نادية شلبي: أنقذوا السياحة في طابا ونويبع
فاطمة خليفة
حباها الله بطبيعة خلابة وهواء نقي ومناخ ولا أروع، إنها منطقة طابا -نويبع أجمل الأماكن السياحية بمصر بشهادة الجميع في الداخل والخارج، والتي تستحق أن تكون الأفضل سياحياً في مصر ولكن بفضل عوامل كثيرة أصبحت الأسوء سياحياً في مصر.
تتحدث المستثمرة نادية شلبي أحد خبراء الاستثمار والسياحة بمنطقة طابا -نويبع في حوارها معنا عن معاناة السياحة بمنطقة “طابا نويبع” لتناشد الجميع الاهتمام بهذه المنطقة المظلومة سياحياً وإعلامياً.
في البداية أعربت “شلبي” عن حزنها الشديد لما وصلت إليه منطقة طابا نويبع وقالت: إنه مشهد مؤسف أن ترى العديد من الفنادق المغلقة وفنادق آخرى لم يكتمل بنائها في واحدة من أجمل الأماكن التاريخية والسياحية في مصر، حيث أن المنطقة الآن خالية بنسبة كبيرة من السياح الخارجيين خاصة أن المطار مغلق وبالتالي لا يوجد وفود سياحية خارجية، ونحن نعمل فقط على بعض من السائحين المصريين أو الإسرائليين.
وأكملت “شلبي” السياحة في منطقة طابا ونويبع بطبيعتها سياحة موسمية في الصيف نعتمد على بعض السائحين الإسرائيليين بالإضافة إلى السياحة الداخلية من المصريين ولكن هذه للأسف أسعارها لا تغطي تكاليف الإقامة ولا نفقات الخدمات ولذلك المنطقة تحتاج إلى الكثير من الاهتمام وتسليط الضوء عليها لأنها تعاني من مشاكل عديدة من أهمها إغلاق المطار، وتهالك البنية التحتية.
سلسلة أحداث “طابا نويبع”
<<ما هي أبرز مشاكل منطقة “طابا نويبع”؟
>>عن المشاكل التي تعاني منها هذه المنطقة أوضحت “شلبي” : أن منطقة طابا نويبع مرت بظروف صعبة جداً وأحداث متعاقبة بدأت منذ عام 2004 عندما وقع حادث فندق طابا مما تسبب في توقف السياحة بشكل كلي لعدة سنوات، وما إن تعافينا من تبعات الحادث وبدأت السياحة تزهر بشكل كبير في المنطقة مرة آخرى حتى قامت ثورة 2011 والتي عطلت السياحة في مصر وليس بمنطقة طابا نويبع فقط، وجاءت من بعدها السيول في 2014 والتي تسببت في ضرب البنية التحتية للمنطقة وتسببت في غلق العديد من الفنادق ومنها من هو مغلق حتى الآن، وأنا شخصيا ظللت أكثر من عام أعمل على إزالة آثار هذه السيول، وظلت الآحداث تتوالى على المنطقة بشكل متكرر فبعد التعافي من السيول وإعادة تنظيم أنفسنا مرة آخرى بالمنطقة جاء حادث الطيارة الروسية التي سقطت بالمنطقة وهذا الأمر أثر بشكل كبير علينا حيث أن منطقة طابا نويبع كانت من أكثر المناطق التي تكتظ بالسياح الروس الذي انقطعوا بعد هذا الحادث. وللعلم السياحة هنا كانت منتعشة جداً قبل أحداث ثورة 2011 والسائحين الروس كانوا يأتون بأعداد هائلة للمنطقة.
وأكملت “شلبي” : القطاع السياحي عندما يتوقف لسببٍ ما أو حدثٍ ما؛ الأمر هنا ربما يأخذ عدة سنوات للتعافي والعودة مرة آخرى حتي بعد انتهاء السبب أو الحدث، وهذا ما حدث مع منطقة طابا نويبع فالمنطقة توالت عليها الأحداث التي ذكرتها والتي لم تسعفها لالتقاط الأنفاس والتعافي بشكل كامل، وكان آخرها الكورونا التي أوقفت السياحة في العالم أجمع، واستمر الإغلاق لمدة عامين، وبالتالي السياحة عندما تتوقف تتوقف البنوك عن الاستثمار بها.
معاناة شخصية مع القوانين
<<هل كان هناك دعم من المسؤولين؟
>>استطردت “شلبي” عن مشاكل السياحة هنا مع قانون الضرائب العقارية الذي صدر في 2013 وطبق بآثر رجعي في 2020، مما تسبب في عبء مالي كبير علينا، وهنا طالبنا التفاوض لعدم قدرتنا على دفع هذه المبالغ الكبيرة التي بالفعل لم تكن متوفرة لدينا خاصة أننا كنا متوقفين في فترة الكورونا عن العمل وبالفعل آتت لجنة إلى المنطقة لتبحث معنا الأوضاع ولكنها رفعت الضريبة فقط عن الفنادق التي تضررت من آثار السيول ولم يستطع أصحابها إصلاحها، ولم ترفع عني لأنني قمت بإصلاح فندقي، وللأسف لم تراعي اللجنة أنني قمت بإصلاح هذا الفندق بعد معاناة مالية كبيرة أصابتني بالديون، مع العلم أنه كان يتوجب إعفاء الجميع لأننا جمعنا كنا نعاني من توقف السياحة، كذلك بالنسبة لفواتير الكهرباء والمياه وغيرها فقد تراكمت هي الآخرى بفوائد كبيرة جداً لأننا توقفنا عن دفعها خلال فترة الكورونا.
طابا نويبع مظلومة إعلامياً
<<لماذا هذا لم يحدث في شرم الشيخ أو الغردقة؟
>قالت “شلبي” هناك تجاهل إعلامي كبير لهذه المنطقة على العكس مما يحدث من تفاعل واهتمام إعلامي بشرم الشيخ والغردقة، فالجميع في الإعلام يتحدث دائماً عن شرم الشيخ والغردقة في المقابل لا أحد يأتي على سيرة منطقة “طابا نويبع” ولا يوجد أي دعاية إعلامية لها حتى أنه ولفترة قريبة جداً لم تكن طابا متواجدة في نشرة الأرصاد الجوية.
جمعية مستثمري طابا
<<أين أنتم كمستثمرين وأصحاب فنادق من معاناة المنطقة؟
>>أوضحت “شلبي حديثها عن دورهم كمستثمرين وقالت: نحن أنشأنا جمعية باسم “مستثمري طابا نويبع” ومنذ سنوات عدة ونحن نقوم بالسعي لبحث هذه المشاكل والصعوبات مع المسؤولين والمعنيين ولم نترك أحد معني بالسياحة والاستثمار إلى ولجأنا له وبحثنا معه هذه المشاكل ولم نحصل سوى على وعود فقط. وفي الحقيقة رئيس الجمعية يبذل جهود كبيرة في هذا الشأن اتمنى أن تكلل بالنجاح.
في النهاية ناشدت “شلبي” المسؤولين والحكومة بدعم هذه المنطقة وأوضحت نحن لا نطالب بدعم مادي ولكننا نطالب بالدعم الإداري والقانوني سواء من تسهيل الإجراءات المالية ولو بتخفيف الفوائد المتراكمة علينا لكي نستطيع الاستمرار، وأن يتم إعادة فتح المطار لكي نستطيع استقبال سائحين من أوروبا، وكذلك أناشد الإعلام بالاهتمام بمنطقة طابا ونويبع وتسليط الضوء عليها.
وأضافت “شلبي” نأمل أن تكون الفترة القادمة أفضل خاصة أن هناك بوادر إيجابية بدأت تظهر ومنها الإصلاحات التي تتم الآن بالمطار مما قد يمهد لإعادة فتحه، وكذلك تغيير المسمى الجغرافي لمنطقة النقب المتواجد بها مطار طابا من منطقة تابعة لشمال سيناء إلى منطقة تابعة لجنوب سيناء، حيث كان الموقع الجغرافي لمطار طابا يظهر في محركات البحث بشمال سيناء وذلك كان يؤثر بشكل سلبي على الاقبال علينا، نظراً لأن الكثير يعتبر أن منطقة شمال سيناء منطقة مضطربة ويقع بها أحياناً بعض الحوادث الإرهابية، بينما منطقة جنوب سيناء أمنة تماماً وليس بها أي اضطرابات أو حوادث إرهابية، وبالتالي أصبحت منطقة النقب التي يقع بها المطار تابعة بأكملها لجنوب سيناء وهذه خطوة جيدة بالطبع.