حقيقة تجريف أشجار حديقة الحيوان بالجيزة

تطوير حديقة الحيوان، تداولت بعض المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي أنباء تزعم تجريف أشجار حديقة الحيوان بالجيزة تزامناً مع تنفيذ خطة لتطويرها، وقد قام المركز الإعلامي لمجلس الوزراء بالتواصل مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، والتي نفت تلك الأنباء.
وأكدت أنه لا صحة لتجريف أشجار حديقة الحيوان بالجيزة تزامناً مع تنفيذ خطة لتطويرها، مُوضحةً أن حديقة الحيوان ذات طبيعة خاصة، ولا يمكن المساس بها، أو قطع أي من النباتات والأشجار النادرة المتواجدة بها، مشيرةً إلى أنه سيتم تنفيذ خطة لتطوير الحديقة، ورفع كفاءة جميع خدماتها، بهدف تعظيم الاستفادة من مقوماتها، واستعادة طابعها التراثي، مع إعادة إحيائها كمنطقة مفتوحة ومساحات خضراء تعد متنفساً للمواطنين، لتكون حديقة الحيوان على غرار الحدائق العالمية المفتوحة بلا حواجز، مع تطبيق أعلى معايير الأمان العالمية، دون أي خطورة على الزائرين، إلى جانب ربطها بحديقة الأورمان، وذلك من خلال الاستعانة بالخبرات العالمية.
ونناشد جميع وسائل الإعلام ومرتادي مواقع التواصل الاجتماعي تحري الدقة والموضوعية في نشر الأخبار، والتواصل مع الجهات المعنية للتأكد قبل نشر معلومات لا تستند إلى أي حقائق، وتؤدي إلى إثارة البلبلة بين المواطنين.
تطوير حديقة الحيوان، عرضت قناة إكسترا نيوز تقريرا تليفزيونيا حول دوافع تطوير حديقة الحيوان، وقال التقرير إن الحديقة تعرضت للإهمال خلال العقود الماضية، ولم تشهد أى تطوير يذكر خلال العقود الماضية، حيث خرجت من التصنيف العالمى لحدائق الحيوان.
وأضاف التقرير أن الحديقة شهدت نفوق العديد من الحيوانات مع عدم القدرة على تزويدها بأخرى، وعدم توفير البنية التحتية التى توفر البيئة الطبيعية للحيوانات، كما أن الزراعة سعت إلى عرض تطوير الحديقتين كأفضل الحدائق العامة.
وأشار التقرير إلى أن التطوير ياتى من خلال الاتفاق مع الهيئة القومية للإنتاج الحربى، ورجوع حديقة الحيوان للإدراج فى الاتحاد العالمى لحدائق الحيوان، موضحا أن الإنفاق على التطوير مالا يقل عن مليار جنيه.
تكاليف تطوير حديقة الحيوان
اوضح التقرير أن الإنتاج الحربى وجهات تتحمل الإنفاق من مواردها وغير مسترد، وأن وزارة الزراعة لن تتحمل أعباء مقابل حصولها على حق الانتفاع، ودفع مقابل سنوى لوزارة الزراعة يفوق أضعاف ما تحققه الحديقتين، وعدم المساس بالمساحات الخضراء بالحديقتين.
ولفت التقرير إلى عدم المساس بالأشجار والنباتات النادرة بالحديقتين، وعدم المساس بالمبانى الأثرية، وأن نسبة المبانى لا تتجاوز 9.% من إجمالى المساحة، وملكية الحديقتين ستظل خالصة لوزارة الزراعة.
تسمية حديقة الحيوان
تم تسميتها في البداية جوهرة التاج لحدائق الحيوان، وتم وصفها من قبل وليام بيب من جمعية علم الحيوان في 1910م على أنها “بهجة لمحبى الجمال وعلماء الحيوان” وكانت تحتوي عند افتتاحها في 1 مارس عام 1891 على قرابة ستة آلاف حيوان على مساحة 80 فدانا، واعتبرتها أخيرا هيئة اليونسكو إحدى مناطق التراث العالمى.
تاريخ إنشاء حديقة الحيوان
البداية كانت في عهد الخديوي اسماعيل وذلك بعد عودته لمصر من زيارة العاصمة الفرنسية أثناء مشاركة مصر في معرض باريس الدولي في عام1867، وكان متأثراً بجمال العاصمة الفرنسية ويريد استحداث تخطيط جديد للقاهرة أسماه “باريس الشرق” وذلك عن طريق إنشاء أحياء جديدة تكون واجهة للقاهرة القديمة من الناحية الغربية يمكنه استقبال ضيوفه فيها.
ولكي يطبق ذلك البرنامج المتشعب تم إجماله في مشروع تخطيطي سُمِّيَ ببرنامج “المشروعات السبعة” والذي يتكون من سبعة مشروعات يخص كل مشروع منطقة ومحاور، وكان أحد أهم هذه المشروعات هو مشروع تحويل مجرى النيل إلى الشرق من موقعه الأصلي وإقامة أحياء الجيزة والدقي السكنية وحدائق الأورمان وسراي الجيزة، وقد بلغ ولع الخديوي إسماعيل بتجميل القاهرة بأن أصدر مرسومًا في 1865م يحث فيه الناس والأهالي والمزارعين ومستأجري الأراضي وأصحاب الدور والمحال على زراعة أشجار الجميز والأثل والصفصاف واللبخ في أراضيهم وأمام دورهم ومحالهم.
وبالفعل أقام الخديوي إسماعيل عدة قصور وحدائق في الجزر النيلية ومنطقة الجيزة التي بدأت تشهد نشاطًا عمرانيًّا ببناء سراي الجيزة وإنشاء حدائق الجيزة والأورمان، وكانت سراي الجيزة في الأصل قصرًا صغيرًا مِلكَ سعيد باشا، وبعد وفاته اشتراه الخديوي إسماعيل واشترى الأراضي التابعة له من طوسون باشا بن سعيد باشا.
ثم أقام سراي الجيزة التي كانت حدائقها ممتدة إلى موقع كوبري عباس وكانت حدائق وبساتين السراي مساحتها 186 فدانًا مجتمعة وقت إنشائها بعد أن تمت تغطية الأرض بطمي النيل بارتفاع مترين، وتم مد خط سكة حديد مخصوص؛ لإنشاء السراي وبساتينها، وقد وضع تصميم الحدائق “باريللي ديشان” الذي كان يُدعى “باريل بك” المهندس الأخصائي في المناظر الريفية، واحتوى تصميمها على ثلاثة أجزاء تمثل ثلاث حدائق متصلة بأبواب بينها ويضمها أرض محاطه بسور واحد، وهم حديقة الأورمان و حديقة السلاملِك، حديقة الحرملِك.
وبذلك فقد كانت حديقتي الحيوان والأورمان حاليا، جزءًا من حدائق سراي الجيزة، وكانت تحوي مجموعة من أندر النباتات من شتى بقاع الأرض، في العام 1890م تم فصل 50 فدانًا في عهد الخديوي توفيق من الجزء الجنوبي (حديقة الحرملك) لإقامة حديقة الحيوان، ومن الثابت لدينا أن الخديوي إسماعيل كان أول من فكر في إنشاء حديقة للحيوانات، وكان يأمل في افتتاحها بمناسبة الاحتفالات بافتتاح قناة السويس عام 1869م، ولكن لم يسعه الوقت، فاضطر لتجميع أعداد من الحيوانات و الطيور في قصر الجزيرة الذي أصبح الآن فندق ماريوت بالزمالك.