” القبوات”.. منطقة أثرية فريدة بالخارجة
مروة السيد
تمثل منطقة القبوات والتى يطلق عليها “البجوات”، بواحة الخارجة، من أهم الآثار المسيحية فى مصر .. وهى منطقة غنية بمجموعة كبيرة من القبوات والكنائس ويعشقها السياح العرب والأجانب وتحتاج إلى جهود مكثفة من الوزارات المعنية لاستغلالها والتسويق لها ، لأن السائحين لوعرفوا قيمتها وما تحويه لأقبلوا على زيارتها بأعداد تفوق الوضع الحالى بآلاف المرات ما سيكون له فوائد اقتصادية كبيرة على الدولة ، خاصة وأن الوادى الجديد بها المقومات اللازمة لاستقبال السياح ، سواء من الناحية الأمنية أو الفنادق والقرى السياحية إلى جانب البيئة الجميل والمناخ النقى والطبيعة الخلابة .
وفى جولة ” بوابة أخبار السياحة “ بمنطقة البجوات ، التقت مجموعة من العاملين بقطاع الآثار بالخارجة .. حيث يقول عبد العزيز خضر مدير عام منطقة الآثار بالخارجة وباريس ، بأن منطقه البحوث الأثرية تقع إلى الشمال من مدينة الخارجة على بعد 6 كيلو مترات تقريبا وعلى هضبة قليلة الارتفاع تسير مع منحدر جبل الطير ، وهذه المنطقه أقدم سجل لدراسة الآثار المسيحية فى مصر .. حيث تسجل آثارها فترة التحول من الديانة المصرية القديمة الى المسيحية ، وهى من أهم المواقع الأثريه القبطية ليس فى الوادى الجديد فقط وإنما على مستوى مصر لما تضمه من أنماط متعدده ومختلفه سواء في الفنون المعماريه والزخرفيه القبطية من حيث تنوع التخطيط وأسلوب البناء في تلك الانماط وتحتوي هذه الجبانه على 363 مزار منها 30 مزارا مهدما ولا يمكن تصنيفه والموجود والذي يمكن تصنيفه 233 مزارا .
أضاف أن هذه المزارات تضم ما يزيد على عشرة طرز معماريه جميعها في حاله جيده من الحفظ ، وتعطي هذه المزارات دليلا واضحا على مهارة المنشىء ومدى تحكمه وابداعه في التعامل مع ” المونة النية ” وإظهارها في لوحات معمارية فنيه غاية في الروعه والإبداع والتي تتجلى في العقود المختلفة الأنواع والقباب والقبوات والكرانيش وتيجان الأعمده وجميع العناصر الفنيه والمعماريه الموجوده على المزارات .
كما تعد جبال ” البجوات ” من اكثر وأهم آثار العصور المسيحية المبكرة .. حيث كانت تعتبر المدافن الرئيسيه للوحات الخارجه خلال قرون عديده و تعتبر حقلا غنيا لدراسة عماره الطوب اللبن وتحوذ هذه المنطقة على إعجاب الزائرين والمتخصصين في مجال الآثار .. ويوجد بها كثير من رسوم ” الفريسكو ” والتى يرجع تاريخها الى القرن الرابع والخامس الميلادى و تضم موضوعاتها قصصا من الكتب المقدسه من العهود القديمه والحديثه كما توجد على جدران المزارات مجموعه كبيره من النصوص القبطيه واليونانيه و” المخربشان ” العربية .
ويشير مدير الآثار ، أن من أشهر مزارات منطقه البجوات مزار كنيسة دار السلام الذي يرجع تاريخه الى نهايه القرن الخامس الميلادي والذي زينت قبته برسوم الفريسكو الجميله والتي اشتملت على موضوعات كثيره من الكتب المقدسه منها ادم وايفا ، قصه الذبح ،رمز السلام ، رمز البشاره ، رمز العداله ، النبي دانيال ، القديس بولا وتكلا ، مركب سيدنا نوح ، وجميع هذه الموضوعات ترمز الى السلام فسمى المزار بهذا الاسم مزار الخروج .. ونفذت الموضوعات بصوره شبه بدنيه وهو الىي كان دليلا على اقدمية هذا المزار واغلب موضوعاته المرسومه بالفريسكو مأخوذة من العهود القديمه وقليل منها من العهود الحديثه .. ومن هذه الموضوعات آدم وزيوا ، الغزوات السبع ، الفتيه الثلاثه في اتون النار ، مركب سيدنا نوح ، ابراهيم وعبده ، يونان والحوت ، ساره وهو تصلي ، قصه الذبح .. ومجموعة أخرى من الأنبياء والقديسين .
ويضيف مدير الآثار ، بأن أشهر الموضوعات بالبجوات موضوع خروج بنى اسرائيل من مصر و يتبعهم فرعون مصر والذى سمي المزار نظرا لوجود هذا الموضوع الزخرفى به .. مشيرا إلى منطقه البجوات تحتاج الى عدد كبير من البعثات المتخصصه لبحثها ودراستها حتى نستطيع النهوض بها وتطويرها والمحافظه عليها .
كما تعد المنطقة بحاله جيده وتحتاج الى سرعة اجراء الترميم المعمارى حتى نستطيع درء الخطوره عنها مع اجراء الصيانه اللازمة فى حينها .