إسماعيل ياسين من رحلة مُنادي سيارات إلى قمة الشهرة

تمر اليوم الذكري الـ 50 على وفاة الفنان إسماعيل ياسين ملك الضحك، والذي ترك وراءه تراثا كبيرا من الأعمال الفنية المتنوعة ما بين السينما والمسرح، وأيضًا فن المونولوج.
إسماعيل ياسين من محافظة السويس وانتقل إلى القاهرة، في بدايات الثلاثينيات لأنه كان يحلم أن يكون مطربًا ورغم محاولاته، لكنه لم ينجح في تحقيق هذا الحلم، لكنه لم يستسلم، وقرر الاستفادة من مواهبه في خفة دمه وقدرته علي الغناء وامتلاكه لصفات نجوم الاستعراض المسرحي فأصبح مونولوجستا وظل أحد روّاد هذا الفن على امتداد عشر سنوات من عام 1935- 1945 ثم عمل بالسينما وأُنتجت له أفلام باسمه بعد أن أنتجت أفلام باسم ليلى مراد.
لكن إسماعيل ياسين عاش حياة بها الكثير من الصعاب فتوفيت والدته وهو لا يزال طفلا يافعاً.
التحق إسماعيل بأحد الكتاتيب، ثم تابع في مدرسة ابتدائية حتى الصف الرابع الابتدائي، عندما أفلس محل الصاغة الخاص بوالده نتيجة لسوء إنفاقه ثم دخل والده السجن لتراكم الديون عليه، اضطر للعمل مناديا أمام محل لبيع الأقمشة، فقد كان عليه أن يتحمل مسئولية نفسه منذ صغره وهو الطفل الوحيد دون أشقاء، ثم اضطر إلى هجر المنزل خوفا من بطش زوجة أبيه ليعمل مناديا للسيارات بأحد المواقف بالسويس.
عندما بلغ من العمر 17 عاما اتجه إلى القاهرة في بداية الثلاثينات حيث عمل صبيا في أحد المقاهي بشارع محمد على وأقام بالفنادق الصغيرة الشعبية، ثم التحق بالعمل مع الأسطى “نوسة”، والتي كانت أشهر راقصات الأفراح الشعبية في ذلك الوقت، ولأنه لم يجد ما يكفيه من المال تركها ليعمل وكيلا في مكتب أحد المحامين للبحث عن لقمة العيش أولا.
ثم عاد يفكر مرة ثانية في تحقيق حلمه الفني فذهب إلى بديعة مصابني، بعد أن اكتشفه توأمه الفني وصديق عمره وشريك رحلة كفاحه الفنية المؤلف الكوميدي الكبير أبو السعود الإبياري والذي كوّن معه ثنائياً فنياً شهيراً وكان شريكاً له في ملهى بديعة مصابني ثم في السينما والمسرح.
ورغم النجاح الكبير جدا الذي حققه إسماعيل ياسين في مشواره الفني، إلا أن مسيرته الفنية تعثرت في العقد الأخير من حياته، فقد شهد عام 1961 انحسار الأضواء عنه تدريجيا؛ فبعد أن كان يقدم أكثر من عشرة أفلام في العام الواحد قدم فيلمين فقط ثم في الفترة من 1963 إلى 1965 لم يقدم سوي فيلمين هما (المجانين في نعيم) و(العقل والمال).
كما أنه مرض، ووجد تراكما من الضرائب عليه وأصبح بين عشيّة وضحاها مطاردا بالديون وحجز على العمارة التي بناها بكفاح عمره لتُباع أمام عينه ويخرج من رحلة كفاحه الطويلة خالي الوفاض فاضطر إلى حل فرقته المسرحية عام 1966 ثم سافر إلى لبنان وعمل في بعض الأفلام القصيرة منها وعمل مرة أخرى كمطرب للمنولوج ، وبينما كان الرئيس السادات يفكر في تكريمه فقد وافته المنية في 24 مايو 1972 إثر أزمة قلبية حادة قبل أن يستكمل تمثيل دوره الأخير والصغير في فيلم بطولة نور الشريف.
اليوم نحتفل بذكراه لنشير إلي الدور الكبير والثري الذي قدمه في فنون متنوعة مثل السينما والمسرح والمونولوج حبا في الفن.