ساديو ماني.. سارق الفرحة في حياة محمد صلاح
لا يمكن لأي متابع لكرة القدم، ألا يرى الصورة المبهرة التي يقدمها النجمان المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو ماني مع ناديهما ليفربول الإنجليزي وتصدرهما المشهد في أوقات كثيرة داخل كتيبة “الريدز”، وبالأخص “مو”، إلا أن الصورة قد تبدو مغايرة على المستوى الدولي لكلا النجمين.
ففي الوقت الذي فشل فيه صلاح في رسم البسمة على وجه المصريين، الذين طالما رددوا اسمه وحملوه على الأعناق في أوقات سابقة، سواء في التتويج باللقب القاري الأول له مع “الفراعنة” الشهر الماضي في الكاميرون، أو في التأهل للمرة الثانية على التوالي للمونديال، تحول ماني إلى بطل قومي سنغالي.
إنجاز ماني
وأهدى ساديو، “أسود التيرانجا” لقب الكان الأول في التاريخ، بالإضافة إلى التواجد الثاني على التوالي ضمن أباطرة العالم، بعد الفوز على مصر في المباراة الفاصلة وخطف بطاقة كأس العالم 2022 في قطر.
والمفارقة أن تتويج السنغال بلقب أمم أفريقيا الشهر الماضي، كان على حساب مصر والفوز بركلات الترجيح أيضا، وكان ساديو ماني صاحب ركلة الترجيح الأخيرة في كلتا المناسبتين.
مكانة عالمية
وبات اللاعب المصري خلال سنوات قليلة، أحد كبار لاعبي العالم يتهافت عليه الكبار في القارة العجوز، لكن ما زال الحظ يعانده دوليا مع منتخب بلاده.
صلاح فعل كل ما يمكن أن يصبو إليه لاعب الكرة المحترف، من نجاحات فردية مثل التتويج بلقب أفضل لاعب في القارة السمراء مرتين متتاليتين، ولقب هداف البريميرليج مرتين أيضا، أو مع ناديه ليفربول الإنجليزي من التتويج مثلا بلقب البريميرليج بعد غياب طويل، وكذلك دوري الأبطال ومونديال الأندية.
ومع اعتراف كثيرين، بأنه أفضل لاعب في تاريخ الكرة المصرية، إلا أنه على مستوى الإنجازات الحقيقية مع المنتخب، لم يسجل اسمه بعد بالمقارنة بما فعله نجوم كبار لم يحظوا بنفس النصيب من الشهرة على المستوى العالمي، مثل الجيل الذهبي مع المدرب حسن شحاتة الذي حصد الأخضر واليابس في القارة السمراء على مدار سنوات، والتتويج بـ”الثلاثية” غير المسبوقة في تاريخ قارة المواهب أعوام 2006 و2008 و2010.
وبالنظر لما قدمه صلاح بقميص منتخب بلاده، فإنه على مدار 81 مباراة دولية له نجح في هز شباك المنافسين في 45 مناسبة، لكنها تبقى في النهاية مسيرة خالية من الألقاب والإنجازات الحقيقية، باستثناء التأهل لكأس العالم في روسيا 2018، وهدفه الشهير في الوقت القاتل في شباك الكونغو من ركلة جزاء، والذي أعاد به “الفراعنة” للمحفل الكروي الأكبر في العالم بعد غياب 28 عاما.
إخفاق الكان
وبعيدا عن إنجاز التأهل لمونديال روسيا تحت قيادة المدير الفني الأرجنتيني هيكتور كوبر، لا توجد في المسيرة الدولية للنجم المصري سوى التأهل لنهائي الأمم الأفريقية مرتين، وكلتاهما باءت بالفشل، الأولى قبل 5 سنوات في الجابون، وحينها خسرت مصر اللقب (2-1) لحساب الكاميرون.
والثانية قبل نحو شهر بركلات الترجيح على يد السنغال، ليضاف إليها الفشل في التأهل لمونديال قطر في نوفمبر المقبل، الأول من نوعه على أراض عربية، بعد أن أهدر ركلة الجزاء الأولى بطريقة غريبة بعيدا عن المرمى.
على النقيض، ورغم أن الأرقام تصب تماما في كفة صلاح مع ليفربول، إلا أن ماني تفوق بشكل واضح على صلاح، تحديدا في آخر شهرين، بالتتويج بلقب قاري هو الأول في تاريخ السنغال وتسديد ركلة الجزاء الحاسمة التي أهدتهم اللقب، ثم الحلم الأكبر لأي لاعب وهو التأهل لكأس العالم بنفس الطريقة، “فترينة” العرض الأكبر لأي لاعب، وهي المرة الثانية على التوالي في مسيرة ماني، مقابل مرة وحيدة لصلاح.