استخدام «الفراعنة» أحد مشتقاته بالتحنيط.. كيف عرفوا البترول؟

استخدم الفراعنة مادة «القار» وهى إحدى المواد المستخلصة من النفط فى التحنيط، ويقول الدكتور محمود الحصري أستاذ الآثار بجامعة الوادي الجديد، في تصريحات لـ «بوابة الأهرام» إنه من المرجح أن المصريون القدماء عرفوا مادة «القار» فى العصور القديمة، مؤكدًا أن «القار» كان من المواد التى تستخدم فى التحنيط، ضمن مواد عديدة.
ويوضح الحصري، أن «القار» هو شكل كثيف ولزج للغاية من البترول الموجود في الرواسب الطبيعية، مضيفا أن المصريون القدماء اكتشفوا أن الصحراء المصرية والطبيعة مليئة بهذه المادة، لذا تم استخدام «القار» فى التحنيط، كما تم استخدامه فى الطب وكذلك فى الإنارة لقابليته للاشتعال.
وأكد الحصري، أن المؤرخ هيرودوت “أبو التاريخ” في القرن الخامس قبل الميلاد، ذكر أن هناك آبارا ينبع منها الزيت بالقرب من بابل في العراق، بل أن المؤرخين في القرن الأول قبل الميلاد ذكروا أن جزيرة صقلية بإيطاليا استخدموه في الإضاءة، وفي التواريخ الصينية واليابانية القديمة إشارات كثيرة أن غاز يخرج من باطن الأرض ويشتعل، كما ذكر الرحالة العرب تلك الآبار التى تشتعل فى العراق وغيرها، مما يعنى أن البترول كان قديما فى العالم.
كما أشار الرحالة ماركو باولو إلي منابع النفط في باكو، ويوضح الحصري أن المصريون القدماء برعوا فى التنقيب عن المعادن، لذا ليس من المستغرب أن يكونوا من أوائل الأمم الذين عرفوا «القار» إحدي مشتقات النفط، وأنهم قاموا بتوظيفه فى استخدامات متنوعة، ومنها التحنيط الذي يعتبر من أهم ألغاز الحضارة المصرية .
جدير بالذكر أن أول من اهتم بتقطير البترول فى عصرنا الحديث كما تشير الصحف والمجلات القديمة، هو رجل إنجليزي يُدعي جيمس بينج، وقد نال امتيازا في عام 1850م، واستخرج البترول من أمريكا عام 1859م، وقد قام في البداية باستخراج نحو 2000 برميل، ثم زاد علي ذلك.
