كتّاب وآراء

العنف ضد الأطفال في مواقع التواصل الاجتماعي

لقد باتت مواقع التواصل الاجتماعي جزءا أساسيا من حياة البشر، وخاصة الأطفال، حيث تشير التقديرات العالمية إلى أن ثلث مستخدمي الانترنت في العالم تقل أعمارهم عن سن الــ 18 عاما.

والواقع أن مواقع التواصل الاجتماعي إذا ما أحسن استخدامها، فهى وسيلة فعالة وناجحة مع الأطفال في إمكانية الوصول إلى المعلومات وتنمية المعرفة، والتعلم، ومنح الفرصة للتعبير عن عن الرأى، إضافة إلى إمكانية الإطلاع على تجارب وخبرات ومبادرات الأخرين، واكتساب الصداقات عبر العالم.

إلا أن الواقع الفعلي يشير إلى وجود مخاطر تحيق بالأطفال عند دخولهم عالم الانترنت،تلك المخاطر تعرضهم إلى الأذى والعنف، وكان هذا هو موضوع تقرير ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة بشأن العنف ضد الأطفال الدكتورة المغربية د.نجاة مجيد معلا للعام 2023، والذي من المقرر رفعه إلى مجلس حقوق الإنسان خلال الشهر القادم، بعد سلسلة من التحضيرات والمشاورات على مستوى العالم.

فالتقرير يؤكد تعرض الأطفال للمخاطر على شبكة الانترنت، خاصة ما يتعلق بقضية التنمر الالكتروني، هذا التنمر يحدث للأطفال وبين الأطفال ذاتهم، ويسبب أذى واساءة لهم، لذا فقد دعى التقرير كل الأطراف ذات العلاقة بتنشئة الطفلللتحرك من خلال حملات الوقاية والتوعية، وطالبت شركات التكنولوجيا الرقيمة ببذل الجهد لوضع ضوابط تضمن الحماية والسلامة والأمان للأطفال على الانترنت.

وأخيرا ركز التقرير العالمي على دور الأطفال في إيجاد ثقافة الأمان عبر الانترنت، فالتقرير اعتبر أن الأطفال جزءا رئيسيا من الحل، واقترحت في هذا السياق ضرورة تمكين الأطفال بالمعرفة والمهارات اللازمة للحفاظ على سلامتهم، وأن الحل ليس المنع بقدر ما هو الوصول إلى أقصى سياسات الحماية والأمان والسلامة للأطفال على الانترنت، لأن التكنولوجيا الرقمية هى المستقبل الذي يجب أن يتهيأ له الطفل.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى