تاريخ وحضارة

مسجد أبو الحجاج الأقصرى.. قبلة السائحين

رضوان سلام

يعد مسجد أبو الحجاج الأقصر واحدًا من أهم وأكبر المساجد التاريخية على مستوى جنوب الصعيد، فهو يمثل قبلة للمسلمين والعرب والأجانب الذين يزورون مدينة الأقصر، فقد أنشأه القطب الصوفى أبو الحجاج الأقصر عام640 هجرية عندما حضر إلى الأقصر قادما من المغرب، على ربوة عالية وسط معابد الأقصر ليمثل الدين الإسلامية والمسيحى معا، حيث يضم مسجدا وكنيسة وجامعة ويمثل رمزا للتسامح والسلام العالمى .

يقول الشيخ حسان محمود عرابى إمام المسجد ـ إن القطب الصوفى الورع أبو الحجاج الأقصرى انشغل بالعلم والزهد فى الدين ونشر الإسلام وتعليم محبيه ومريديه فى هذا المسجد الذى لايزال يمثل منارة دينية كبيرة فى الأقصر والعالم الإسلامى ويزوره الآلاف من محبى الشيخ من مختلف دول العالم الإسلامى، فضلا عن الوفود الأجنبية التى تحضر لزيارة المعالم الأثرية بالأقصر من شتى بقاع العالم، حيث تقام سنويا احتفالات كبيرة بذكرى مولد القطب الكبير بمسجده بالأقصر .

وأضاف أن مسجد أبو الحجاج له خصوصية تاريخية باعتبار أنه مسجدا أنشيء وسط الحضارات الإسلامية والقبطية والفرعونية، لذلك فهو يعتبر مزارا تاريخيا، ويمثل قيم التسامح الدينى، كما أنه يبعث برسالة سلام للعالم كله من أرض الكنانة، حيث تجد الكنيسة والمسجد والمعبد يجمعهم مكان واحد وهو ما يندر أن تجده فى أى مكان فى العالم .

وأوضح أنه نظرا لأهمية المسجد نستقبل بداخله الوفود الأجنبية، فضلا عن مختلف القنوات التلفزيونية من جميع أنحاء العالم من ألمانيا وفرنسا وانجلترا واليابان والصين وشتى بلاد العالم الإسلامى , حيث نشرح لهم أهمية المسجد ووسطية الإسلام، مما يجعل المسجد يتحول إلى ساحة للحوار، فهو يمثل الوسطية والاعتدال ومحاربة الفكر المتطرف .

وكشف عرابى عن قصة أبوالحجاج وحضوره للأقصر قادما من بغداد لنشر العلم والإسلام والدين السمح , وشروعه فى إنشاء المسجد فى تلك البقعة الحضارية، وكذا قصته مع سيدة الأقصر، قائلا : إنه كانت تعيش فى هذه المنطقة سيدة قبطية تدعى ” تريزة ” وهى أميرة الأقصر، وقيل أن أبو الحجاج أقام فى خيمة بجوار هذه السيدة وانشغل بالتقوى والورع وتعليم أهالى الأقصر العلم الدينى حتى اشتهر بحسن خلقه، مما جعل سيدة الأقصر تسعى للتعرف عليه حتى أسلمت على يديه، وقيل أنه تزوجها بعد أن اعتنقت الإسلام، وسمحت له ببناء المسجد بجوار الكنيسة على ربوة عالية وسط معبد الأقصر، حيث كان معظم أهالى الأقصر يدينون بالمسيحية، ولكن بسماحته أسلم على يديه الألاف ونشر الدعوة الإسلامية فى الأقصر.

ويقول عرابى إن هناك سائحا يابانى زار ضريح الشيخ وانخرط فى البكاء , وطلب مقابلة شيخ المسجد , وبعد أن استمع إلى أيات من الذكر الحكيم طلب أن يشهر إسلامه , حيث نطق الشهادتين وسط تهليل الأهالى والمحبين واخذ يتردد على المسجد حتى سافر , مؤكدا أن هناك حب من السياح لزيارة المسجد والانبهار بمكانته التاريخية حتى أن أعمدته أقيمت بأحجار فرعونية , كما أن المسجد محاط بالرسوم والنقوش الفرعونية ويبهر السياح والمحبين من مختلف دول العالم الغربى والإسلامى .

وأشار إلى أن أبوالحجاج الأقصرى يعد أحد تلاميذ القطب الصوفى عبد الرحيم القنائى، حيث يعد المسجد حاليا مزارا سياحيا وعالميا كبيرا لكل زوار الأقصر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى