[ الصفحة الأولى ]تقارير وحوارات

الفنادق الفضائية أحدث صيحات السياحة

 

فاطمة خليفة

الأزهر يجهز لمؤتمر كبير عن السياحة الفضائية
أمريكا تبني أول فندق فضائي في التاريخ
البحث عن الغاز الطبيعي على سطح القمر
مصر تتولى وكالة الفضاء الأفريقية
الفضاء هو أغلى ما تمتلكه الدول في العصر الحالي

وكأنهم فرغوا من إعمارالأرض فتوجهوا لإعمار الفضاء، هذا بالضبط ما تشعر به عند سماعك الأخبار التي تتحدث عن بناء فنادق فضائية للعيش في الفضاء. والتي أعلنت عنها شركة أوربيتال أسيمبلي الأمريكية في بيانها الصحفي عن إنشاء أول فندق فضائي في تاريخ العالم بسعة حوالي ٤٠٠ نزيل بمحطتي بايونير وفوييجر الفضائيتين، ويعلق معنا على هذا الخبر الدكتور أحمد عبد البر مدير مركز الأزهر للفلك وعلوم الفضاء بمجمع البحوث الإسلامية. في حوار خاص لـ “أخبار السياحة “ عن السياحة الفضائية ودور الأزهر في تطوير علوم الفضاء والذي يجهز لمؤتمر كبير بعنوان “الأبعاد العلمية للسياحة في الفضاء”.

سياحة الفضاء

في البداية يتحدث د أحمد عبد البر عن اتجهت الأنظار نحو غزو الفضاء نظراً لتطور الأدوات التكنولوجية التي يسرت عمليات الانتقال من وإلى الفضاء، بالإضافة إلى أن محطة الفضاء الدولية أصبحت مجهزة بإمكانيات عالية جدا تستطيع توفير الإقامة لمن يريد الذهاب إلى الفضاء لقضاء أجازة سياحية، ولكن هنا يجب مراعاة الناحية العلمية التي تقتضي أن يكون هذا الزائر السياحي لائق بدنياً وصحياً للبقاء في الفضاء مدة زمنية معينة. وهذا يؤكد أن الفضاء لم يعد بالعالم المستحيل وأصبح متاح للشخص العادي وليس لرائد الفضاء فقط، وهو تطور علمي يفتح باب أمل لتسهيل عملية غزو الفضاء والبحث عن بناء مستوطنات فضائية لجذب المزيد من الزائرين السياح وهو ما سيساهم في خفض تكاليف رحلات السياحة الفضائية.

كيف يمكنك الخروج في رحلة سياحية فضائية؟

تسابقت الشركات السياحية في الآونة الأخيرة للإعلان عن تنظيم الرحلات السياحية الفضائية من خلال مركبات الفضاء، وقد أعنت شركة “سبايس بيرسبيكتيف” مؤخرا عن دخولها عالم السياحة الفضائية من خلال تحضيرها لرحلة فضائية مستقبلا عبر كبسولتها الجديدة “نبتون” وقد وضعت الشركة تكلفة منخفضة للمشاركة في الرحلة مقارنة بالأسعار الأولية حيث بلغ سعر التذكرة حوالي 125 ألف دولار للفرد، والغريب أن اغلب التذاكر تم نفاذها بالرغم من عدم تحديد الموعد جديا نظرا للإقبال الكثيف من الاثرياء لخوض غمار هذه المغامرة الفريدة من نوعها بالإضافة إلى الخدمات شبه الفندقية التي ستقدمها الكبسولة لزوارها.

ويؤكد عبد البر: البعد السياحي للفضاء يتمثل في قضاء السائح وقتاً يستمتع بالمناظر الكونية مثل الشمس والقمر والكواكب ولمادة المظلمة بالفضاء، وستكون فترة الإقامة هي فترة إعاشة كاملة بما يشبه الإقامة الفندقية، وبالفعل استطاعت هذه الشركات في جذب عدد كبير من الأثرياء فعلى سبيل المثال هناك أكثر من 16 خليجي حجزوا مقاعدهم برحلة الفضاء التي تجهزها وكالة الفضاء الأوروبية “ايسا”، وتكمن التكلفة الباهظة لرحلات السياحة الفضائية في التكلفة العالية لتأمين الغذاء ومعالجات الأشعة الكونية والخضوع لعمليات التأهيل البدني ليتناسب مع البيئة الفضائية، ولكن اعتقد أنه مع الوقت سيكون الأمر أقل سهولة وتكلفة تسمح لمزيد من الأشخاص عمل سياحة فضائية ولو لمدة ساعتين.

ما هي الفنادق الفضائية؟

مصطلح الفنادق الفندقية هو مصطلح مجازي تستخدمه الشركات في الدعاية للإشارة إلى قدرتها على توفير أقامة كاملة ورعاية كاملة مثل الفنادق الموجودة على الأرض، ويقصد بالفنادق الفضائية هنا الكبسولة التي تنقل السائح من الأرض إلى الفضاء والتي ستكون مجهزة بخدمات فندقية، ومحطة الفضاء ذاتها والتي ستوفر إقامة كاملة مثل الفنادق، والمقصود هنا هو توفير كل مقومات الراحة والترفيه لرحلة السياحية وليس المقصود بناء فندق بالمعنى المتعارف عليه، وبالتالي تكون الغرفة الفضائية التي سيقيم بها السائح الفضائي غرفة ذات خدمات فندقية عالية الجودة.


ويشير إلى أن السياحة الفضائية لها أيضاً بعد علمي فهي ستسهل علينا اكتشاف مقومات الحياة على الكواكب الآخرى مثل كوكب المريخ أقرب الكواكب تشابهاً مع كوكب الأرض وحالياً يتم عمل دراسات حول طبيعة الصحراء الغربية لتشابه تربتها الجيولوجية لكوكب المريخ، والزيارات الفضائية لم تعد فقط للتسابق العلمي ولكنها أيضا لها أبعاد اقتصادية عبر البحث عن الثروات المعدنية، فالدول اليوم تتسابق للوصول إلى الفضاء للسيطرة على الثروات المتوقع اكتشافها في عالمه، وهناك اليوم دراسة خطيرة تجرى اليوم للبحث حول حقيقة وجود غاز طبيعي أو بقايا نفط على سطح القمر، كما أن سهولة التنقل في الفضاء بين الكواكب سيقدم لنا المزيد من اكتشاف وتطوير أنظمة الاتصالات، ويرجع الفضل في ذلك للتقنيات الحديثة التي مكنت رائد الفضاء اليوم من التحرك بحرية وسهولة في الفضاء كأنه على الأرض فأصبحت بدلة الفضاء أقل حمولة وأكثر مرونة. والفضاء اليوم بات أغلى ما تمتلكه الدول حيث تستخدمه الدول في الهجوم والدفاع عن نفسها فهناك الكثير من الأسلحة الفضائية كالصاوريخ عابرة القارات والطائرات المسيرة بدون طيار جميعها تستخدم عبر الفضاء والفضاء اليوم لا غنى عنه سواء للتطوير المعرفي أو العلمي أو التكنولوجي.

كانت مصر من أوائل الدول العربية التي أعلنت إحدى شركاتها السياحية عن رحلة سياحية فضائية ومثلت تكاليف الرحلة صدمة للمتابعين إذ بلغ سعر التذكرة بحوالي ـ7,35 مليون جنيه مصري أي ما يعادل قيمته 467.5 ألف دولار أميركي، وبحسب ما نشرته اسكاي نيوز عربي عن أن الرحلة ستقلع عبر طائرة الفضاء التابعة لشركة فيرجين غالاكتيك الإنجليزية.

هل يمكننا أن نرى مصر على خريطة السياحة الفضائية؟

عبد البر: بالفعل مصر تهتم بدخول عالم الفضاء واليوم تجهز تلسكوب فضائي بملايين الدولارات لدخول عالم الفضاء السياحي والذي سيساهم في حماية مصر فضائياً، ومصر بالفعل تواكب التطور العلمي في كافة المجالات ومنها مجال علوم الفضاء والدليل على ذلك تدشين الرئيس عبد الفتاح السيسي وكالة الفضاء المصرية عام 2018م، وهذه الوكالة بالفعل تتعاون مع كل مؤسسات الدولة المعنية بعلوم الفلك والفضاء لدراسة الأبعاد النظرية والعلمية والشرعية لعلوم الفلك والفضاء في مصر، ومؤخراً أسند أيضاً إلى الرئيس السيسي رئاسة وكالة الفضاء الأفريقية التي أصبحت تابعة لوكالة الفضاء المصرية وهو ما يساهم في تعزيز استراتيجية التنمية المستدامة التي تأخذها مصر على عاتقها من خلال دخولها عالم الفضاء وكذلك عالم المناخ الذي تستضيف مصر مؤتمره العالمي القادم بشرم الشيخ، كل هذا التطور العلمي والاهتمام الكبير من قبل الدولة بالعلوم الحديثة ينعكس على أبناء الشعب، فعندما يكون لمصر قمر خاص بها وتلسكوب لمشاهدة عالم الفضاء سيحدث هذا طفرة كبيرة في دراسة علوم الفلك وسيسهل علينا تعليم الأطفال بالمدارس واطلاعهم على عالم الفضاء مثل تعريفهم بشكل القمر والكواكب بشكل حقيقي ومصور،

ما هو السر وراء هتمام الأزهر بالسياحة الفضائية؟

الأزهر يهتم بالبحث والتطوير لكل العلوم التي يمكنها أن تفيد الناس، ونحن اليوم في الأزهر نحضر إلى مؤتمر علمي يتناول الأبعاد العلمية للسياحة الفضائية، أما من الناحية الفقهية فالأزهر يقوم بدراسة الأبعاد الشرعية لإقامة في الفضاء حيث نسعى اليوم لتقديم الأحكام الفقهية التي تتعلق بإقامة المسلم في الفضاء مثل كيفية أداء الصلاة والتوجه للقبلة وكيفية الوضوء والاغتسال أو التيمم هناك خاصة في حالة المكوث مدة طويلة في الفضاء.

هذا يأخذنا إلى سؤال بديهي وشائع هل يمكننا اكتشاف حياة على كواكب آخرى غير كوكب الأرض وهل مثل هذه الاكتشافات تتعارض مع الإسلام وما جاء في القرآن من آيات تتحدث عن حقيقة الأرض.

بالفعل تم مؤخراً اكتشاف وجود كائنات دقيقة على كوكب المريخ وهو ما يرجح وجود مقومات للحياة على أرض هذا الكوكب، كما تم اكتشاف بعض الأشياء التي تدل على وجود استقرار على سطح القمر، وبالتالي الاكتشافات والأبحاث مستمرة وتشير المؤشرات الأولية أنه يمكن الحياة ولو لفترة قليلة من الزمن على سطح المريخ أو القمر من خلال آلية معينة أو تجهيزات معينة، واكتشاف الحياة بكواكب أخرى غير كوكب الأرض هو أمر ليس ببعيد ويمكن اكتشافه مع مرور السنين وهو لا يتعارض مع صحيح الدين ولا نصوص القرآن فالآيات القرآنية لم تحدد أماكن الإقامة البشرية بشكل قطعي، والقرآن الكريم يدعو إلى التفكر، والآيات القرانية تدعون إلى النظر إلى جميع الكواكب وليس كوكب الأرض فقط، ولا يمكننا أن ننكر أن أكثر من نصف القرآن الكريم يتحدث عن الإعجاز العلمي والآيات الكونية، ونهج الحياة في القرآن يقول ” وجعلنا من الماء كل شىء حي” ولذلك أينما وجد الماء في مكان وجدت الحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى