تقارير وحوارات

رمضان في الأقصر.. عادات وطقوس متوارثة

 

رضوان سلام

عادات وطقوس “رمضانية” قديمة قدم الأجداد.. يتوارثها الأحفاد فى الأقصر، منها ما يرتبط باليوم الأول من الشهر الفضيل، حيث يجتمع الأهل والعائلات ويفطرون فى الدواوين وبمشاركة السائحين المقيمين بالأقصر .. وكذلك ما يستمر لنهاية شهر رمضان – وقبل جائحة كورونا – مثل إقامة موائد الرحمن فى القرى والنجوع وأيضا فى المستشفيات للمغتربين من أهالى المرضى من المحافظات البعيدة وتوزيع التمور والمشروبات على المارة .. وتنظيم ” الفطرة ” التى تجمع أهالى القرى طوال أيام الشهر الكريم .. وغيرها .. ” الأهرام المسائى ” رصد هذه الطقوس الرمضانية المتوارثة عند أهالى الأقصر .

يقول عبد الله إبراهيم الدسوقى ، من كبار العواقل ، أن الأقصر مازالت المدينة العريقة التى تحتفظ بالعادات والتقاليد التى توارثناها عن الأجداد ، منها الإفطار ” العائلى ” فى الدواوين، فى أول يوم رمضان .. حيث تقوم كل أسرة بإعداد مائدة يجلس عليها رب الأسرة مع أولاده وأحفاده كنوع من الترابط والمحبة ثم يصلون التراويح في الديوان ويبدأ توزيع الحلوى مع الشاى .. وتقوم كل أسرة بتجهيز مائدة من حلوى رمضان تكفى العائلة كلها وبالتناوب حتى نهاية الشهر الفضيل .

وأضاف أنه فى القرى يقوم أهل الخير بتجهيز إفطار جماعى ويدعون أهالى القرية والكل يكون ” معزوما ” من صاحب ” الدعوة ” فى أمسية رمضانية تسمى ” الفطرة ” ومازالت هذه العادة مستمرة .. ولفت ” الدسوقى ” إلى أنه من عادات رمضان أيضا إقامة موائد الرحمن فى المستشفيات للمغتربين من أهل المرضى من المحافظات البعيدة ، مشيرا إلى أنه مع جائحة كرونا يقوم أهل الخير بذبح الذبائح وإعداد ” كرتونة رمضان ” وتوزيعها على الفقراء .

ولفت فخر الدين حجاج من كبار العواقل ، إلي مشاركة السائحين المقيمين فى المدينة الأثرية أهل الأقصر فى موائد الرحمن – قبل جائحة كورونا – وغيرها من ” العادات ” .. مشيرا إلى أنه لا تخلو قرية ونجع من شاب متزوج من أجنبية .. كما تحضر الأسر المقيمة فى الخارج خصيصا من بلدها لقضاء الشهر الفضيل مع العائلة مجتمعين كنوع من لم الشمل ، وأضاف أنه من المتبع أن تعد ” الزوجة الأجنبية ” مائدة الافطار وترتدى الزى الصعيدى وتزور أهل وأقارب زوجها وتقضى أوقاتا سعيدة وسط المجتمع الأقصرى ، الذى يحتوى كل الجنسيات في العالم ، ويشاركونهم الفرحة فى الأعياد والمناسبات .

يقول عبد العاطى على ، مدير إحدى الجمعيات الخيرية ، أن من عادات رمضان في الأقصر التنافس علي إفطار الصائمين على الطريق ويتوسل الشباب على المسافرين لضيافتهم والإفطار معهم أو شرب الماء والعصائر وأكل التمر على الأقل ، واستكمل قائلا : ” مازالت هذه العادات الحميدة مستمرة بين أهالي محافظة الأقصر جنوبا وشمالا .

أضاف أن الأهالى فى القرى والنجوع لا يزالوا متمسكين ومستمتعين بالـ ” مسحراتى ” الذى يجوب القرى والنجوع .. وكل قرية ونجع لها ” مسحراتى ” خاص بها .. متذكرا مسحراتى ” الكرنك ” المرحوم ” عم فاضل ” وكان كفيفا يحمل الطبلة على كتف إبنه ويجوب القرية وفى نهاية رمضان يقوم الأهالى بإعطائه ” العيدية ” وهى مخبوزات العيد والنقود .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى