تاريخ وحضارة

ابن عطاء الله السكندري.. علامة مضيئة في الأباجية

فى بقيع القاهرة.. بسفح جبل المقطم منطقة يطلق عليها الأباجية تقع العديد من مراقد العارفين بالله وأوليائه الصالحين.. فتجد خلوة السيدة نفيسة رضى الله عنها وتجد مرقد صاحب الحكم العطائية الإمام ابن عطاء الله السكندرى والذى تحول إلى مسجد أقامه بالمنطقة المهندس عبد الحليم محمود.

والكثير منا لا يعرف من هو أحمد ابن عطاء الله السكندرى.. هو تاج الدين أبو الفضل أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن عيسى بن الحسين بن عطاء الله الجذامى نسباً. وفد أجداده المنسوبون إلى قبيلة جذام، إلى مصر بعد الفتح الإسلامى واستوطنوا الإسكندرية حيث ولد ابن عطاء الله حوالى سنة 658 هـ الموافق 1260 م ونشأ كجده لوالده الشيخ أبى محمد عبد الكريم بن عطاء الله، فَقيهاً يَشتغل بالعلوم الشَرعية حيث تلقى منذ صباه العلوم الدينية والشرعية واللغوية.

كان الشيخ ابن عطاء الله فى أول حاله منكراً على أهل التصوف حتى أنه كان يقول: «من قال أن هنالك علماً غير الذى بأيدينا فقد افترى على الله عز وجل».

فما أن صحب شيخه أبو العباس المرسى واستمع إليه بالإسكندرية حتى أعجب به إعجاباً شديداً وأخذ عنه طريق الصوفية وأصبح من أوائل مريديه وصار يقول عن كلامه القديم: «كنت أضحك على نفسى فى هذا الكلام».

ثم تدرج ابن عطاء فى منازل العلم والمعرفة حتى تنبأ له الشيخ أبو العبَاس يوماً فقال له: «الزم، فوالله لئن لزمت لتكونن مفتياً فى المذهبين» يقصد مذهب أهل الشريعة ومذهب أهل الحقيقة. ثم قال: «والله لا يموت هذا الشاب حتى يكون داعياً إلى الله وموصلاً إلى الله والله ليكونن لك شأن عظيم والله ليكونن لك شأن عظيم والله ليكونن لك كذا وكذا» فكان كما أخبر.

ويقول عنه الدكتور على جمعة فى بداية شرحه لأهم كتب ابن عطاء الله السكندرى واشهرها (الحكم العطائية): هى نسبة إلى اسمه ابن عطاء واشارة إلى ما فيها من عطاء ربانى منحه وأجراه الله سبحانه وتعالى على لسان هذا الولى أحمد ابن عطاء الله السكندرى، مضيفا انه من كبار الصالحين وتوفى فى اوائل القرن الـ18 الهجرى وكان ابن تيمية رحمه الله تعالى يجله ويقدره ويناديه يا ولى الله.. وشهد ابن عطاء على ابن تيمية فى عدة مسائل فكانت سببا فى دخول ابن تيمية السجن.. فلما خرج ابن تيمية قال لابن عطاء: لا ألموك لأنك ما قلت الا الحق.. فشهد له القريب والبعيد وسبب ذلك وسره الإخلاص لله والتوكل عليه حق توكله..

ومن حكمه.. (العطاء من الخلق حرمان.. والمنع من الله إحسان)، (من علامة الاعتماد على العمل.. نقصان الرجاء عند وجود الزلل).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى