“مصايف الغلابة” فى أسوان

عبدالراضي عبدالحميد
مع دخول فصل الصيف بحرارته الملتهبة في أسوان التي تصل في بعض الأحيان إلی نحو 49 درجة مئوية فى الظل، لا يجد البسطاء من أهل أسوان سوي اللجوء للاستحمام في بعض المناطق المعروفة بالنيل هربا من هذا الحر القائظ، فيما يلجأ البعض من المقتدرين إلی حمامات السباحة في الأندية، والطريف أن الاستعداد لفصل الصيف واستقبال المصيفين “النيليين” فى مدينة أسوان لا يقل بأي حال من الأحوال عن استعداد المصايف والمدن الساحلية المصرية لاستقبال ضيوفها، حيث تبرز شواطئ المغارة وبربر وكوبرى أسوان ومحبس الخزان “شيشة” بالشماسي والرمال الناعمة والكافيهات التي تقدم المأكولات والمشروبات للرواد، وهنا يطرح السؤال نفسه علی المسئولين عن توفير الحماية الكافية ووسائل الأمان والرقابة علی هذه المناطق قبل أن يقع المحظور.
ربما لا يعرف البعض الكثير عن شاطئ “بربر ” فى ظل تلاصقه مع قرية غرب سهيل النوبية السياحية الجميلة في أسوان التى أصبحت قبلة للسياحة الغربية والعربية والمصرية، فإذا كانت الإسكندرية هي عروس البحر المتوسط فإن شاطئ بربر يعد عروس مصايف الغلابة فى أسوان .
ومع الظروف الاقتصادية التي لا تتيح للأسر والعائلات تحمل تكاليف المصايف في الساحل الشمالى والإسكندرية وغيرها من مصايف مصر أو اشتراكات النوادى، يضطر الأسوانيون للجوء إلی شاطئ بربر شمال قرية غرب سهيل السياحية وساحل المغارة في قرية الأعقاب شمال مدينة أسوان وأحيانا يلجأون إلى أماكن متفرقة بالنيل سواء في غرب أسوان أو عند الكوبرى الملجم .
ويجمع شاطئ بربر مابين الرمال الصفراء الناعمة والخضرة والمياه الضحلة التي تعتبر غاية في الأمان لمن يرغب في السباحة، الأمر الذى حوله إلی مقصد سياحي مهم للسائحين، حيث يمكن التوجه لهذا الشاطئ من خلال عدة وسائل منها برية عن طريق غرب سهيل ثم ركوب الجمال من القرية للوصول إلى هناك، أو من خلال المراكب الشراعية واللنشات، أما شاطئ أو ساحل ” المغارة ” فهو الأقرب لكونه شاطئا ساحليا بالفعل، حيث يتميز بالمياه الضحلة والرمال الناعمة، ومن هنا يجذب المواطنين دائما بعدما اكتسب شهرة واسعة بين الأسوانيين .
يشير إبراهيم آبان من قرية نجع المحطة السياحية إلی أن هناك أسر كثيرة تعجز عن تدبير تكاليف المصايف في ظل هذا الغلاء والحالة الاقتصادية الصعبة، لذا ورغم خطورة ذلك فلا ملاذ لهم سوی النيل وشواطئه والذى نطالب بتوفير الحماية الكافية ووسائل الأمان والرقابة علی هذه المناطق قبل أن يقع المحظور وتوفير البدائل، .. ويواصل قائلا من المفروض أن تهتم وزارة الشباب بطبيعة أهل الجنوب، فالصيف في أسوان يمتد إلي 8 شهور علي الأقل، وهو ما يستلزم التوسع في إنشاء حمامات السباحة العامة، لأنه من غير المعقول أن لا يكون هناك حماما للسباحة متاحا للأسر البسيطة أو المتوسطة في مدينة بثقل أسوان السياحية ، باستثناء حمامات السباحة بنادى أسوان والإستاد الرياضى وناديى الشمس وأبو الريش .. وهی حمامات تقتصر علی أعضاء النوادى وتبالغ فى اشتراكاتها لغير الأعضاء .
ويقول عبد الرحمن شاوربيم ” بالمعاش ” إن مدينة أسوان تكاد تخلو من حمامات السباحة الشعبية التى هی في متناول البسطاء، حتی حمام السباحة التابع لمديرية الشباب والرياضة مغلق منذ 10 سنوات بحجة التطوير، ويضيف : فى أسوان أكثر من منطقة معدة السباحة في النيل، وهی مناطق معروفة للجميع، فهناك منطقة المغارة الشاطئية بقرية الأعقاب شمال المدينة، حيث يطلقون عليها مصيف الغلابة، خاصة وإنها تتميز بالرمال وانخفاض المنسوب، كما أن هناك جبل شيشة بالشلال وجزر أخري ببحيرة ناصر تحولت إلي كافيهات بالإضافة إلي عدد من الجزر فى قلب النيل .. وكذا شاطئ بربر وغرب سهيل .