تقارير وحوارات

فنون جميلة الإسكندرية يكشف عن أعمال كبار الفنانين البولنديين

السيد عبدالرازق

ربما تخرج من رحم الحروب فنون يخيطها فنانون على وقع دوي أصوات القنابل والرصاص، وكان هذا هو حال عدد من الفنانين البولنديين المشاركين كجنود في الحرب العالمية الثانية خلال فترة تواجدهم في مدينة الإسكندرية للمشاركة في الحرب، حيث شكلوا عددًا من اللوحات الفنية الرائعة تختلط فيها مشاعر الحب والفن والسلام.

اللوحات التي ظلت على مدار ثماني عقود على اندلاع الحرب ونهايتها، داخل مخازن متحف الفنون الجميلة بمنطقة محرم بك في الإسكندرية، خرجت للنور أخيرا بعد تواصل جرى بين السفارة البولندية وإدارة المتحف للاستفسار عن وجود أية أعمال تخص فنانين بولنديين مشهورين في بلادهم تصادف تواجدهم في عروس البحر كجنود وقت الحرب .

يقول الدكتور علي سعيد مدير المتحف، إنه بالبحث جرى اكتشاف عدد من اللوحات التي رسمها جنود بولنديين بالفعل داخل المخزن وكانت قبل ذلك مجهولة , مشيرا إلى أنه جرى الاتفاق مع السفارة البولندية لإحضار فريق لترميمها وهو ما يتم تنفيذه حاليا ، حيث حضر فريق متخصص من متحف وارسو الوطني منذ شهر أغسطس الماضي لتأريخ وترميم اللوحات .

وأشار إلى أنه سيتم عرضها بعد ذلك في معرض بعد التأريخ والترميم، حيث كانت أعمال مجهولة إلى حد كبير تُعرض للمرة الأولى .

وأوضح سعيد، أنه وخلال حديثه مع السفير البولندي والذي يحضر بنفسه أعمال الترميم أخبره بأهمية هؤلاء الفنانين في بلادهم، متوقعا أن تلك اللوحات تعود لمشاركة هؤلاء الفنانين في أتيليهات خلال تواجدهم في الإسكندرية، وأن يكون المتحف قد اشتراها بعد ذلك .

وعن فكرة إنشاء متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية يقول الدكتور علي سعيد مدير المتحف، إنه عندما أهدى الفنان الألماني إدوارد هايم 210 أعمال فنية إلى بلدية الإسكندرية خلال عام 1904، جاءت فكرة إنشاء متحف خاص للفنون الجميلة يضم كافة الأعمال الفنية لكبار المبدعين، لا سيما بعدما اشترط الفنان الألمانى اختيار مكانا أمينا لحفظ هذه الأعمال، والتي وصفها بأنها من أعظم الأعمال لأكبر الفنانين الغربيين .

وأضاف أنه بعد مرور اثنين وثلاثين عاما على اقتراح الفنان الألماني إدوارد فريد هايم، وتحديدا في عام 1934، أهدى أحد الأثرياء السكندريين، ويدعى البارون دي منشا، بلدية الإسكندرية قصرا كبيرا بحي محرم بك، للاحتفاظ فيه بكافة الأعمال الفنية سواء المصرية أو القادمة من الدول الغربية .

وأشار إلى انه في عام 1949 تم تكليف المهندس المعماري فؤاد عبد المجيد من قِبل بلدية الإسكندرية ببناء المتحف , حيث جرى إنشائه علىٰ أحدث طراز متضمناً العديد من صالات العرض , ومكتبة فنيّة , ومركزاً ثقافياً خُصص لإقامة الحفلات الموسيقية , وتقديم الندوات الثقافية والعروض السينمائية قبل افتتاحه رسميا عام 1954 .

ويتضمن المتحف عدد من الأقسام الفنية , منها قسم يضم عددا من أعمال الفنان الألماني إدوارد فريد هايم، صاحب فكرة إنشاء المتحف ، وهناك قسم آخر يحتوي على غالبية لوحات ” المستشرقين ” الفنية ، والتي كان يمتلكها الفنان محمد محمود خليل، وأهداها للمتحف حفاظا عليها , وحتى تكون أيضا جاذبة للرواد حول العالم .

أما القسم الثالث، فيضم بعض الأعمال التي كانت موجودة بمتحف الفن المصري الحديث الذي أقيم بالقاهرة، فضلا عن الأعمال الفنية المصرية والأجنبية التي أهداها أصحابها إلى المتحف .

ويعد متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية أحد أهم العلامات الثقافية والفنية البارزة في المدينة الساحلية منذ إنشائه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى