عمرها 700 مليون عام.. ميكروبيات الإسفنج تبوح بأسرارها
ندا العزايزي
الإسفنج في الشعاب المرجانية، أقل بريقا من جيرانه المرجانيين، ولكنه مهم للصحة العامة للشعاب المرجانية، وهو من بين أقدم الحيوانات على هذا الكوكب.
وخلال دراسة جديدة نشرت، في دورية “نيتشر إيكولوجي آند إيفلويشن”، وركزت على هذا الحيوان، حاول العلماء من جامعة الأمم المتحدة، فهم التطور المعقد للإسفنج والميكروبات التي تعايشت معه، حيث يمكن باستخدام هذه “الآلة الزمنية الجينومية”، توقع جوانب من الشعاب المرجانية والأنظمة البيئية للمحيطات خلال مئات الملايين من السنين.
وتقول سابرينا بانكي، باحثة ما بعد الدكتوراه في جامعة الأمم المتحدة والباحثة الرئيسية: “تُظهر هذه الدراسة كيف تطور الميكروبيوم في الإسفنج الذي يزيد عمره عن 700 مليون سنة، وهو حيوان ذو أهمية في النظم البحرية، حيث يتزايد بكثرة على الشعاب المرجانية استجابة لتغير المناخ ويلعب دورا مهما في جودة المياه وتثبيت المغذيات”.
ومع ذلك، فإن أهمية العمل تتجاوز الإسفنج، مما يوفر نهجا جديدا لفهم الماضي بناء على علم الجينوم.
ويقول الباحث ديفيد بلاشيتسكي، الأستاذ المشارك في العلوم الجزيئية والخلوية والطبية الحيوية في جامعة الأمم المتحدة، والباحث المشارك في الدراسة: “إذا تمكنا من إعادة بناء التاريخ التطوري لمجتمعات ميكروبية معقدة مثل هذه، فيمكننا أن نقول الكثير عن ماضي الأرض، ويمكن أن تكشف مثل هذه الأبحاث عن جوانب من التركيب الكيميائي لمحيطات الأرض التي تعود إلى ما قبل وجود الشعاب المرجانية الحديثة، أو يمكن أن توفر رؤى حول الاضطرابات التي شهدتها النظم البيئية البحرية في أعقاب أعظم انقراض في التاريخ حدث قبل 252 مليون سنة”.
البحر الكاريبي
وقام الباحثون بتمييز ما يقرب من 100 نوع من الإسفنج من جميع أنحاء منطقة البحر الكاريبي باستخدام طريقة التعلم الآلي لنمذجة هوية ووفرة كل عضو من الميكروبات الفريدة للإسفنج ، ومجتمع الميكروبات والبكتيريا التي تعيش داخلها.
ويقول بلاشيتسكي: “أنواع الميكروبات التي نصفها في هذه الورقة معقدة للغاية، ومع ذلك يمكننا أن نظهر أنها تطورت بشكل مستقل عدة مرات”.
ووجد الباحثون أن أصل إحداها، يعود لوقت خضعت فيه محيطات الأرض لنسبة كبيرة من الميكروبات، و يتزامن التغيير في الكيمياء الحيوية لهذه الميكروبات مع أصول الشعاب المرجانية الحديثة.