كتّاب وآراء

الفنون في مواجهة التطرف

جاء في إحدى الدراسات المنشورة عام 2009 وهي دراسة إجتماعية قام بها عدد من خبراء التربية وعلماء الاجتماع وكان الهدف هو مواجهة موجة العنف والتطرف التي حذرت منها بعض المراكز الأمنية ودراسات الشرق الأوسط ، وكما جاء باختصار أن التطرف لا يواجهه رجال الدين وهنا الحديث عن الأديان الثلاث ، فالتطرف الفكري، والديني صنيعة جماعات لهم أهداف وأغراض لا علاقة لهم بالدين أو بالعبادات لا من قريب ولا من بعي،  إستثمرا هولاء المخربون مشكلات الشباب وتم التأثير عليهم حتي وصل الحال الي ما نعرفه.

مليارات من الجنيهات تم إنفاقها علي التطرف وتقويته وتعظيمه في مواجهة الاعتدال ولتحقيق مأرب ومكاسب سياسية واقتصادية ، الفنون بكل مفرداتها وعناصرها تم التشكيك فيها ودخلت نقاش الحلال والحرام رغم أن الحلال بين والحرام بين ، وصارت النقاشات تمهيداً لتحقيق أهداف جماعات التطرف.

لماذا كانت البداية – الفنون – لأنها غذاء العقل والمنطق والفلسفة وعلم الاجتماع تم تهميشه بشكل واضح – الفنون التشكيلية والطرب الأصيل وتعليم الموسيقى كلها مفردات تجعل من الفرد يعيش في سلام، ومن يتعلم المزيكا أو يمارسها لا يميل الي العنف ولا الكراهية،  ومن يتعلم الرسم أو يمارسه يملك إحساساً كبيراً ولا يميل الي العنف.

قسوة القلب والروح لا يعرفها من يمارس الفنون بكافة أشكالها، محاربة الفنون بدأ في نشر السفه من قبل أشخاص لا علاقة لهم بالفن والترويج لهؤلاء المبتورين وجعل منهم نموذج القدوة للشباب، خلق أجيال ثقافتها العنف هو السبب في تراجع القيم الفنية، وازدهار الأفكار المتطرفة، والابتعاد عن التعلم والقراءة نتاج تغيير العقل الجمعي.

المجتمعات علي فترات طويلة أصبحت جاهزة لممارسة كل أشكال العنف، العودة لمدارس الفنون وتنميتها والاهتمام بها وتعليم الصغار المزيكا والرسم والغناء،  والتمثيل يفتح الباب أمام رفض العنف والفوضى التي يعيشها أجيال،  المسرح كان أبو الفنون عندما كان الجميع يهتم بها وكانت المجتمعات تعيش في سلام.

كانت الجرائم موجودة ولكنها لم تكن بالبشاعة التي نعيشها، لم تكن يوماً مجتمعاتنا منحرفة بالمعني اللفظي ولم تكن الفضائح ونشرها محل اهتمام ورعاية وسائل اعلامية كانت الثقافة مختلفة والوعي أيضا مختلف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى