[ الصفحة الأولى ]أخبار

وزيرة البيئة: من المنطقة الخضراء COP27 إلى دبي COP28

ياسمين الصاوي

أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة والمنسق الوزارى ومبعوث مؤتمر المناخ على أن مشوار استضافة الدولة المصرية لمؤتمر المناخ COP27 لم يكن سهلا، مشددة على أن الوصول للقمة سهل وما يصعب هو البقاء فيها، مشيرة أنها بدأت العمل فى وزارة البيئة من خلال ملف التعاون الدولي والعمل على تصميم المشروعات البيئية، قائلة أنه منذ تكليفي بالوزارة تم العمل والسعي على التغيير فى الواقع المصري، لافتة النظر إلى أن معايير النجاح لديها أن يتحدث كل مصري ومصرية بلغة البيئة، وتحرك المجتمع ككتلة واحدة عند حدوث مشاكل بيئية.

جاء ذلك خلال احتفالية تكريم هيئة الشبان العالمية للدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة تقديرا لدورها الرائد فى إنجاح مؤتمر المناخ الذى عقد بمدينة شرم الشيخ والإنجازات التي تحققت خلال المؤتمر لصالح مصر والنتائج المشهود بها عالميا ومحليا، بحضور السفير أحمد الفضالى رئيس هيئة الشبان العالمية، والدكتور مصطفى الفقي المفكر السياسي الكبير، والدكتور عمرو حلمي وزير الصحة الأسبق وعدد من أعضاء مجلس النواب وممثلى الوزارات وخبراء البيئة والفنانين والإعلاميين.

وأكدت وزيرة البيئة على أنه منذ دخولها وزارة البيئة عام 1997 وكانت تفتخر دائما بالعمل داخل جهاز شئون البيئة حيث العائلة الصغيرة التى آمنت بالعمل معها، مبدية عن بحثها الدائم على العمل بنوع من الشغف والعمل فى مجال غير تقليدي، موجهة الشكر والتقدير لوالدتها الكاتبة الكبيرة الاستاذة ناهد المنشاوى قائلة “كانت تقف خلفى دائما وسندي الحقيقي وبدونها لم أكن أستطيع أن أصل إلى ما وصلت إليه اليوم من دعم فى المجال الدراسي والعملي، وكانت الأم القدوة والمثال الحقيقي”.

وأضافت وزيرة البيئة أنه كان على رأس أولويتها عند توليها وزارة البيئة هو وضع ملف البيئة على أجندة القيادة السياسية، مؤكدة على ذلك النجاح فى ذلك بحضور فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجهورية مؤتمر التنوع البيولوجي عام 2018 وكان مثالا للعالم أجمع وتحقيقا لحلم كل بيئي أن تكون القضية على أجندة القيادة السياسية، كما تم العمل مع الشباب وفتح ملفات ليس لها علاقة بالتلوث فقط، حيث من الطبيعي العمل على الحفاظ على الموارد الطبيعية.

وتابعت وزيرة البيئة أن الرحلة بدأت عام ١٩٩٧ ولكن النقطة الفارقة كانت عند استضافة مصر مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي عام ٢٠١٨ ، مؤكدة أن تغير المناخ والتصحر والتنوع البيولوجى يمثلون أقدم ثلاث اتفاقيات بيئية وأن فكرة الربط بينهم نبعت عن الدكتور مصطفى كمال طلبة العالم المصري الجليل حيث كان أنذاك المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة وعمل رئيسا لأكاديمية البحث العلمي وقالت ” لقد شرفت بالعمل معه على مدار 8 سنوات وتعلمت منه الكثير”.

وأضافت وزيرة البيئة أن إستضافة مصر لمؤتمر المناخ كان نيابة عن القارة الإفريقية لم يكن الدور على مصر عند البدء فى استضافة المؤتمر ، مشيرة أن فكرة الإستضافة بدأت من السفير محمد خليل مستشار وزيرة البيئة للاتفاقيات الدولية فى ذلك الوقت، حيث تمت المشوارات لعملية التقديم وتم عرض مذكرة على مجلس الوزراء وإعتمادها، مشيرة أن مصر كانت الدولة الوحيدة التى قررت التقدم لاستضافة المؤتمر نيابة عن القارة، كما تقدمت دولة أخري فى اللحظات الأخيرة، مضيفية أنه مع وزارة الخارجية والدعم الدبلوماسي غير المسبوق تم العمل على حشد الأصوات لتجنب حدوث تنافس داخل الاتحاد الإفريقى ، حيث عمل فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى عندما ترأس لجنة رؤساء دول وحكومات أفريقيا لتغير المناخ عام 2015 على أن القارة الأفريقية تتحدث بصوت واحد، وأن يكون اختيار المجموعة الأفريقية لدولة واحدة، مشيرة إلى أنه نجحنا عن طريق الدبولوماسية المصرية فى ترشيح الإتحاد الأفريقي للدولة المصرية لملف استضافة المؤتمر.

وتابعت وزيرة البيئة أنه مع وقوع الإختيار والتصويت على إستضافة الدولة المصرية للمؤتمر، بدأت معها خلية النحل فى العمل، مشيرة إلى اجتماع فخامة الرئيس والتكليف الذى صدر بتشكيل اللجنة العليا لتنظيم المؤتمر، مشيدة بدور كل فرد فيها وعلى رأسها دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، والدور الدبلوماسي لوزارة الخارجية بقيادة معالى الوزير سامح شكري، كما كانت اللجنة تجتمع اسبوعيا وكانت على قدر المسئولية.

مساحة المنطقة الزرقاء

وأضافت وزيرة البيئة أن المؤتمر شهد إقامة منطقتين أحدهما المنطقة الزرقاء والتى كانت تمثل الاجتماع الرسمي للحكومات والدول والقطاع الخاص ومنظمة الأمم المتحدة وتمثل أجندة المؤتمر، وهناك المنطقة الخضراء التى يمكن للدولة عرض المشروعات الخاصة بها من مجتمع مدني وشباب ومرأة ومجتمع محلى طبقا لرؤيتها فى تنفيذها والمساحة المخصصة لها، مشيرة إلى توجيهات فخامة الرئيس أن تصبح مدينة شرم الشيخ على أتم استعداد وجاهزية وإنشاء المنطقة الزرقاء على أعلى مستوي، إضافة إلى إنشاء المنطقة الخضراء لمشاركة المجتمع المدني والشباب والمرأة والقطاع الخاص والمجتمع المحلى والمشروعات الخاصة بهم، على أن تكون متلاصقة للمنطقة الزرقاء.

وأشارت وزيرة البيئة إلى مساحة المنطقة الزرقاء بمؤتمر جلاسكو بإنجلترا cop26 بلغت 7 الآف متر مربع، قابلها 18 ألف متر مربع بقمة شرم الشيخ، كما بلغت مساحة المنطقة الخضراء بجلاسكو 8 آلاف متر وكانت بعيدة عن منطقة إقامة المؤتمر، قابلها 20 ألف متر مربع بشرم الشيخ، مشيدة بدور الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ومحافظ جنوب سيناء خلال فترة الإعداد، مشيرة إلىء أن هناك 37 مشروع كان يتم العمل فيها بالتوازى ، كما تم دخول ما يفوق 15 ميجا طاقة جديدة ومتجددة، كما بلغ عدد الفنادق التى كانت تعمل بألوح الطاقة الشمسية 89 فندقا بشرم الشيخ من أصل 150 فندق خلال 7 شهور.

ملحمة كبيرة فى حب الوطن

وأشارت وزيرة البيئة أن فترة الإعداد للمؤتمر شهد المشاركة بـ 15 محور عمل، كل محور يعمل به 70 فرد من الوزارات المعنية فى كل مجال، قائلة “إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا” موجهة شكرها لله على النجاح الذى تحقق وأنها كانت عضوا بالحكومة فى ذلك التوقيت، مؤكدة على أن المؤتمر شهد دعما من الشباب والمجتمع المحلي وأهالي سيناء فى الوقوف معنا، ودعما من كل فئات المجتمع فنانين وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ والخبراء البيئين والجامعات وأطفال المدارس والقطاع الخاص ، والتى مثلت فيها ملحمة كبيرة فى حب الوطن.

وأضافت وزيرة البيئة أن تنفيذ مؤتمر المناخ COP27 حلم تم تحقيقه، وشهد مكاسب بلغت 12 مليار دولار لرابطة الطاقة والمياه والغذاء و150 مليون دولار لأفريقيا لمشروعات التكيف، كما تم العمل على إطلاق عدة مبادرات شملت الأمن الغذائي والمياه والطاقة والمرأة فى أفريقيا والسلام حول العالم، كما تم الخروج بصندوق الخسائر والأضرار والتى تم المطالبة به منذ 30 عاما من قبل الدول النامية لعدم تسببها فى الانبعاثات ودفع ثمنها، وهو ما مثل إنجازا تاريخيا لكل المشاركين على مدار هذه الاتفاقية منذ عام 1992.

المنطقة الخضراء كانت القلب النابض بالمؤتمر

وأكدت وزيرة البيئة أن المنطقة الخضراء كانت القلب النابض بالمؤتمر كما كانت معبرة عن صوت الإنسانية، وتم تصميم تلك المنطقة بأيادي شباب مصرية، ومشاركة مصرية خالصة من الشباب والقطاع المصرفي والقطاع الخاص ، كما شهدت المنطقة الخضراء مشاركة نفس الأيام الموضوعية للمنطقة الزرقاء والحديث عن نفس الموضوعات، وشهدت ترحيب وسعادة لكل المشاركين فيها والمترددين عليها.

وأعربت وزيرة البيئة عن سعادتها بحصول دولة الإمارات الشقيقة على المنطقة الخضراء للاستثمار فيها والعمل على أن تكون “من المنطقة الخضراء COP27 إلى دبي COP28 صوت الإنسانية يمتد”، مؤكدة على أن تلك الفكرة كان المراد توصيلها من هذا المؤتمر، مشددة أنه على قدر أهمية عملية التفاوض والجزء السياسي والتقني، ولكن كان الأهم أن تكون قضية تغيرالمناخ قضية إنسانية خاصة فى ظل ما نشهده هذه الأيام من نزوح لأشخاص وتهجيرها وزيادة معدلات الفقر ونقص المياه والغذاء والطاقة جراء تلك القضية، مؤكدة على أن ربط هذه القضية بالإنسانية كان شعار المؤتمر الذى حاولنا تجسيده.

وتابعت وزيرة البيئة على أن هذا المؤتمر كان للتنفيذ وكان من المهم ترجمة ما يقال داخل قاعات الاجتماعات، ورؤيته على أرض الواقع، مشيرة إلى إطلاع المشاركين فى المؤتمر على ما تم تنفيذه داخل مدينة شرم الشيخ، ومؤكدة على أن ذلك كان عمل الدولة المصرية بكل أجهزتها بمشاركة الشباب والأطفال، ومشاركة القطاع الخاص والمجتمع المدني والمرأة، مشيرة أن المؤتمر نجح بفضل وقوفنا يدا واحدة بدعم وتوجيهات ومتابعة من القيادة السياسية ودولة رئيس مجلس الوزراء، موجهة الشكر له على ما بذله خلال تلك الفترة، ومؤكدة على أن ذلك أقل ما يمكن تقديمه للدولة المصرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى