[ الصفحة الأولى ]تاريخ وحضارة

جوهرة التاج الإفريقية.. 131 عامًا على إنشاء حديقة الحيوان

تعد حديقة الحيوان بالجيزة واحدة من أقدم الحدائق فى تاريخ مصر، فقد أنشأها الخديو إسماعيل وافتتحها ابنه الخديو توفيق، سُميت جوهرة التاج لحدائق حيوان فى إفريقيا، وهي ثانى حديقة حيوان على مستوى العالم بعد حديقة حيوان إنجلترا.

وصفها وليام بيب من جمعية علم الحيوان في 1910م على أنها “بهجة لمحبى الجمال وعلماء الحيوان”، فقد كانت اكبر حديقة للحيوانات فى مصر والشرق الاوسط، وأول وأعرق حديقة فى إفريقيا، حيث احتوت عند افتتاحها في 1 مارس عام 1891 على  قرابة ستة آلاف حيوان على مساحة 80 فدانا، واعتبرتها أخيرا هيئة اليونسكو إحدى مناطق التراث العالمى.

قصة إنشائها

شارك الخديوي إسماعيل فى معرض باريس الدولى في عام 1867م، وبعد عودته إلى مصر وضع تخطيط جديد للقاهرة أسماه “باريس الشرق”، حيث تم إنشاء أحياء جديدة تكون واجهة للقاهرة القديمة من الناحية الغربية يمكنه استقبال ضيوفه خلال افتتاح قناة السويس فيها، وكان أحد أهم هذه المشروعات هو مشروع تحويل مجرى النيل إلى الشرق، وإقامة عدة قصور وحدائق في الجزر النيلية بمنطقة الجيزة، وكذلك بناء عدة كبارى تربط بين الضفتين منها كوبرى قصرالنيل وكوبرى الجلاء، وذلك ساعد على سهولة الوصول الى الجهة الغربية بالنيل التي بدأت تشهد نشاطًا ببناء سراي الجيزة.

وضمت خطته إنشاء حدائق الجيزة والأورمان، وكانت سراي الجيزة في الأصل قصرًا صغيرًا مِلكَ سعيد باشا، وبعد وفاته اشتراه الخديوي إسماعيل واشترى الأراضي التابعة له من طوسون باشا، وهدم القصر وبنى السراي مكانه وقد تكلف بناؤها في نحو (مليون و393 ألفًا و374 جنيهًا ) وهى حدائق ممتدة إلى كوبرى عباس وبساتين السراى مساحتها 186 فدانا مجتمعة وقت انشائها،  وبعد تغطية الأرض بطمى النيل، تم مد خط سكة حديد مخصوص لانشاء السراى وبساتينها، وصمم الحدائق وتقسيمتها المهندس باريللى دشان الأخصائى فى المناظر الريفية، وكان التصميم  يحتوى على ثلاث حدائق متصلة بأبواب بينها، وهى حديقة الأورمان والسلاملك والحرملك.

حديقة الأورمان

 أنشئت في 1875 لتحل محل حديقة الفاكهة التى قد أُنشئت 1873 ومساحتها 95.2 فدانا، والهدف منها إمداد القصور الملكية بشتلات الموالح وتحتوى على 100 ألف شتلة من الليمون والبرتقال واليوسفى فأطلق عليها حديقة الليمون.

حديقة السلاملك

أنشئت في  1872 ومساحتها تبلغ 54.7 فدانا وتحتوى على 85 الف نبات وتشمل أكثر من 900 نوع، وتتنوع بها المناظر الطبيعية فى انخفاض وارتفاع وجبال عليها قناطر تمر فوق وديان ، وأُنيرت الحديقة بفوانيس من بلور على أعمدة من حديد تنار بالغاز، وكان بهذه الحديقة كل أنواع النباتات المزروعة بحديقتي الأزبكية والجزيرة.

حديقة الحرملك

أُنشئت في  1868 ومساحتها تبلغ 29.7 فدانا، وتحتوى على 50 الف نبات تمثل أكثر من 1000 نوع، وتقع إلى الجنوب من الحديقتين السابقتين، وأقيمت بها الطرقات المرصوفة والمماشى بمختلف الألوان والأشكال، وكانت الحديقة تشتمل علي أروع النباتات المجلوبة من الهند وأمريكا الجنوبية وأواسط إفريقيا، كما توجد الجبلايات، والبرك الصناعية، والكباري الخشبية والحديدية التي أُنشئت لعبور تلك البرك .

إنشاء حديقة الحيوان

والمنطقة التى توجد فيها حديقتى الحيوان والأورمان حاليا كانت جزءاً من حدائق سراى الجيزة التي تستخدم كحديقة نباتية لتمد القصور الخديوية بالأشجار والنباتات النادرة من شتى بقاع الارض، وتم فصل 50 فدانا فى عهد الخديوى توفيق من (حديقة الحرملك) وحدائق الوالدة باشا لإقامة حديقة الحيوان، ومن المعروف إن الخديو اسماعيل أول من فكر فى إنشاء حديقة للحيوانات، على أن يتم افتتاحها بمناسبة الاحتفالات بافتتاح قناة السويس عام 1869م، ولكن الوقت لم يسعفه لتنفيذها فقام بجمع أعداد من الحيوانات والطيور في قصر الجزيرة بالزمالك (الآن فندق ماريوت).

الافتتاح

وفي أول مارس عام 1891 افتتحت هذه الحديقة للجمهور لتكون مكانا لجذب الناس من أجل الراحة والأستجمام والمتعة برسم يساوى 5 مليمات وعُين لها مدير  بريطانى هو نيكلوز، وكانت عبارة عن قسمين رجال ونساء، ويوجد بها نادى أصدقاء الحيوان وينضم إليه جميع من يرغبون من الأطفال من سن 8 إلى 18 عاما نظير اشتراك رمزى قدره 50 قرشا فى العام، كما هو متبع فى حدائق الحيوان بالعالم، وفى هذا النادى يتعلمون المبادىء الأوليه فى علم الحيوانات البرية كما يشاهدون افلاما مختلفة عن الحيوانات فى جميع أنحاء العالم ويستمعون إلى محاضرات من الأطباء البيطرين عن كل ما يتعلق بالحيوانات ويقومون بدراسة فن التحنيط الذى لاتهتم به اى جهة اخرى غير حديقة الحيوان.

أُضيف للحديقة 39 فدانا في عام 1930 لتصبح مساحتها 89 فدانا ،استقطعت منها 6 أفدنه لإنشاء كلية الهندسة، وهى مقسمة إلى 14 منطقه بها 4 بحيرات صناعيه تعمل بواسطة محطات مياه عمرها 100 عام، مثل الخمس جبلايات ذات الرونق الخلاب التي تزين الحديقة ، وعدد آخر من المعالم.

جبلاية القلعة أو الجبلاية الملكية:

أُنشئت في عام 1867م أى قبل انشاء حديقة الحيوان بحوالى ثلاثين سنة، وبناها مهندس تركى على هيئة قلعة وتعد من أجمل مزارات الحديقة، وتتكون بالكامل من الشعاب المرجانية التى استجلبت خصيصًا من البحر الأحمر أثناء حفر قناة السويس، وتتكون من خمس مناطق تقسم على شكل تلال مزينه بمجموعة من التماثيل للديناصورات المنقرضة والتماسيح والطيور ذات الأشكال الغريبة، وتحتوى على مماشى مغطاة بالنباتات ومساحة فى المنتصف تستخدم كمكان للراحة ويوجد بها مجموعة من التماثيل والزواحف مصنوعة من الأسمنت الحصى، كما تنساب المجارى المائية عبر مجموعة من الكهوف التى تحتوى على صخور مرجانية معلقة داخل شلالات، وقد بُنيت الجبلاية بطريقة فريده تجعلها مكيفة الهواء بصورة طبيعية، ويتم فيها تكبير الصوت دون الحاجة إلى مكبرات صوت .

جبلاية الشمعدان

بُنيت في عام 1869 علي غرار جبلاية القلعة، واستخدم في بنائها نفس أنواع الصخور التي بُنيت منها الجبلاية السابقة، وتتميز بوجود رواسب جيرية على شكل الشمعدان، تتدلى من سقف المغارات والكهوف، ولعل يكون هذا سبب تسميتها بهذا الاسم.

جبلاية جزيرة الشاى

وتماثل الجبلايات السابقة بمجموعة كبيرة من المغارات والكهوف وصُور فيها مئات الأفلام والمسلسلات.

الكوبرى المعلق

أُنشئ في عام 1911م، ويعرف بالكوبرى الهزاز بناه المهندس الفرنسى جوستاف إيفل، حيث أمر الخديوي إسماعيل بإنشاء كوبري معلق في حديقة الحيوان بالجيزة؛ ليربط بين قصر الخديوي وقصر الحريم في منطقة القصور الخديوية بالجيزة .

ويعد الكوبري المعلق هو أول منصة عرض مرتفعة لحديقة حيوان في العالم، ويظهر عليه شعار الخديوي إسماعيل المكون من حرفي”IP” التي تمثل الحروف الأولى من إسماعيل باشا باللغة الإنجليزية.

البوابات الأثرية

 توجد أمام بيت الكلاب القديم وتمثل مدخل قصر الخديوى وقصر الوالدة باشا.

الكشك اليابانى

أنشىء فى عهد الملك فؤاد عام 1924م  بمناسبة زيارة ولى عهد اليابان لمصر، ويعد متحفًا صغيرًا داخل الحديقة، ويحتوى على بعض المقتنيات والصور الفوتوغرافية لحديقة الحيوان قديمًا وحديثًا.

متحف الحيوان

تم بناؤه في عام  1906م،  ويتكون من ثلاث قاعات كبيرة ويعرض فيه مجموعات من الطيور والزواحف والأسماك والحيوانات المحنطة ومجموعة من الهياكل العظمية ،ويوجد أيضاً قاعتين يعرض بهما مجموعات مختلفة من جلود الزواحف، ويوجد خلف المتحف معمل للتحنيط، ويحتوى على أكثر من خمسة ألاف عينة محنطة من أهمها تمساح محنط منذ أيام قدماء المصريين منذ أكثر من خمسة ألاف عام، وحوت ألقت به الأمواج تجاه مدينة الإسكندرية.

تعرض الحديقة الثدييات والطيور والزواحف بأنواعها المختلفة فكانت تضم 120 من الثدييات و 500 من الطيور و80 من الزواحف، وكلها هدايا ملوك ورؤساء بلاد العالم كما تعرض 360  جنسآ مختلفآ من مائة نوع من الأصلات والثعابين (السامة و نصف سامة و غير السامة) والحيات والسلاحف والترس وأنواع السحالي والورل والضباع والتماسيح المصرية والأمريكية، كذا الجربوع والقنافذ والعقارب والحرباء، ومن أقدم السكان فى حديقة الحيوان سلحفاة الفيل 285 سنة، والنسر الأسمر 80 سنة،  وتتنوع فصائل وانواع الحيوانات الموجودة بها فتعتبر معرضا كبير للعديد من الآثار التاريخية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى