أسرار اللغة القبطية من باريس
من العاصمة الفرنسية باريس، أطلق نيافة الحبر الجليل الأنبا مارك أسقف باريس وشمال فرنسا يوم السبت 28 مايو 2022 من مقر الايبارشية بضاحية درافي النسخة الثانية لمبادرة “تراثي المصري القبطي”تحت رعاية قداسة البابا تاوضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسيةحول موضوع “أسرار اللغة القبطية”.
وقد اتخذت المبادرة من مسار العائلة المقدسة رمزا لها ولهذا فالفعاليات دائما ستعقد في الفترة قرب الأول من يونيو والذي يمثل عيدا لدي الكنيسة القبطية ألا وهو «عيد دخول العائلة المقدسة إلى أرض مصر».
وقد شرف بالحضور سيادة السفير المصري علاء الدين يوسف وأعضاء السلك الدبلوماسي. كما حضر عمدة ضاحية درافي ووفد مرافق له، عدد من خبراء التراث من منظمة اليونسكو، ممثل سفير الفاتيكان في فرنسا، ممثل كنيسة أنطاكية ولفيف من الأساقفة والكهنة من مختلف الكنائس الشرقية والغربية والكنيسة الكاثوليكية الفرنسية، وكبار أساتذة علم المصريات وعلم القبطيات في فرنسا. وشارك ايضا بالحضور العديد من الشخصيات الممثلة للجمعيات الأهلية والمنظمات غير الحكومية المهتمة بالتراث والثقافة والفن في فرنسا.
وقد ذكرت الدكتورة كرســتين اســكندر مؤسسة ومسئولة المبادرة أن الحدث بدأ بالإعلان بأنه بعد مرور مائتي عام على فك رموز حجر رشيد علي أيدي جان فرانسوا شامبليون وبالأخص في 14 سبتمبر 1822 مازالت تبهر مصر الجميع وتكشف عن أسرارها.فعام 2022 يمثل احتفالية المئوية الثانية لهذا الاكتشاف، وأن هذا الحدث التاريخي ساهم في تأسيس علم المصريات وجاء دور اللغة القبطية محوري حيث انها أخر مراحل اللغة المصرية القديمة ولعبت دورا في عملية الاكتشاف حيث أدرك شامبليون أهميتها فسعي لتعلمها علي يد كاهن مصري، بل وكتب لأخيه ليعلن أنه يريد أن يتعلم القبطية كالفرنسية لأنها ستكون الأساس لفهم البرديات المصرية.
وقد ألقىالانبا مارك كلمة رحب فيها بضيوفه الأجلاء معلنا أن اللغة القبطية التي هي أخر مراحل اللغة المصرية القديمة، وتشهد على بقاء الحضارة المصرية مثلها مثل الآثار المصفوفة على ضفاف نهر النيل. واللغة القبطية الكثير من كلماتها مازالت مستخدمة في اللهجة المصرية لكل المصريين ولذا فهي تراث مصري ملك لكل المصريين.
كما تشرف الحدث بأن ألقي سيادة السفير المصري علاء الدين يوسف والمندوب الدائم لجمهورية مصر العربية لدي اليونسكو كلمة أعرب فيها عن امتنانه بوجوده ودعوته لهذا الحدث، كما أعلن الدعم الكامل لملف مسار العائلة المقدسة باليونسكو.
ثم أعطي الأب جوزيف استفانوس نبذة عن كتابات الآباء كأحد المصادر الموثوق بها في توثيق مسار العائلة المقدسة، ومن ضمن المصادر ذكر عدد من الميامرمن عدة قرون والتيمنها ما هو محفوظ الآن في المكتبة الوطنية بفرنسا. كما أوضح أن زيارة العائلة المقدسة لمصر لها أهمية خاصة في وجدان المصريين من خلال ثلاث زوايا – الدينية حيث تم ذكر مصر في الكتاب المقدس 584 مرة، الثقافية والسياحية.
ثم القت الأستاذة الدكتورة آن بودأورAnne Boud’hors أستاذة علم القبطيات الأولي بفرنسا،والمتحدثة الرئيسية بالحدث،ندوة عن البرديات القبطية قدمت فيها نماذج نادرة عن البرديات أثرت بها السادة الحضور. كما تحدثت عن أدوات العمل التي لجأ إليها شامبليون حيث إنه لم يكن لديه معرفة بهذه البرديات.
كما قدم الحدث مفاجأة للحضور تمثلت في القاء حوار كامل وبطلاقة باللغة القبطية أمام الجميع بقيادة الشباب المصري من الأجيال الحديثة والذي أثبت أن هذه اللغة مازالت موجودة في الحياة اليومية ومستخدمة من قبل الكثيرين من الشباب. كما توجت خلفية الحوار بعدد من البرديات المرسوم عليها بعض من الآيات باللغتين القبطية والفرنسية لتعلن التناغم الأصيل بين الفن المصري والقبطي في معرض مفتوح للزيارة لمدة أسبوعين من 29 مايو حتى 12 يونيو بمقر الإيبارشية.