الأمراض الجلدية

وأشار إلى أن الدخل القومي من السياحة العلاجية أربعة أضعاف السياحة العادية، حيث إن السائح القادم بغرض السياحة العلاجية، للأمراض الجلدية (الصدفية والروماتويد) تتراوح فترة إقامته ما بين 15 و45 يومًا، وهي فترة إقامة عالية مقارنة بمدة تتراوح بين 7 و9 ليالي، إقامة السائحين القادمين للترفية وسياحة الشواطئ أو السياحة الثقافية

وأوضح أحمد صبري أن خطة وزارة السياحة للوصول إلى 30 مليون سائح، تتطلب وجود 500 ألف غرفة، والطاقة الفندقية الحالية تبلغ 206 آلاف غرفة على مستوى محافظات الجمهورية، لذلك نحن في حاجة إلى زيادة هذا العدد

وذكر أنه بالرغم من وجود 50 مليون مريض صدفية في دول أمريكا والهند والصين وكندا، لكن ارتفاع تكلفة الطيران تقف عائقًا أمام استهداف سائحي هذه الدول، لذلك يتم العمل على جذب السائحين من دول الخليج العربي (السعودية والإمارات والكويت) وألمانيا وفرنسا وبولندا، وروسيا، وأوكرانيا

علاج الصدفية

أوضح الدكتور هاني الناظر أستاذ الأمراض الجلدية، رئيس المركز القومى للبحوث سابقًا، أن محافظة البحر الأحمر، من أقدم مناطق السياحة العلاجية في مصر، وفي أول التسعينيات، وجد بعض النزلاء الألمان بقرية ميناڤيل، بمنطقة سفاجا، الذين يعانون من مرض الصدفية ويقومون بالغطس تحسنًا كبيرًا، ومن هذا التوقيت بدأت خطوات البحث العلمي، وفي عام 1994 تم اعتماد وتوثيق ونشر النتائج فى المحافل والهيئات العلمية والطبية الدولية، والتي تضمنت نسبة نجاح 85٪ في علاج الصدفية، مشيرًا إلى أن محافظة أسوان توجد بها الرمال السوداء لعلاج الروماتويد وذلك مثبت من خلال دراسة علمية مقننة

                                                                                       د.هاني الناظر

 

وقال الناظر ، إن عدد الأوروبيين الذين يعانون من مرض الصدفية يتراوح بين 25 و27 مليون مريضًا، منهم 4.5 مليون في ألمانيا، ويرجع ذلك إلى نقص أشعة الشمس، مشيرًا إلى أن ما بين 8 و10٪ من سكان دولتي السويد النرويج يعانون أيضًا من الصدفية، وفي مصر ما يتراوح بين 1.2 إلى 1.5 مليون مريض صدفية والسعودية حوالي 58 ألفا، والكويت 18 ألفا والإمارات 12 ألف مريض

وأوضح أنه بالرغم من توافر الشمس والمياه في محافظات ومدن مثل الإسكندرية والغردقة لكن لا تتوافر بهما مقومات السياحة العلاجية على غرار منطقة سفاجا، نظرًا لأن بحر سفاجا يحتوي على نسبة ملوحة 48 ألف جزء في المليون مقارنة بـ30 ألف جزء في المليون في الغردقة و16 ألف جزء في المليون في البحر الأبيض المتوسط، وأرجع ذلك إلى أن خليج سفاجا هو خليج مغلق، ونتيجة ضعف التيار المائي بسبب وجود جزيرة يوتوبيا ومجموعة الجزر يكون تركيز الملح عالي بعكس البحر المفتوح يكون التيار المائي قوي وبالتالي يقل تركيز الملوحة

الأشعة فوق البنفسجية

وبالنسبة لارتفاع الأشعة فوق البنفسجية في منطقة سفاجا عن أي منطقة أخرى قال الناظر إن اتخاذ الجبل في هذه المنطقة شكل “حدوة الحصان” مع ارتفاعه، يكون حائط صد طبيعي ضد الرياح، المحملة بالأتربة (الشوائب العالقة)، وهذا يؤدي إلى نقاء الجو وارتفاع كمية الأشعة فوق البنفسجية

وأوضح رئيس المركز القومي للبحوث سابقا، أن السائح القادم للعلاج من مرض الصدفية، تتطلب فترة علاجه شهر، وهذه المدة لا يمكن أن يمكثها بمفرده، وهذا يعني وجود أفراد الأسرة معه، وبالتالي ارتفاع الأعداد السياحية، بالإضافة إلى أن هذه الفترة يمكن استغلالها بتوفير برامج سياحية تشمل زيارة للمقاصد السياحية الأخرى مثل الغردقة والأقصر، كل هذا يصل بنا إلى تحقيق دخل قومي “خيالي” على حد تعبيره من السياحة العلاجية يعادل 3 أضعاف السياحة العادية

وأشار إلى أن السياحة العلاجية تنقسم إلى الاستشفاء البيئي والعلاج الطبي، وفي حالة الاستشفاء البيئي فإن التكلفة تكون صفرية، حيث لا تتطلب سوى البحر والشمس والرمال فقط، بعكس العلاج الطبي الذي يستخدم أجهزة متعددة حسب الحالة

السياحة العلاجية

وأكد ضرورة اهتمام الدولة بالسياحة العلاجية خصوصًا وأن هذا الوقت هو المناسب لها، لافتًا إلى أنها مفتاح الحل في فترة الأزمات، ففي عام 1994، عندما كانت أزمة الخليج كان لا يوجد أي سائح في القرى السياحية باستثناء المريض، وفي عام 1997 ضربت السياحة في مصر بسبب حادثة الدير البحري، باستثناء السياحة العلاجية، مشيرًا إلى أنها “بتاعة الأزمات” على حد قوله لأن السائح العادي يمكن إلغاء سفره لكن القادم للعلاج لا يمكنه ذلك

وذكر أن دخل الأردن من السياحة العلاجية فقط من البحر الميت في علاج الصدفية، 3 مليارات دولار عام 2022.

                                                                                        السياحة العلاجية

 

وعند مقارنة بين مصر والأردن في السياحة العلاجية للصدفية، فإن البحر الميت في الأردن منخفض عن سطح البحر بحوالي 400 متر، وبالتالي يكون الضغط عالي، لذلك يوجد تحذير في الأردن لمرضى الصدفية الذين يعانون من أمراض الضغط المرتفع والقلب والتصلب في الشرايين من القدوم للعلاج.

أما في مصر فنحن في مستوى سطح البحر، وبالنسبة لعدد ساعات سطوع الشمس في مصر 12 شهرا، أما الأردن فإنه ابتداء من شهر أكتوبر وحتى شهر أبريل عبارة عن سحب

وفي الأردن فإن الملوحة ووجود عنصر البروم بنسبة عالية، والذي لا يتحمل معه مريض الصدفية الذي يعاني من التشققات النزول في المياه، بعكس مصر التي تتمتع بملوحة مرتفعه وعدم وجود عنصر البروم

وعن العامل النفسي الذي يكون المريض بحاجة إليه خلال فترة العلاج، أوضح أنه في الأردن لا يوجد سوى جبل مرتفع وبحر ميت بدون زرع أو أي شيء، بعكس مصر المريض يقوم بجلسات علاجه في الفترة الصباحية وباقي يومه يمكنه القيام بأنشطة أخرى مثل الغطس والاستمتاع بالشعب المرجانية

وأخيرًا لفت إلى ارتفاع أسعار الإقامة في الأردن والتي تبلغ 80 دولارا لليلة مقارنة بمصر.

                                                                                                     السياحة العلاجية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى