اتفاقية «جمعية السينما» وجامعة «عفّت» بمهرجان أفلام السعودية
وقعت جمعية السينما، ضمن فعاليات سوق الإنتاج المصاحب لفعاليات مهرجان أفلام السعودية، اتفاقية تعاون مع جامعة عفّت، تصبّ في مصلحة دعم القطاع السينمائي وصناعة الأفلام.
وجاء توقيع الاتفاقية، التي مثّلها من الجمعية نائب الرئيس أحمد الملا، فيما مثل الجامعة رئيس مدرسة الفنون السينمائية الدكتور محمد غزالة، رغبة من الطرفين بالتوسّع في النشاط السينمائي، لا سيما في ظل افتتاح مدرسة الفنون السينمائية حديثا، وهي أحد مشاريع جامعة عفّت في تطوير هذا القطاع مع شركاء فاعلين.
وأكد رئيس مدرسة الفنون السينمائية الدكتور محمد أبو غزالة، أن اختيار إدارة الجامعة للشراكة مع جمعية السينما، “جاء إيماناً منها بما تمثله من أهمية لكافة العاملين في صناعة الأفلام في المملكة العربية السعودية، ودورها المتوقع في خدمة السينمائيين بمختلف مجالاتهم، سواء في الإخراج أو التمثيل أو الكتابة”.
وأشار أبو غزالة إلى أن جامعة عفت “هي أول جامعة سعودية تقدم شهادة البكالوريوس في الإخراج السينمائي، منذ عام 2013م، بالتعاون مع جامعة كاليفورنيا، وأضاف “بعد التطور الذي شهدته المملكة، تشجّعَ القائمون على إدارة الجامعة على عقد اتفاقيات تعاون مع جهات محلية، يعوّل على دورها الكبير والمؤثّر في مجال صناعة السينما، فوقع الاختيار على جمعية السينما لهذا التعاون، ولتبادل الخبرات، وتقديم مجموعة من الدورات والعروض، وتوفير مساحات للاجتماعات وورش العمل التي تنظمها الجمعية، ما يعني أن الجامعة مع مرافقها وطلبتها وهيئة التدريس فيها، ستكون مسخّرة جميعها لتحقيق أهداف الجمعية في المنطقة الغريبة على وجه التحديد”.
– “ماستر كلاس” في التعامل القانوني مع منصات البث
ومن بين الفعاليات التي قدمت كان ختام الندوات من خلال الماستر كلاس التي قدمها المحامي الألماني المختص في قانون الإعلام ماتي روكنبخ، والتي كانت مجدولة ضمن برنامج الندوات المصاحبة لفعاليات المهرجان، ناقشت موضوع (التعامل القانوني مع منصّات البثّ العالمية).
واستهدفت المحاضرة، التي انعقدت في مسرح إثراء، صنّاع الأفلام الطامحين إلى عرض أفلامهم وأعمالهم السينمائية على قنوات ومنصات البث العالمية، مثل (نيتفليكس)، (ديزني+)، (أو إس إن)، وغيرها، وذلك لمعرفة الجوانب القانونية المنظّمة التي تؤطر نشر هذه الأعمال، مستكشفا مع الحضور أبرز طرق التعامل مع هذه المنصات، معرجاً على مدى تأثيرها ودورها في إيصال أعمال المنتجين إلى شريحة عريضة من المتابعين والمشاهدين.
وأوضح روكنبخ، أن كثيراً من هذه المنصات أصبحت متواجدة في السوق السعودية، بينما سيتم فسح المجال لغيرها من المنصات التابعة لشركات أخرى قريباً جداً؛ لافتاً إلى أهمية الاستعداد لها والتحضير لاستقبالها، خصوصاً في وقت يشهد تطوراً ملحوظاً في صناعة السينما السعودية، والعمل لوضع أساس وخطة واضحة لازدهار ودعم هذا القطاع.
كما تحدث روكنبخ حول طرق وأساسيات تمويل الأفلام عالمياً، إضافة لطرق حصول المنتجين على الأموال من خلال تسويق أفلامهم وعن طرق معرفة وكتابة العقود التي يحتاجها المنتج للتعامل مع منصات البث، مستعرضاً أنواع الاتفاقيات والرخص ومجال تطويرها، إضافة لاتفاقيات الخدمات الإنتاجية، كأن تأتي منصة بث وتطلب عملاً محدّداً من منتج معين.
وقدم روكنبخ نصيحة للمنتجين، حيث قال:” اعرف حقوقك، واعرف أهمية وقيمة العمل الذي تقدمه لمنصة البث، وذلك بهدف وضع السعر المناسب للعمل”.
يذكر أن المهرجان، قدم على مسرح مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء”، 4 ندوات حول الصناعة السينمائية، تناولت مواضيع عدة منها السينما الشعرية والفيلم السعودي وغيرها من العناوين التي أثرت صنّاع الأفلام والمهتمين بهذا المجال.
– عروض أفلام اليوم السادس
وعن عروض أفلام اليوم السادس فقد تقسمت على 3 مجموعات، عرضت 8 أفلام كعرض أول، تنوعت ما بين الدراما والكوميديا والفنتازيا والوثائقي، وكان من بين تلك العروض مجموعة من الأفلام طرحت قضايا ومشكلات مختلفةً عالجها المخرجون من خلال زوايا متعددة ومنها:
فيلم (خلني ساكت) للمخرج صادق البهبهاني الذي قدم تجربة فريدة من خلال تصوير فيلم داخل فيلم، ليعتقد المشاهد أنه أمام حياة مثالية خالية من المشاكل والتعقيدات، ثم يكتشف في النهاية أنها مجرد تصوير لفيلم داخل الفيلم الأساسي ضمن قالب تتخلله المفارقات الكوميدية.
وفيلم (جلوريس) للمخرج زاهر زكي الذي يبث من خلاله رسالة مشفرة مفادها أن الغيب لا يحل المشاكل، ويعبر عن هذا من خلال شخصية العفريت جلوريس الذي يظهر لفتاة طموحة تبحث عن استقلاليتها وإثبات ذاتها لكنها تتعرض لبعض المشكلات التي يعجز ذلك العفريت الخامل عن حلها، بل وإنه يصبح عبءً على الفتاة.
وفي فيلم (الحذاء الذي يصغر كل يوم) تطرح المخرجة تقوى علي قضية طفل يخاف النوم ليلاً كي لا يصغر حذاؤه، فهو يخاف فقدانه، ومع تداعيات الفيلم يكبر خوف الطفل من فقد أشياء أخرى وحتى وأشخاصاً كأخيه وأمه.
أما عن فيلم (عز لمولانا السلطان) للمخرج عبدالعزيز آل سلطان فهو مقاومة السردية السائدة عن استسلام والي غرناطة، تسليمها من قبل الوالي أبي عبد الله محمد الصغير إلى الملك فرديناند الخامس بعد حصار خانق دام 9 أشهر، وأن الوالي وقف على أطلال المدينة وبجواره أمه التي قالت كلمتها الشهيرة: (ابك مثل النساء ملكا مُضاعا لم تحافظ عليه مثل الرجال).
وجاء فيلم (من ذاكرة الشمال) للمخرج عبد المحسن المطيري لينبش في فترة يعتبرها مهملة، وهي فترة حرب الخليج الثانية، وما نتج عنها من تداعيات على النواحي الاجتماعية في المناطق المتضررة.